صفحة الكاتب : طاهر الموسوي

رسالة الى السيد رئيس الوزراء.... إذا أردت النجاح فعليك (خلع العباءة الحزبية أولا) .
طاهر الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ان حزمة الإصلاحات التي قدمها السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي بالرغم من أنها لا تلبي طموح المواطن العراقي الذي ينتظر كما تنتظر المرجعية الضرب بيد من حديد ليس فقط في مفصل دون مفصل آخر ... فالقضاء على الفساد واصلاح الجهاز القضائي بشكل شكلي وإلغاء بعض المناصب والامتيازات لكبار الشخصيات السياسية التي تمتلك المال الكثير والغاء بعض الوزارات ومحاسبة عدد من المفسدين، وتحسين بعض الخدمات وغيرها من هذه الإصلاحات قد تكون جيده في المرحلة الأولى وننتظر الأكثر في القادم من الأيام.
 ولكن هل تتحق الإصلاحات بالشكل الصحيح لتكوين الدولة العراقية بعد 2003 والتي ألقت بظلالها على تشكيل جميع الحكومات منذ تشكيل مجلس الحكم حتى يومنا هذا دون الوقوف على جوهر المشكلة ؟ وهي بناء هذه الدولة والحكومات على أساس المحاصصة الطائفية والعرقية والقومية والحزبية وليس على أساس المواطنة والكفاءة وتقديم الشخص المناسب لشغل الوظائف الحكومية في هذه الوزارة أو تلك.
فجميع الأحزاب دون استثناء قبيل الانتخابات تنفتح على العشائر والشخصيات الأكاديمية والوجهاء وحتى بعض الأغنياء ورجال الأعمال للدخول ضمن قوائمهم الانتخابية لعلمها المسبق أن حصد الأصوات لن يكون الا عبر هذا الطريق!!، وبعد حصولهم على المقاعد التي قد ترتفع أو تنخفظ يتم استبعاد الجميع (الشخصيات العشائرية والكفاءات والاكاديميين والتكنقراط) والذهاب الى الطاولة المستديرة وكلا يحمل في حقيبتة للمطالبة بحصته في شغل المناصب للمنتمين لاحزابهم بدءا من اللجان في مجلس النواب مرورا بالحقائب الوزارية وباقي المناصب وحتى في حصتهم في تعيين عامل الخدمات في هذه الدائرة أو تلك المدرسة وكلا حسب ما حصده من أصوات ومقاعد وهذا كله داخل المكون الواحد طبعا!!.
 اما تشكيل الحكومة فهنا الطامه الكبرى حيث المحاصصة كما ذكرنا انفا.
أما الإصلاحات الحقيقية التي طالبت بها المرجعية والشعب لن تتحقق إلا بالابتعاد عن هذه المحاصصة المقيتة التي جرت البلد الى ما وصل إليه اليوم من تفشي الفساد ونقص خدمات والمحسوبية فضلا عن احتلال تنظيم داعش الارهابي مساحات كبيرة من ارض العراق.
إن المرجعية الدينية أكدت في اكثر من مره على جمله من الأمور منها "ان معركة الإصلاحات هي معركة مصيرية تحدد مستقبل البلد وان لا خيار أمام الشعب العراقي إلا الأنتصار في هذه المعركة وان هذه المعركة تحتاج الى صبر والوقت الكافي، وايضا تظافر الجهود للوصول الى النجاح المنشود وذلك بسبب انتشار الفساد في جميع مفاصل الدولة والاجهزة الحكومة في المرحلة الماضية كما أكدت المرجعية على ضرورة العمل لإصلاح الجهاز القضائي بشكل جذري وليس ترقيعي فالأصلاح لا يمكن أن ينجح إلا بازاحة الفاسدين من الجهاز القضائي أولا .
 كما أكدت المرجعية على ضرورة الإسراع بمحاسبة كبار الفاسدين من سراق المال العام واتباعهم، وان تكون الإصلاح وفقا للقانون منعاً لإبطالها من قبل المتضررين بذريعة مخالفته للدستور، فيما شددت على ضرورة تقديم الحكومة طلبا للبرلمان لتشريع وتعديل ما تحتاجه الخطوات الإصلاحية من قوانين وتشريعات .
 كما حذرت المرجعية من ان عدم تحقيق الاصلاح الحقيقي من خلال مكافحة الفساد بلا هوادة وتحقيق العدالة الاجتماعية على مختلف الاصعدة، فان من المتوقع ان تسوء الاوضاع ازيد من ذي قبل، وربما يجر البلد الى التقسيم ونحوه لا سامح الله حسب وصفها".
من هنا يجب على السيد رئیس مجلس الوزراء د.حيدر العبادي اذا ما أراد النجاح في مسيرة الاصلاحات الصعبة جدا كما وصفها هو من "ان مسيرة الاصلاح ومكافحة الفساد "لن تكون سهلة"، وان المتضررين منها سيعملون بجد "لتخريب كل خطوة " يجب عليه العمل على التخلص من جميع الضغوطات التي تعيق حركته نحو الامام مدعوما بدعم المرجعية ومعظم العراقيين وأول هذه الخطوات هي خلع العباءة الحزبية مع جل احترامي للحزب والمكون الذي ينتمي له السيد العبادي وان يتخلص من قيد آخر هو قيد المحاصصة الطائفية والعرقية والقومية والحزبية، للمضي قدما في تحقيق الانتصار في الإصلاحات المنشود ومن ثم تحقيق الانتصار الساحق في معركة تخليص العراق من خطر تنظيم داعش الارهابي.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


طاهر الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/22



كتابة تعليق لموضوع : رسالة الى السيد رئيس الوزراء.... إذا أردت النجاح فعليك (خلع العباءة الحزبية أولا) .
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net