صفحة الكاتب : سامي جواد كاظم

تراث خالد وحاضر فاسد
سامي جواد كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 دخل شاب على شيخ في مكتبه ولم ير الجدران لانها مليئة برفوف الكتب والشيخ يجلس في ركنها وامامه رحلة صغيرة وبعض الاوراق ليؤلف كتاب ، استغرب الشاب من هذا الكم الهائل من الكتب وسال الشيخ هذي الكتب كله قريته ؟ رفع الشيخ نظارته الى جبينه وقال له : ليش تسال؟، فقال الشاب: اريد اعرف هذي الكتب شتكول ( ماذا تقول)؟، فاجابه الشيخ تقول : "صير خوش انسان".
اعداؤنا يقرون بتراثنا الخالد ومافيه من علوم بمختلف الاختصاصات تشريعية او علمية ، ونحن نتغنى بها كثيرا لا سيما خطباء المنابر الذين ما فتاوا من ذكر هذه الروايات والقصص الخالدة للانبياء والائمة عليهم السلام وحتى خطباء السنة كثيرا ما يرددون دور الصحابة في نشر الدين الاسلامي وعدالتهم ، وحتى تجار التاليف تراهم برمشة عين يؤلف موسوعات عن حكم ومواعظ الائمة ونصائح الصحابة، الف  حكمة وحكمة للامام علي ، 500 سؤال عن الاسلام ، 550 حكمة لاهل البيت ، ومن هذا القبيل حدث بلا حرج، وكم ننتشي عندما يتردد على اسماعنا ان المسيحي الفلاني اشاد بالاسلام والمفكر اليهودي امتدح علي وكاننا حققنا انتصارا لا مثيل له عليهم .
وجاء هذا التراث لكي يتم غرسه في ارض الحاضر حتى نجني ثمار نافعة ويافعة حتى يتباهى بها اطفالنا من بعدنا مثلما نحن نتباهى بالماضي ، ولكن ماذا كانت النتيجة ؟ النتيجة فساد وبكل معنى الكلمة وفي كل مجالات الحياة فساد الاخلاق فساد الاصلاح فساد السياسة فساد التجارة وفساد حتى الفساد نفسه ، بل لا ابالغ ان قلت تعلم الشيطان من حاضرنا ما كان غافلا عنه في الماضي ، وكاننا نقول لله عز وجل ان الشيطان صادق عندما تعهد بانه سياتينا عن يميننا وشمالنا فهاهي المفاسد تتجذر في تاريخ سيحكي عنها المستقبل بصفحات ياسف لها ممن توطد على خط الاسلام ويعلم الفرق بين المسلم والاسلام ، وارغب ان يكون تاريخ اليوم فصل بحد ذاته ولا يلحق بتاريخ الامس.
لاحظوا اخبار موجة الاصلاح في العراق فانها تعج بالمفاسد وهذا يعني ان حكام البلد اما انهم كاذبون او فاسدون وبالاحتمالين فانهم صفحة سوداء في التاريخ ( مع الاعتذار للخيرين الذين لا حول ولاقوة لهم في هذا الوضع الماساوي ولكنني اتكلم بالعموم).
لاحظوا عندما يقدم الانسان (رئيس او مرؤوس) على عمل جيد ينظر اليه باعجاب لان هكذا اعمال اصبحت نادرة ولكن عندما تقرا شريط التايتل ، سرقة كذا مليار قتل كذا مواطن تفجير كذا سيارة نقراها ونمر عليها مر الكرام لاننا اعتدنا عليها .
حتى اخواننا السنة كثيرا ما يتحدثون عن عدالة عمر فهل رايتم مسؤول قلد عمر في عدالته ؟ بل انهم حتى عجزوا من اثبات ان الدواعش لايمثلوهم ونحن نعلم ذلك بانهم لا يمثلون السنة ولكن لماذا جذور دواعش في المحافظات السنية ؟ فهذا يعني ضعف في الرد ويحاول الخبثاء من سياسيين او وسائل اعلام ماجورة كالجزيرة والعربية والشرق الاوسط ايهام الراي العام بان السنة رضوا بداعش لينجوا من ظلم الصفوية ، كم انت رخيص ايها المواطن العراقي لنصبح ارجوحة تهزنا هكذا وسائل اعلامية وحكومات تامرية . 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سامي جواد كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/28



كتابة تعليق لموضوع : تراث خالد وحاضر فاسد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net