صفحة الكاتب : احمد مهدي الياسري

السياسة فن الممكن فهل يتمكن ساسة الاغلبية تعلم فن السياسة..؟
احمد مهدي الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


في الحقيقة اخجل ان اصفكم بقادة او ساسة الشيعة لا بل استغرب ان يصل مستوى هؤلاء الى درجة لا اتجنى عليهم اذا وصفتهم "بمزعطة" كما نقول في الدارج الشعبي العراقي اي اطفال صغار فاشلون متخبطون لايفقهون من السياسة شئ ولا حتى اطرافها .
كنت والاخرين نعتقد ان من يمثلنا كاغلبية شيعية فيهم الخير والامل وان حقبة عقود من الظلم والتغييب والفشل والتجهيل قد انتهت  بعد زوال الطاغية الذي فرخ لنا طغاة وان املا جديدا قد ولد وعلينا رعايته والارتقاء به وهكذا تصرفنا كاقلام وكمدافعين عن حقوق المظلومين نعتقد ان لهم من سيتصدى وسيعملون كقادة سينتزعون لنا الحياة الكريمة والحقوق انتزاعا وسيرمونها بين ايدينا ولخدمتنا كشعب عانى الامرين  .
السياسة فن الممكن واي قيادة تتصدى للعمل السياسي من المفروض عليها اتقان فن التعامل السياسي مع الاحداث والتطورات والتعامل مع الاوضاع بحنكة واقتناص للفرص تليق بان يوصف حاملها بانه سياسي محنك والتاريخ افرز لنا الكثير من التجارب الناجحة والفاشلة ومن المنطقي الاقتداء بالنجاح وتجنب الفشل لكي تتم التجربة وتنتهي الى ترسيخ القوة .
قيادة ابسط مجموعة اوحتى قيادة مصنع او اي مشروع لايمكن لقائده النجاح ان لم يكن اولا قد خطط مسبقا ووضع التصور والخطة ودرس الموقع مع الامكانات المتوفرة والظروف المحيطة وايضا وضع الخطط المستقبلية الطموحة ليتمكن من انجاح مشروعه الصغير او المتوسط او الكبير .
هكذا يجب ان يكون السياسي والقيادي والحاكم المحنك وخصوصا ونحن امام قيادة بلد هو استحقاق لمن سلب حقه فيه لعقود من زمن الظلم والجور ولكن الواقع ومع الألم الشديد والغصة والحسرة  افرز لنا قيادات لاتشعر باي شعور بالمسؤولية وجل همها توهين بعضها البعض وتسقيط بعضها البعض لصالح الاعداء في الداخل والخارج , قيادات لاتمتلك رؤية للواقع المعاصر فكيف بها وهي لاترى ابعد من فسادها ومصالحها فقط بينما الاعداء يخططون لعشرات السنين ولمستقبل قادم خال من هذه الاغلبية التي ابتليت باخس الاعداء وانذل الادعياء بانهم ممثليهم .
القيادات الكردية اقتنصت الفرصة ولعبت اللعبة السياسية بحرفنة  وحينما وجدت ان التفكك والنخر يدب في صف القيادات الشيعية وجدوها فرصة تاريخية انهم بين حالة من الفوضى وسقوط للعدو الصدامي وعلاقات جيدة مع القطب الاقوى امريكا وحلفائها ووهن في البيت الشيعي فاتخذوا قرارهم بترسيخ مواقعهم وتعزيز قوتهم وفرض شروطهم على اقطاب الصراع السياسي في العراق وكان لدى الكردي هدف اعلى واهداف آنية لم يتركوا اي فرصة لاقتناص كل الاهداف المرسومة وحققوا الى حد ما اهم اهدافهم وهو انجاز يحسب لهم وفق المفاهيم السياسية بغض النظر عن اتفاق واختلاف البعض معهم .
من يسمون ساسة السنة هم الاخرين كان لهم نصيب من الفشل الكبير لانهم استخدموا من قبل اعداء العراق كوقود لاشعال الحرب الداخلية ولزعزعة امن العراق ولافشال العملية السياسية  او الاستيلاء عليها وفي حال فشل الاستيلاء كانت مهمتهم البديلة احراق الاخضر واليابس وعدم اعطاء الشيعة فرصة للتنفس والراحة وهي حسابات الاعداء الاستراتيجية لان نجاح التجربة في العراق ان لم يكن لصالح عملاء للمنظومة التي تقودها مهلكة الارهاب السعودية وحلفائها فان ذلك يعني انهيار المنظومة الارهابية التي دفع ال سعود وحلفائهم المليارات من اجل صيانتها وتقويتها وترسيخها وجاء الوضع في العراق على غير ماتشتهي تلك المنظومة الحاقدة فاتخذ قرار التدمير والتخريب والقتل والحرق والتعطيل والارباك بكل الصور واستخدم الاعداء كل شئ من اجل ذلك مستخدمين مايسمى بساسة او ممثلي السنة في التآمر والحرق معا وبهذا يكون ساسة الاقلية في العراق ساسة فاشلون بل اوراق محترقة في كل الاوقات ودفع السنة ثمن ذلك غاليا .
لم يكن مايسمى "بقادة" الشيعة افضل من ساسة الاقلية بل كان دورهم تقديم راس الشيعة للاعداء على طبق مذهب مدفوع ثمنه من قبل الضحية وكما قلت اخجل من تسميتهم قادة او ساسة لانهم اثبتوا لنا كغالبية انهم لايتستحقون اي قيمة واحترام وان كان هناك ثمة من يصفق لهم ويجتمع على سماطهم  فهؤلاء المصفقون المنافقون الانتهازيون هم شرذمة الفساد التي تنخر مع تلك المنظومة السياسية الفاسدة في جسد المجتمع والعراق والاغلبية تحديدا  .
الاسئلة المطروحة على هؤلاء الفاشلون هي:
اين توحد الصف امام الهجمة الشرسة ..؟
اين القراءة الواقعية للعدو وتشخيصه ..؟
اين القراءة المنطقية لحركة العدو منذ السقوط لتجنب خطره ..؟
اين الحكمة من استخدام الخلافات كمنهج ثابت في العمل السياسي بين اقطاب ادعت انها تشترك في تحالف اسميتموه في النهاية وطني ..؟
اين الرؤية السياسية والافتصادية والاجتماعية والامنية الواقعية للواقع المعاصر والمتوسط والبعيد المدى ..؟
اين فرضية النزاهة التي يسوقها كل ساسة الاغلبية وكانها صفة يتصفون بها ويروجون لها ويخرجون على الشاشات وكانهم كل الفضيلة والشرف والحنكة وووو بينما يراها الغالبية والاعداء معا انها كذبة ومثلبة ولطخة عار تسير معهم ..؟
اين التعلم من تجارب انتصارات الاخرين ..؟
اين الاستفادة من خبرة  حكماء المعمورة سواء المعاصرين او السابقين ..؟
اين شرعة وحدة الصف ووضع الخطط الانية والمستقبلية التي تتسق مع كل المتغيرات وتطبيقها باخلاص ومسؤولية ..؟
اين صيانة الخطوط الحمراء وعدم تجاوزها مهما كانت الاختلافات لاننا امام عدو مشترك واحد ..؟
اين واين واين واين ..؟؟
كثيرة هي المثالب لو عددتها لاحتجت الى مجلدات ليس اقلها هذا الوهن والسبات والفشل وترك الشعب العراقي نهبا لافعال البغاة ونهبا لردود الافعال الآنية التي تاتي مع الظرف الحاصل ووفق منهج رد الفعل الانفعالي الذي من المحتمل ان يفشل او ينهار كليا لان العدو في موقع المبادر بينما من هم بيدهم مقاليد الحكم بالاسم فقط لانهم لايملكون مفاتيح البلد ولايعرفون مواقع ابوابه ومراكز قوته وضعفه ومستهينون بشعبهم وتاريخ اسم يحملوه .
الفرصة الان مواتية لمراجعة النفس اولا والاخطاء ثانيا والفرصة مواتية لاصلاح الواقع المزري لهؤلاء اشباه الساسة الذين وصل حال الغالبية الممثلين لهم انهم يتمنون زوالهم من الوجود وانهم سيفرحون لاي مصيبة تحل بهم كما هو حال اعدائهم واعداء الغالبية , اي تساوى الشعور لدى الاغلبية والاعداء معا وهذا يعد امرا خطيرا ان يتفق العدو والمعتدى عليه على امر واحد .
اقولها وكلي ثقة بما اقول وليسمعها جميع قادة الشيعة واعني من يدعون انهم ساسة واستثني الشرفاء ان نهايتكم مأساوية ان استمر منوالكم وحالكم بهذا الشكل الذي اطلعنا عليه وخبرناه وذقنا ويلاته فانكم الى اسوء حال ولن ناسف لو تم احراقكم احياء  وبنار هادئة وعليكم ان تعلموا جيدا ان ساعة النهاية اقتربت منكم والفرصة مواتية للحل عبر جلوسكم في غرفة مغلقة تجتمعون فيها لبحث كل الملفات واغلاقها ولاتخرجون منها الا في حالتين اما شرفاء متفقين تغيضون العدى وتفرحون ايتام وارامل واخوة واباء وامهات واحبة الشهداء الابرار او عظام تاكل الكلاب في بقايا لحمها تاكلون لحوم بعضكم البعض وتنهون امركم الى جهنم وباس المصيرغير ماسوف عليكم .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد مهدي الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/10/14



كتابة تعليق لموضوع : السياسة فن الممكن فهل يتمكن ساسة الاغلبية تعلم فن السياسة..؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو زهراء العبادي ، في 2015/10/15 .

ٱلأستاذ ٱحمد مهدي الياسري
السلام عليكم
عظم الله ٱجركم
ٱحييك من كل قلبي المصدوم مثلك بسياسي الاغلبية على كل ماطرحته من نقاط مهمة في موظوعكم ٱعلاه وهو تسائل مشروع لسياسينا الذين يمثلونا في العملية السياسية .ولنترك مصلحتنا جانبا .كوننا تعلمنا ٱن نعيش مظلومين ؟ ونسٱلهم ماذا قدمتم للعراق شعب وٱرض ومستقبل .؟ فٱنتم لم تتجاوزو مرحلة العداء لبعظكم البعض .التي تعيشون ٱجواءها بكل حماس وقوة بحيث لم يكن لكم ٱهتمام سوى ٱلأنشغال بمهاتراتكم الشخصية وخلافاتكم ٱلأزلية والتي إصبحت علينا ومن وراءكم سبة ومهزلة تتناقلها ٱلألسن .لأٱنها ٱخذت حيز كبير من حياتكم ،والسبب مجهول ..وٱنها ٱثرت على ٱدائكم الحكومي برمته فٱصبحتم ٱسيري تلك الحاله .وكٱن دعاء الاعداء ضدنا اللهم ٱجعل بٱسهم بينهم تحقق وبفضلكم ..ولعمري لم ٱشهد قوم متفرقون في كل الامم مثل سياسي الاغلبية في العراق ..بحيث ٱمتلٱ تٱريخهم السلطوي في العراق بخيانة بعظهم البعض والدسائس وغيرها من الخبائث السياسية التي يمارسونها
ضد بعظهم البعض ..




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net