صفحة الكاتب : قيس النجم

هجرة المرجعية ومحكمة النهوض الفاشلة!
قيس النجم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ليلة الهدهد، رواية لطيفة للقاص العراقي، المقيم في السويد (إبراهيم أحمد)، تحدث فيها عن واقع الساسة الفاسد في العراق، ووزعهم على خمسة أبواب، في وصف لأوضاعهم وسلوكياتهم، وفق مقتضيات المرحلة الأليمة، وهي بالفعل بحاجة الى دراسة مستفيضة.
الرسالة مفادها: إن الإصلاح الحقيقي يبدأ من ملفات حيتان الفساد الكبيرة، وإلا ما فائدة لجان التحقيق دون تنفيذ توصياتها، التي خرجت بشق الأنفس!  
الباب الأول: العزلة بمعنى أن الحاكم، الذي يعزل حاشيته وأزلامه، عن باقي الكتل السياسية بمعنى، (ظل البيت لأم طيرة، وطارت بيه فرد طيرة)، فتدار مؤسسات الدولة، وفق منظور تجاري، وليس ساسياً، ولم يكتفوا بصفقاتهم المشبوهة، وقضاءهم الذي لا يرد ولا يبدل، بل يشرعن فسادهم، ومصائبهم، فضاعت المحافظات، والحرمات بسبب طريقتهم في خلق الأعداء، وتحول الجيش، الى مليشيا تابعة لأوامرهم، بغض النظر عن مصلحة الوطن والمواطن!
الباب الثاني: الغياب حيث غابت المصداقية والنزاهة، عن كل مفاصل الدولة، وشاع التسقيط السياسي، والخطاب المتطرف، فأصبحت الحرب مهنة من لا مهنة له، من أزلام هذه الحكومة أو تلك، ولكل نصيبه من سلة العراق الوفيرة، شرط ألا تصل حصة المواطن الفقير، الذي عاش زمناً تتمزق فيه القلوب، من كثرة النكبات لأن الموت ينتظر حياتنا، عند أبواب المقابر، والحكومة كالنعامة تضع رأسها في الرمال!
الباب الثالث: الهجرة التي عشقت لون البحر، هرباً من مآسي العراق، فأرادوا إنهاء صلتهم بالماضي، وعبروا الحدود بحثاً عن الأمان، أما الرجل الذي أكله السمك اللاسع، فيقول: شكراً للبحر الذي إستقبلنا دون تذاكر، ولن يسألني عن مذهبي وإسمي، على أن حكومة الفشل ترسل طائرة، لا لمساعدتهم في الهجرة، بل لجلب نعوشهم الغارقة، وسط الظلام فالمرافئ الأوربية، ترفض دفنهم، فيبقى الإسم ويغيب الجسم!
   الباب الرابع: المحكمة التي نطالب بتشكيلها، وفق معايير العدالة، والنزاهة لمكافحة المفسدين، ومغادرة المحاصصة، والطائفية، حيث الأعضاء الملوثة سيرتهم، من كثرة ملفات الفساد، فالسلطة القضائية قامت بإبعاد ثمان قضاة، وكأنها قد فلقت البحر، لأتباع فرعون وأبتلعتهم، فمجلس القضاء الأعلى، ركيزة أساسية للتحزب والفساد، لذا ضاع الوطن، وعليه بدأت التظاهرات تأخذ طريقها السلمي، لمحاسبة العالقين في المجرى السياسي، لطرحه خارجاً تحقيقاً للعدل!
الباب الخامس: النهوض بالإصلاحات الإدارية والقضائية الحقيقية، وهي بحاجة للمتظاهرين الأحرار، الغاضبين من السياسيين، حيث يبث العراقيون آهات ناطقة، بوجه المفسدين والمجرمين، الذين تاجروا بالأرض والعرض، من حكومات الفشل السابقة، لذا صرخ العراق: كفى فساداً وخراباً، ومالاً حراماً أيها السراق.
ختاماً: إذا استطاعت حكومتنا، من تجاوز العزلة، والغياب، والهجرة، مع تشكيل محكمة عادلة، وقضاة نزيهين، فسوف تنهض بالعراق، ليكون دولة إوربية تقع في الشرق الأوسط!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قيس النجم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/30



كتابة تعليق لموضوع : هجرة المرجعية ومحكمة النهوض الفاشلة!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو زهراء العبادي ، في 2015/08/30 .

ٱلأستاذ قيس النجم
السلام عليكم .
الفساد ٱلأداري ليس ظاهرة وليدة اليوم .بل لها جذور قديمة مرت بمراحل متعددة من حالات المد والجزر وفي كل حالة مد تحمل الينا شيء جديد تتركه على جرف شواطئنا ....
الفساد تحصيل نتيجة موت الظمير وشيوع الفساد في النفس البشرية .وفقدان الشعور الوطني .لدى ساسة الحكم .
التي تجردت من ٱي واعز ٱخلاقي .يحصنها من ٱلأنزلاق الى مهاوي الردى .وتركت الملايين تحت خط الفقر .
بنت من ٱموال السحت الحرام ٱمبراطوريتها المالية.،ٱقامة محكمة الظمير ٱلأنساني لمحاسبة سراق المال العام .عداله ٱنسانية .
فضيحتهم ٱمام الشعب وتعريتهم ضربة قاصمة لخواءهم الفكري وعنترياتهم الزائفة .
تظاهرات الملايين التي خرجت تجوب شوارعنا .هي المحكمة العادلة التي ٱصدرت حكمها العادل بحق المفسدين . وٱسقطت ٱقنعة الفساد الزائفة .،وٱنهت مستقبلهم السياسي ....،،،فسيكون. ذلك لهم هو عذاب الظمير ،




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net