صفحة الكاتب : سامي جواد كاظم

السيد السيستاني من زاوية اخرى
سامي جواد كاظم

 دور المرجعية في حفظ والعراق والعراقيين من التشرذم والتشتت امراً  بات واضحا كوضوح الشمس في رابعة النهار ، هذا على المستوى السياسي ، واما على المستوى الافتائي فان مرجعية السيد السيستاني اخذت حيزا واسعا من حيث عدد مقلديه داخل وخارج العراق وهذا التقليد يكون اغلب الاحيان  بل مطلقا هو من قبل الامامية فقط فالذي يقلد السيد السيستاني هو الشيعي ، وهو مبرئ للذمة لكل من يعتمد احكامه الشرعية .
هذه نصف المقدمة ، والنصف الاخر ، يخص السياسيين والاحزاب والكتل بكل اصنافها ( اسلامية ليبرالية قومجية ) ، طالما ان الاعلام اصبح حر حد الفوضوية ، يساعده على ذلك تقنية الاجهزة الالكترونية من حيث برامجها التي تتلاعب باي شخص بالصورة او بالفيديو ، يضاف اليها ما يصدر من تصرفات من قبل اغلب السياسيين والاحزاب اصبح امرا سهل التصديق اذا ما نشرت وسائل الاعلام خبرا يدين او يفضح مسؤول ما بالوثائق وبالصورة والفيديو ، ولربما يكون هذا الخبر كاذبا وبفضل التقنية يصبح حقيقة ، وقد يكون صحيح ، ولكن نرى ان كل السياسيين واحزابهم عرضة لهكذا استهتار اعلامي بحيث ان من يقدم على هكذا خبر تكون هنالك مقبولية وقناعة لتصديقه وعلى أي شخص كان .
انتهت المقدمة والان لنلج في صلب الموضوع ، من المعلوم ان شخصية السيد السيستاني تعتبر شخصية مستهدفة وبقوة من قبل الدواعش والدول المعادية التي تعمل على ديمومة الارهاب في العراق ، وهي في نفس الوقت تمتلك من الاجهزة الاعلامية والتقنية الحرفية والمهنية الجبارة بحيث انها تستطيع ان تفبرك فلما يتهم السيد السيستاني باي عمل، مثلا ان السيد السيستاني يلتقي بمسؤول امريكي، ويمكنهم منتجة فلم يظهر محادثات السيد مع المسؤول الامريكي وبتقنية عالية جدا كتلك التي يستخدمها المخرجون في افلاهم الاكشن ، ويستطيعون ان يحرروا وثيقة وبخط السيد وختمه تدل على مثلا تعاون السيد مع احدى الجماعات المسلحة او رسالة سرية لمسؤول غربي ، كل هذا ممكن بالنسبة لهذه الدوائر الارهابية ، ولكنها لم تقدم على ذلك لانها تعلم بان هذا سيفشل فشلا ذريعا بل يحط من قيمتهم وينزلهم الى الدرك الاسفل من الرذيلة .
السؤال المهم هنا لماذا لم تستطع هذه الدوائر الاقدام على هكذا اكاذيب بحق السيد ؟ هنا الدرس المهم الذي يجب ان يتعلمه المسؤولون في كيفية التصرف والظهور الاعلامي واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب وحضوره في المكان والزمان المناسبين ، لا ان يستخدم وسائل الاعلام لاستعراض عضلاته اللسانية .
سماحة السيد السيستاني اتخذ منهجا معينا في حياته حتى يستطيع وبكل ثقة ان يغلق الابواب بوجه هكذا منظمات وحكومات لتلفيق الاكاذيب بحقه ، وبالفعل اقدم البعض  على هكذا اكاذيب ايام بريمر وعادت عليهم بالخيبة والذلة .
سماحة السيد يحسن اختيار الجواب سواء كان بالفتوى او البيان او حتى السكوت ويختار التوقيت المناسب ، اضافة الى ذلك الجهة التي تستحق الرد او الجواب، وحتى التكذيب ففي بعض الاحيان يكذب مكتب السيد خبرا ما وفي بعض الاحيان يتركهم ينعقون.
هنا السيد السيستاني هو القدوة المثالية لمن يريد ان يتحاشى الخبث الاعلامي بحيث يجعل كل من يحاول تلفيق كذبة بحقه يكذّب من قبل الجمهور قبل ان يكذّب هو الخبر بل مجرد عدم تفاعل الجمهور مع هكذا كذبة يدل على فشل هذا الاسلوب .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سامي جواد كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/10/04



كتابة تعليق لموضوع : السيد السيستاني من زاوية اخرى
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net