صفحة الكاتب : حيدر الحد راوي

تأملات في القران الكريم ح296 سورة الروم الشريفة
حيدر الحد راوي
بسم الله الرحمن الرحيم
 
وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ{12} 
تبين الآية الكريمة (  وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ ) , عند قيامها يعرف كلا حال نفسه , ان كان من المؤمنين او من الكفار , (  يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ ) , فيها ننقل رأيين :   
1- يسكتون لانقطاع حجتهم . "تفسير الجلالين للسيوطي , تفسير الصافي ج4 للفيض الكاشاني" . 
2- يئسوا من النجاة من النار , وذلك لانقطاع حججهم واعذارهم . "تفسير البرهان ج4 للسيد هاشم الحسيني البحراني , تفسير الصافي ج4 للفيض الكاشاني" .
 
وَلَمْ يَكُن لَّهُم مِّن شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاء وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ{13}
تستمر الآية الكريمة في نفس الموضوع (  وَلَمْ يَكُن لَّهُم مِّن شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاء ) , تنقطع عنهم الشفاعة , وبالخصوص ما كانوا يعبدونه من الاصنام واعتقدوا شفاعتها بالإجارة من العذاب , (  وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ ) , بل تبرئوا منهم .  
 
وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ{14} 
تضيف الآية الكريمة (  وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ ) , تكرار للتأكيد , (  يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ ) , اهل النار الى النار واهل الجنة الى الجنة .  
 
فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ{15}
تسلط الآية الكريمة الضوء على جانب ذوي الايمان (  فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) , ذوي الايمان والاعمال الصالحة , (  فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ ) , فيها عدة اراء نذكر منها :    
1- يسرون في الجنة . 
2- يكرمون  . "تفسير البرهان ج4 للسيد هاشم الحسيني البحراني" . 
 
وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاء الْآخِرَةِ فَأُوْلَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ{16} 
تسلط الآية الكريمة الضوء على الجانب الاخر (  وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاء الْآخِرَةِ ) , جانب اهل الكفر والتكذيب , كفروا بالله تعالى وكذبوا بالقرآن والبعث , (  فَأُوْلَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ ) , مقيمون في العذاب لا يغيبون عنه .        
 
فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ{17} 
تنزيهه جل وعلا من الشرك ومما لا يليق بجلاله , وبعض المفسرين يرى (  فَسُبْحَانَ اللَّهِ ) سبحوا بمعنى صلوا (  حِينَ تُمْسُونَ ) , حيث صلاتي المغرب والعشاء , (  وَحِينَ تُصْبِحُونَ ) , حيث صلاة الصبح والظهر والعصر , لأنها جميعا في النهار .       
 
وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ{18}
تستكمل الآية الكريمة موضوع سابقتها الكريمة (  وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) , فيها عدة اراء ننقل منها :   
1- اخبار بمعنى الامر , أي فليحمده سكان السموات والارض . 
2- وحده جل وعلا المستحق للحمد فيهما . 
(  وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ ) , اغلب المفسرون يرون انها استكمالا للصلوات الخمس الوارد ذكرها في الآية الكريمة السابقة حيث (  وَعَشِيّاً ) , صلاة العصر , (  وَحِينَ تُظْهِرُونَ ) , صلاة الظهر .     
 
يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ{19} 
تضيف الآية الكريمة (  يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ ) , يختلف المفسرون فيها فمنهم من يرى :   
1- (يخرج الحي من الميت) كالإنسان من النطفة والطائر من البيضة (ويخرج الميت من الحي ) النطفة والبيضة . "تفسير الجلالين للسيوطي" . 
2- يخرج المؤمن من الكافر ويخرج الكافر من المؤمن ."تفسير القمي , تفسير البرهان ج4 للسيد هاشم الحسيني البحراني , تفسير الصافي ج4 للفيض الكاشاني" .
(  وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ) , يختلف المفسرون فيها كالعادة فمنهم من يرى :  
1- (  ويحيي الأرض) بالنبات (بعد موتها) يبسها . "تفسير الجلالين للسيوطي" . 
2- عن الامام الكاظم عليه السلام في قوله يحيي الارض بعد موتها قال ليس يحييها بالقطر ولكن يبعث الله رجالا فيحيون العدل فتحيي الأرض لإحياء العدل ولإقامة الحد فيه انفع في الأرض من القطر اربعين صباحا ." تفسير الصافي ج4 للفيض الكاشاني" . 
(  وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ ) , من القبور . 
 
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ{20} 
تنعطف الآية الكريمة لتضيف (  وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ) , من دلالات قدرته جل وعلا ان خلقكم من تراب , (  ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ ) , ثم ها انتم من دم ولحم وعظم , تتكاثرون وتسيرون وتنتشرون في الارض .     
 
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ{21} 
تضيف الآية الكريمة (  وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً ) , ومن دلالات قدرته جل وعلا ان خلق ازواجكم من نفس جنسكم , (  لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا ) , لتميلوا اليها وتألفوا بها , (  وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ) , في الزواج , ولولا الالفة والمودة والتراحم لما كان , (  إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) , يتفكرون في خلق الله تعالى ومنها هذا الامر , وخصّ المتفكرين كونهم الاكثر انتفاعا من غيرهم .   
 
وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ{22} 
تضيف الآية الكريمة (  وَمِنْ آيَاتِهِ ) , ومن دلائل قدرته جل وعلا :      
1- (  خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) : بسعتها وتدبيرها والحكمة منها .
2- (  وَاخْتِلَافُ ) :  تمايز وتغاير وتباين : 
أ‌) (  أَلْسِنَتِكُمْ ) : لغاتكم ولهجاتكم . 
ب‌) (  وَأَلْوَانِكُمْ ) : لون البشرة .   
(  إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ ) , يختلف المفسرون في النص المبارك , ومصدر الاختلاف في قراءته , فمنهم من يذهب : 
1- (  لِّلْعَالِمِينَ ) : الانس والجن . 
2- (  لِّلْعَالِمِينَ ) : العلماء , ذوي العلم او ذوي العقول الراجحة , وخصّوا بالذكر هنا دون غيرهم لانهم الاكثر انتفاعا به لسرعة وامكانية توصلهم للغرض المطلوب .      
 
وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ{23} 
تضيف الآية الكريمة (  وَمِنْ آيَاتِهِ ) , ومن دلائل قدرته جل وعلا , (  مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ) , ان جعل النوم راحة لكم سواء كان في ليل او نهار , (  وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ ) , طلب المعاش فيهما بفضله ومنّه عز وجل , (  إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ ) , سماع تدبر واستبصار  , اعتبار واتعاظ .    
 
وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ{24} 
تضيف الآية الكريمة (  وَمِنْ آيَاتِهِ ) , ومن دلائل قدرته جل وعلا ايضا , (  يُرِيكُمُ الْبَرْقَ ) , ماثلا للعيان , (  خَوْفاً ) , من الصاعقة , (  وَطَمَعاً ) , في المطر , (  وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ) , الغيث , (  فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ) , فتحيا الارض بالنبات وتعج فيها الحياة بعد ان اصابها اليبس , (  إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) , ان في المذكور علامات لمن يستعمل عقله لاستنباط الاسباب والكيفيات , فيدرك دقة الصنع وحكمة التدبير .      
 
وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ{25}
تضيف الآية الكريمة (  وَمِنْ آيَاتِهِ ) , ومن دلائل قدرته جل وعلا ايضا , (  أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ) , بإرادته جل وعلا , (  ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الْأَرْضِ ) , نفخ الصور , (  إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ ) , احياء من قبوركم . 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر الحد راوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/10/08



كتابة تعليق لموضوع : تأملات في القران الكريم ح296 سورة الروم الشريفة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net