صفحة الكاتب : امل الياسري

البرذويل وداعش وناقة صالح!
امل الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
نفاق، وطائفية، وسكوت، وفشل، وخيانة، ومؤامرة، هو ما شكل كارثة، مكنت عصابة داعش الإرهابية، من إحتلال مدننا الآمنة، في ليلة وضحاها، ولأن الساسة لبسوا نظارات سوداء جداً، فقد ساعدت جاهليتهم السياسية، في تأجيج الصراع الدموي، وزيادة أتون الفوضى، فقد غرق العراق في بحر، من المصائب والنوائب!
داعش أعادت المدن المغتصبة، الى عصور ما قبل التأريخ، ولوثت الحضارة العراقية المجيدة، بأنواع خاصة من العنف، والقتل، والسرقة، والتدمير، فأستبيحت آثارنا، وبيعت بأبخس الأثمان الى المتاحف، والتجار، والمزادات العالمية، علماً بأن ربع هذه النصب الحضارية، دُمرت بالكامل على يد الأوباش الجهلة، ذوي اللحى النتنة!
البرذويل كنسية قديمة، تقع غرب كربلاء المقدسة، يعود بناؤها للقرن الخامس الميلادي، بنيت على آثار قصر، لأحد الذين قاموا بعقر ناقة النبي صالح (عليه السلام)، فأصبحت مكاناً مقدساً يؤمه المسيحيون للعبادة، لكن داعش الإرهابي، سرق كل ما فيها من كنوز ونفائس، لا تقدر بثمن إطلاقاً! 
المثير للدهشة والإستغراب، أنه لا يوجد في مديرية الآثار التابعة لمحافظة الأنبار، أي تسجيل بأعداد معلومة للنفائس الثمينة، ولم نسمع منذ عام ونيف عن هذه الكنوز، وكيف تم تهريبها من قبل العصابات الإجرامية، مع الإشارة الى بعض العوائل حاولت حمايتها، لكن دون جدوى فلاذت بالفرار! 
ساسة الفساد، ومهرجو الفشل، هم من عقروا أرض العراق، كما عقر قوم هود، ناقة النبي صالح (عليه السلام)، ولم يدعوها تأكل من حشائش الأرض، فأصبحوا في دارهم جاثمين، واليوم أنزل الخالق عذابه الأليم، بالعاقرين الدواعش، على يد غيارى الفتوى الكفائي الأبطال، من أبناء الحشد الشعبي.
قبور الأنبياء (عليهم السلام)، وآثار تلعفر، والحضر، والحدباء، وكنسية البرذويل، كلها عقرت على يد العصابات التكفيرية، على أن العراقيين وحضارتهم، هما مَنْ دفعا الثمن الاجتماعي، والثقافي، والقومي، والطائفي، فجدران الجوامع والمساجد، والكنائس والصوامع، ستشكو أمرها للتأريخ، وتنتحب ألماً لهذا الدمار، فأين الحكومة من آثارنا وكنوزنا؟!
مشروع إسترجاع الآثار العراقية المسروقة والمنهوبة، يحتاج الى تظافر الجهود، من قبل وزارة السياحة والآثار، والخارجية، والإنتربول الدولي، والداخلية، يتقدمها توفر المعلومات الكافية لهذه النفائس، فلن تحيا حضارتنا، ما دامت معروضة في بيوت، ليست عراقية الأرض والسماء، لذا أنقذوا البرذويل وكنوزها، من الأسر الداعشي البغيض! 
للناقة حق إختيار مكان إرثها، فأرض العراق كنز وطني، حافل بالمآثر، وعليه كان النبي صالح (عليه السلام) مسروراً، يوم دفن في أرض الغري، لذا لن يهدأ الأنبياء حتى تتحرر الأرض، على يد رجال صدقوا ما عاهدوا الباريء عليه، ليرجع العراق بلداً حضارياً في كل شيء!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امل الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/09/17



كتابة تعليق لموضوع : البرذويل وداعش وناقة صالح!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net