طبخات على نار هادئة
ابو نور الحجازي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عرف المطبخ الامريكي للولايات المتحدة الامريكية على مر اعوام القرن الماضي بطبخاته المشهورة والمتنوعة والتي تحاكي جميع ثقافات الشعوب التي صدرت اليها الوجبات السريعة والساخنة ففي نهاية الثلاثينيات من القرن المنصرم قدم الشيف الجنرال جورج مارشال مائدة محروقة غطت اكثر من 20 ميلا مربعا من عاصمة اليابان طوكيو حيث امر باحراق المدن اليابانية والتي لديها كثافة سكانية لضمان ترويج طبخته حتى وصلت الى اكثر من 100 الف قتيل واكثر من مليون مشرد ولم تكن طوكيو فقط لها نصيبا  بل نالت مدن  اخرى جرت عليها اسوء كارثة في تاريخ البشرية نكازاكي وهيروشيما وتوسعت الحملة لتصل الى كوريا وتمد يدها الرقطاء لتنال من 30000 الى 40000 الف روح لتنتقل ببسط مائدتها الى فيتنام في الستينيات ولنرى ما قاله الراهب البوذي الفيتنامي ثيتش ثين هاو أن " حرب فيتنام تسببت بحلول منتصف عام 1963 في مقتل 160 ألف شخص، وتعذيب وتشويه 700 ألف شخص، واغتصاب 31 ألف امرأة، كما نزعت أحشاء 3000 شخص وهم أحياء، وأحرق 4000 حتى الموت، ودمر ألف معبد، وهوجمت 46 قرية بالمواد الكيماوية السامة". وفي غواتيمالا ايضا لم يختلف الطعم والرائحة وفي افغانستان وغيرها وصراحة ان السجل مليء بمثل هذه الطبخات التي اعدت من قبل الولايات المتحدة وصياغة جميع ما يحدث في شرق الارض وغربها ولا تكاد تخلو اي مائدة من رشة البهار والملح الامريكي اوالنكهة .
ومع التطور الملحوظ في قدرات وامكانية المطبخ الامريكي في صنع الموائد الدسمة نرى التغير في نمط التقديم حيث اصبح التوصيل دلفري وحسب مينو جهاز السي اي ايه والتي قامت بترتيب دعوات الموائد بين الدول القريبة ودعمها بالمواد اللازمة كما حدث في العراق وايران وسوريا ولبنان وفلسطين والسودان وثم بعد ذلك شهدنا تطورا اخر ملحوظا في اعداد الطباخين وارسالهم للخدمة في الدول وتمهيد الامور لهم كما شهدناه من ولادة تنظيم داعش الارهابي من رحم المطبخ الامريكي وبقيادة الشيف ابو بكر البغدادي ليقوم بمهام مطاعم الماسونية ويخدمها وفق ما اعد في كتاب "ابلة نظيرة" وليصدر اكلات تكس مكس لازانيا بين سوريا والعراق وتحت اشراف العين الواحد في هرم الماسونية ولربما قد كانت التوجيهات للشيف ابو بكر البغدادي ان تكون اكلاته على نار هادئة لكسب اكثر من الزبائن من محبي الطعام الامريكي وليكون الهوت دوغ شعارا في جميع المطاعم المفتوحة تحت حكم تنظيم دولة الصاص والكجب الداعشية.


                                          ابو نور الحجازي
                                         النجف الاشرف 1436 
 

الموضوع السابق ألخطاب القرآني بين لغة الخالق وثقافة المخلوق

الموضوع التالي الشباب المهاجرون بين قصتي الكهف والنبي موسى /ع/

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat