صفحة الكاتب : عزيز الابراهيمي

ما أرادته المرجعية من العبادي والمتظاهرين
عزيز الابراهيمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يؤثر عن الفيلسوف الفرنسي فرانسوا فولتير إنه كان يرفض الحوار مع أي احد لم يحدد مفاهيمه بصورة دقيقة, لأنه لا يريد الدخول في نقاش عقيم لا فائدة منه ولا  يؤول الى نتيجة محددة .ولعل هذا المنهج ليس مختصا بالرجل بل هو دأب العلماء في مجال العلوم العقلية كافة. 
حقل السياسة وإدارة الدولة (لاسيما الناشئة منها), يحتاج أن يحدد الشعب مطالبه بصورة دقيقة, كما يحتاج الحاكم أن يوضح ما يستطيع أن ينجزه في حدود صلاحياته الدستورية, ليتمكن الطرفين من تقييم ما تم بعد حين. 
المظاهرات التي حصلت في الآونة الأخيرة بدأت مطلبيه لنقص الخدمات التي فأقمها الركود الاقتصادي والتردي الأمني  إلا أنها أخذت بالتشعب بداءً من الخدمات ومرورا بإلغاء المجالس المنتخبة والأحزاب والدستور والنظام البرلماني ووو ....
المرجعية الدينية باعتبارها الجهة الأكثر حرصا على مصالح العباد والبلاد, أخذت على عاتقها توجيه المطالب الحقة, وتشذيبها, وتحديد المسئول عنها الذي هو شخص رئيس الوزراء حتى تعرف الناس من بيده مقاليد الأمور, فتكافئه على ما أنجز وتعاتبه على ما قصر  ويكون هو الآخر معنيا بشكل مباشر بإجراءات من شأنها أن تصلح ما فسد من الأمور .وقد حددت المرجعية بشكل لا يقبل اللبس ما على المتظاهرين ورئيس الوزراء السعي إلى تحقيقه وكان ذلك من خلال تشخيص أمرين عامين يدور عليها محور التردي الموجود في الدولة والسأم المتأصل في المجتمع, وهما الفساد الذي أكل المال وخرب البلاد وسبل القضاء عليه والذي يتمثل بالضرب بيد من حديد على كافة الفاسدين من خلال فتح ملفات الفساد الكبيرة ليعاقب المسيء ويرتدع من تسول له نفسه , والعدالة الاجتماعية التي أخذت بالتقهقر نتيجة التمايز الكبير بين المواطن والمسئول  .
إلا إن تعويم المطالب من المتظاهرين قابله إصلاحات هلامية غير قابلة في معظمها للتطبيق من قبل رئيس الوزراء, فهي إما غير دستورية, أو توصف بأنها إجراءات تقشفية في أحسن الأحوال, ولم تمس الفساد ولا العدالة الاجتماعية من قريب او بعيد .
هذا التعويم الذي سلكه المتظاهرين, والمراوغة التي اتخذها رئيس الوزراء, هي ما أشارت إليه المرجعية الدينية في خطبتها الأخيرة, التي حثت فيها المتظاهرين بتركيز مطالبهم وتوحيد شعاراتهم وعقلنتها كي تأخذ طريقها للتحقق, وأشارت بطرف خفي الى المسؤولين الكبار, إن أساليب المراوغة, والتحايل, والتمظهر الفارغ بالإصلاح سينقلب على أصحابه ولو بعد حين .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عزيز الابراهيمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/09/01



كتابة تعليق لموضوع : ما أرادته المرجعية من العبادي والمتظاهرين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net