صفحة الكاتب : محمد جواد سنبه

سَلِيّْمُ الجُبُوريّ ... مَوَاقِفٌ وَ شُبُهَاتٌ!!. (الحلقة الأولى)
محمد جواد سنبه

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

إِنَّ تحليل شخصية السيد سليم الجبوري، رئيس مجلس النواب العراقي الحالي، ليس امراً مستعصياً، كما أنَّ معرفة اهداف الرجل و مقاصده، ليست غاية لا تدرك. فالسيد الجبوري الذي لا يتجاوز عمره اربعة عقود و نصف، قدّ منحته الدنيا من حظوظ النجاح، ما لم تمنحه للكثير من اقرانه.
فالسيد الجبوري قدّ حصل على فرص التعليم العالي، في زمن قدّْ شَحَّ على الكثير من العراقيين، في اعطائهم نفس الفرصة، التي اعطاها للسيد الجبوري، لأسباب لا تغيب عن العاقل اللبيّب.
تعود الخلفية الاجتماعية للسيد الجبوري، الى جذور قرويّة، تُقدّس الروح القبلية، و تُمجّد الانتماء لمرجعيّة السلطة، التي تأخذ منها الشخصيّة القرويّة، كل مصادر القوة و الهيمنة و الوجاهة الاجتماعية. هذه الجذور القرويّة صاغها النظام البائد، لتكون أَحد مرتكزات قوّته، فكانت هذه الشخصية،  تَشعر بالزهو و الفوقية على غيرها، من الفئآت الاجتماعية الأخرى، التي كانت غير متوافقة مع نهج النظام الصدّامي البائد.
و بحكم العمل الوظيفي كتدريسي في جامعة النهرين، ظلّ السيد الجبوري قريباً من أَحداث التغيير السياسي، التي حصلت في العراق، بعد الاحتلال الامريكي للعراق، في عام 2003. و بسبب هويته المناطقيّة، التي تعكس انتماءه الطائفي، فتحت له الفرصة ابوابها، ليكون عضواً في لجنة صياغة الدستور العراقي في عام 2005، و عضواً في مجلس النواب العراقي في عام 2005، كمرشح عن جبهة التوافق العراقية، حيث كان ناطقها الرسمي.
و شغل السيد الجبوري في الدورة البرلمانية الأولى، منصب نائب رئيس اللجنة القانونية البرلمانية. و أصبح نائباً في مجلس النواب العراقي عام 2010،  و شغل في هذه الفترة، منصب رئيس لجنة حقوق الانسان البرلمانية. و في عام 2011 اصبح نائباً للأمين العام للحزب الاسلامي، و هذه الدرجة الحزبية، ذات الهويّة (الاخوانيّة)، جعلته مقبولاً بدرجة كافية، عند اصحاب القرار، في الدوائر السياسية السعودية و الخليجية و التركية أيضاً. و بعد فوّزه بانتخابات عام 2014، كمرشح عن قائمة (ديالى هويتنا)، تسنَّم منصب رئيس البرلمان العراقي، في 14/7/2014.
ظلّت خطابات السيد الجبوري، تدور حول طروحات، (مظلوميّة السُّنّة العرب في العراق، و تهميش دورهم في المشاركة السياسية، و اضطهاد الأجهزة الأمنيَّة لهم، و غُبن حقّهم في نسبة الثميل الديمقراطي، و المطالبة بالمصالحة الوطنية)، هذه هي ذات الخطابات، التي كان ينادي بها، (المتهم طارق الهاشمي) و الارهابي (عدنان الدليمي)، و غيرهم من الموتورين طائفياً، و السائرين في ركاب المشروع الطائفي السعودي الخليجي التركي.
عندما شغل  السيد الجبوري، رئاسة لجنة حقوق الانسان البرلمانية، تبنَّى موقف الدّفاع المستميت، عن الاشخاص المتهمين بقضايا جنائية تتصل بالارهاب، فاصبح العنصر الاكثر ضغطاً على السلطة التنفيذية في هذا الملف. فأخذت مقبوليَّته تزداد في الوسط السُّنّي المتطرّف، خصوصاً عند تصديه للدفاع عن مطالب المعتصمين، في المحافظات الغربيّة في خريف عام 2013.
بعد سقوط مدينة الموصل في 10/6/2014، بدأ نجم السيد اسامة النجيفي بالأُفول. و بعد فشل رئيس لجنة اغاثة النازحين، السيد صالح المطلك في السيطرة على الملف المالي لهذه القضية، و بعد سقوط محافظة الانبار في 15/5/2015، ازدادت حظوظ السيد الجبوري تصاعداً، فوجد امامه فرصة الفوز، بثقة الجمهور السُّنّي كخطوة استباقية، تُؤسس له وجوداً قويّاً في المرحلة السياسية المقبلة.
أَراد السيد الجبوري استثمار مناطق الفراغ، التي تركها له غيره، فأضاف الى مهامّه مُهمَّة جديدة، هي المناداة بمطالب جديدة، اضافة الى مطالبه السابقة. فأخذ يُطالب بتسليح العشائر السنيّة، في المناطق الغربيّة من العراق، و مطالبته بسن قانون تشكيل الحرس الوطني. و لأجل اضفاء الجدّية على نواياه، قام السيد الجبوري، في بداية صيف هذا العام 2015، بسلسلة من الزيارات. فزار الاتحاد الاوربي و امريكا و تركيا، كما سبق له و ان زار كل من الكويت و السعودية.
في الحلقة الثانية من هذا الموضوع، سأستكمل البحث في استقراء الأَهداف التي يسعى لتحقيقها السيد سليم الجبوري، بناءً على المعطيات التي يقدمها لنا الواقع. ومن الله التوفيق.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد جواد سنبه
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/24



كتابة تعليق لموضوع : سَلِيّْمُ الجُبُوريّ ... مَوَاقِفٌ وَ شُبُهَاتٌ!!. (الحلقة الأولى)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 3)


• (1) - كتب : ابو زهراء العبادي ، في 2015/08/26 .

ٱلأستاذ الفاضل محمد جواد المحترم .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شكرا لتفضلكم بالرد على تعليقنا على مقالكم الكريم .
وكلماتكم الرائعة التي تفيض صدقا .وفقكم الله تعالى
شكرا لكم مرة ثانية ٱستاذنا العزيز .ٱقلامكم الحرة ستصنع تٱريخ بلادنا ،،،

• (2) - كتب : محمد جواد سنبه ، في 2015/08/26 .

حضرة الأخ العزيز الاستاذ ابوزهراء المحترم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخي الفاضل
ان طرحكم يدل على عميق وعيكم وتفهمكم لحقيقة الواقع العراقي. شكراً لتفضلكم بابداء وجهة نظركم مع فائق تقديري واحترامي لجتابكم. و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

محمد جواد سنبه
العراق

• (3) - كتب : ابو زهراء العبادي ، في 2015/08/26 .

ٱستاذ محمد جواد
السلام عليكم .
من المؤسف جدا على العراق كبلد يمتلك حضارة عريقة وتٱريخ مجيد ٱن يٱتي عليه زمن يتربع على عرشه .ثلة من الرجال لايجمعهم رابط .وليس بينهم شبه .ٱلأ.في تشابه مهامهم في تدمير العراق .من خلال الغباء السياسي وجعل ساحة الوطن مكان لتصارعهم .
بعد ٱن ٱصبحت بطولات البعض تٱريخ وطن ٱختزل بشرذمة من الرجال ،..يحملون لواء الطائفية المقيت .على ٱكف رجال لم تؤمن بالوطنية .قط .وٱن ٱنكروا ذلك ...فالعراق اليوم رهين مستقبله بين ٱيدي غير ٱمينة ..
تسللت الى السلطة خلسه .قادها القدر الى ماكانت تتوقع وتطمح ..فظنت لوهله ٱنها الاروع وٱلأكفٱ ..هذا قدرنا ان نعيش في كنف من لا نعرف .في تٱريخ ليس من صنع ٱيدينا .وٱن عشنا مرارة ٱلأنتظر بتغير واقعنا بجلاء بعض من شكل وجوده في العملية السياسية .عبيء ثقيل تنوء به ظهورنا .التي ٱنحنت من مرارة السنين الماضية .




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net