صفحة الكاتب : سلام محمد جعاز العامري

حق التظاهر؛ ألا لعنته تعالى على المندسين
سلام محمد جعاز العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 قال أحد الحكماء: "إذا اختفى العدل من الأرض لم يعد لوجود الإنسان قيمة.
اعتمد بعض الساسة على حصانتهم, التي يغطون بها فسادهم وفشلهم وسرقاتهم, فوضعوا ضوابط لعدم محاسبتهم, أو على أقل تقدير إقالتهم.
فَهِمَ المواطن اللعبة عبر سنين من الجور, أدت به الى العوز الشديد, حيث كان سابقا يرصد الخلل وبدقة, بالرغم من أن المرجعية المباركة, تعلم أين الخلل, ولمعرفتها التامة, أن الفاسد ليس له دين, ولا يخاف يوم المعاد, فقد التزمت بآلية النصح للمواطن.
عند شعور الفاسدين والفاشلين بخطر الدعوة للتغيير, فقد دس الدساسون أنفسهم, ليجيروا النصائح لصالحهم, في سبيل غش المواطن, دروع من الإعلاميين يعبدون الدينار, كانوا أداة بيد الفاسدين, ليبيضوا سمعتهم ويبعدوا ما شوهته تصرفاتهم, فأخذ أولئك الأجراء خلط الأوراق, لإبعاد الخطر عن أولياء نعمتهم.
بعد حصول الدعم المعنوي للمواطن, ضد الفاسدين من خلال خُطَبِ الجمعة, والتصريح بأحقيتهم لما خرجوا من أجله, مطالبة الحكومة بتحقيقها, مع المحافظة على سلمية التظاهر, مما جعل بكفة متأرجحة آيلة للسقوط, فعمدوا لإرسال المندسين, الذين لا يملكون إلا الطاعة لمغريات الدنيا.
كان من مطالب المتظاهرين, رفض مشاركة الساسة, لا سيما أعضاء البرلمان ورواد الفساد, القدماء منهم والجدد على حدٍ سواء, فليس من الممكن أن يحارب الفاسد نفسه, مطلبٌ أثار حفيظة المُرجفين, فدسوا أذيالهم بين المواطنين, لإثارة الشغب وحرف المسار.
عجباً للباطل حيث يرى نفسه, أعلى شأناً ليصعد على ظهر الحق, ظنا منه امتلاك الذكاء, مستغلاً صبر أهل الحق, لظنه أنه الغباء, أو الضعف والعجز! لا يفكر يوما أن لصبر المظلومين حدود! فيال بؤسهم حيث اشتروا مرضاة المخلوق, متناسين سخط الخالق.
 قال ابو الدرداء: "اضحكني ثلاث وابكاني ثلاث مؤمل الدنيا والموت يطلبه, وغافل لا يُغفَلُ عنة, وضاحِكٌ مِلءَ فيه, لا يدري أساخط ربة ام راضٍ, وابكاني هول المطلع وانقطاع العمل, وموقفي بين يدي ربي, ولا ادري أيؤمر بي الي الجنة, ام الي النار.
العدل أساس المُلك, جملة من ثلاث كلمات, تختصر لمن يريد دوام ملكه, فإن انحرف عن مسار العدل, فلينتظر السقوط الذي لا قيام بعده, حكم المالكي ومن تبعه من الظالمين, ثماني سنوات عجاف, معتمداً على قضاء فاسد هرم, متمسك بدنياه الغارقة بالرذيلة, المغذية للطغاة.
مطالبات واضحة بإصلاح القضاء, وإقصاء قضاة الحُكام الذين وضعوهم, لوطدوا لحكمهم, حصل الدعم الشرعي لهذا المطلب, ليجن جنون العجوز, فتحرك على قانون الحماية ليستمد بقاؤه منه, لقناعته بحال خروجه, فسيحاسب لا محالة" فالظلم أساس الهلكة".
هل سينقلب السحر على الساحر؟ ليحاسب القانون من كان مسيطراً عليه, أم أن الالتفاف على المطالب سوف يبقى, فيرجع القضاء المالكي, بعد تحصينه بعضوية البرلمان, ليرتقي عرش الحكم؟
إن من يؤمن بمبدأ المؤامرة, لا يحمي نفسه إلا بها, فما بين قضاء فاسد, ومندس يعبد المال, قد يتحقق إسدال الستار, ليصبر المواطن ثلاث سنوات إضافية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سلام محمد جعاز العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/28



كتابة تعليق لموضوع : حق التظاهر؛ ألا لعنته تعالى على المندسين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net