صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الضمير الوطني المؤود!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الضمير الوطني ربان الحياة وبوصلتها القادرة على تحقيق مسيرة إنسانية حضارية , ذات قيمة معرفية وفكرية ومساهمات إبداعية متواكبة مع عصرها.

 
والإنسان الذي يغيب في دنياه الضمير الوطني لا يمكنه أن يأتي بخير , وتكون نشاطاته محكومة بإرادة السوء التي تتوطنه , ذلك أنه سيجد في أعماقه الخربة وطنا خاويا , لكنه لذيذ ينعش حاجاته ورغباته المطمورة ,  التي تمنحه الإحساس بأنانيته وسلطته وقوته الوهمية , وكأنه من الذين يتعاطون الكوكين والأفيون والماريوانا , وغيرها من عناصر الإدمان ووسائله وفنونه العجيبة.
 
وفيما يدور ويحصل في المنطقة بأسرها , عندما نتساءل عن الضمير الوطني وآليات التعبير عنه , يكون الجواب "يا ولدي , مفقود , مفقود , مفققققوووود"!!
 
ألا يخطر ببالنا أن نتساءل "أين الضمير الوطني؟" , عندما نكتب ونتحدث ونلقي الخطب والمواعظ وغيرها من وسائل التعبير عن الرأي.
 
فمن العدوان على الذات والموضوع والتأريخ والتراث والمعتقد , أن يكون الضمير الوطني غير حاضر في معظم نشاطاتنا وتفاعلاتنا , إن لم يكن في جميعها.
 
فلا يوجد مجتمع يتحدث بالأساليب والآليات التي نتحدث ونكتب ونتواصل بها , وكأننا لسنا إلى العصر بصلة , ونعيش في كوكب آخر , فالعزلة الفكرية والثقافية التي نعاني منها , جعلتنا أشبه بمخلوقات الغاب قبل قرون عديدة , ذلك أن المخلوقات تعاصر وتتعلم وتتطور وتتواصل مع زمانها , لقوة إرادة البقاء والحفاظ على النوع الفاعلة في سلوكها.
 
أما ما يجري في واقعنا بصورة عامة , فأنه يكشف إنقطاعا مرعبا عن الزمن المعاصر , بل أن أبناء المجتمع الذين في مجتمعات أخرى , لا يعيشون فيها , ولا يتفاعلون معها , وإنما يتمعهدون في عوالمهم وكياناتهم المعرفية المنحرفة , وينطلقون منها نحو رفد وتغذية التفاعلات المجردة من الضمير الوطني في مجتمعاتهم الأم.
 
فهم يتواجدون في مجتمعات فيها كل الأجناس والمعتقدات البشرية , لكنهم يتكلمون بأحادية وتطرفية وإنحراف فكري وثقافي , وعدواني شديد الإضرار بأبناء المجتمعات التي جاؤوا منها.
 
ولا يمكن تفسير هذا السلوك إلا من خلال العجز عن التواصل والتفاعل والتجدد والإدراك الفكري والنفسي , للمعطيات الناجمة عن التمترس في حالات مجردة من الضمير الوطني والإنساني , الفاعل الملتزم بموازين المحبة والخير والألفة والأخوة , والجوهر الوطني الذي يراعي المصالح المشتركة , ويسعى إلى بناء العقد الإجتماعي الرشيد.
 
ومن الأنفع أن نتساءل عن دور الضمير الوطني فيما نقوم به ونقوله ونكتبه , لأن في ذلك مسؤولية أخلاقية وإنسانية , ولا بد أن نغمض عيون السوء التي فينا!! 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/09/08



كتابة تعليق لموضوع : الضمير الوطني المؤود!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net