صفحة الكاتب : سلام محمد جعاز العامري

تقسيم الأدوار الإلهية في النهضة الإسلامية
سلام محمد جعاز العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لقد جعل الباري جل جلاله, أدواراً للرسالات السماوية, فقال عز من قائل" وما أرسلناك إلا شاهداً ومبشرا ونذيرا" الفتح 8, ثم جعل الإمامة والوصاية في أولي العلم, واختار لهم رجالاً شدادٌ غلاظٌ على الكفار.
بعد رحيل الرسول صلى الله عليه وآله, حاول المُنافقون حَرف مسار الرسالة المحمدية, فَوُضِعَ الحكم في غير أهله, وقد كان الوصي حاضراً, ليقوم بالحفاظ على الثوابت الإلهية, ذلك هو علي بن أبي طالب عليه السلام؛ الذي قال به رسول الرحمة, عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم:" ألا ترضى أن تكون مني, بمنزلة هارون من موسى", فغدر به القوم كغدر بني اسرائيل بهارون.
 قام أمير المؤمنين علي عليه السلام, بتأهيل الرجال الخُلَّص للمرحلة الثانية, فكل تراث يحتاج إلى حافظين أمناء, لهم قدرة على نصر عقيدتهم, واذكر منهم, سلمان المحمدي, أبو ذر الغفاري, الاحنف بن قيس, الأصبغ بن نباته, عمار بن ياسر, حِجر بن عدي, رشيد الهجري, صعصعة بن صوحان العبدي, عبد الله بن عفيف الأزدي, مسلم بن عوسجة, وغيرهم ليكونوا سواعدا معاضدة, وأفواها صارخة بوجه الباطل.
تم تعطيل وتقليص دور آل البيت النبوي, في العصر الأموي, للاجتهادات الخاطئة, والحكم بالأهواء الشخصية والسياسية, مما سبب أوضاعاً سيئة, من التخلف والإحباط, فحاول الأئمة عليهم السلام, أن يعيدوا الحق إلى نصابه, وخير مثال على ذلك, هو دور الأئمة الثلاث, علي وولديه الحسن والحسين عليهم السلام, فتسلم الوصي الإمام الأول القيادة الفعلية, فحارب المارقين والقاسطين, إلى أن اغتيل في شهر رمضان ليلة القدر.
تصدى الإمام الحسن عليه السلام, بعد ذلك اول خلافته, ليوطد في الاتفاق بينه وبين معاوية, حق آل البيت بالخلافة, فيكون ولي العهد, فإن وافاه الأجل, يكون الأمر للحسين عليه السلام, وقد رسخ بذلك السعي, لإذكاء التضحية لواقعة كربلاء, ونصرة الحسين عليه السلام, إلى أن دُسَّ له السم, على يد زوجته جعدة بن الشعث.
بعد ممات معاوية, الذي نقض العهد, بوصيته للخلافة من بعده ليزيد ابنه, المعروف عند كافة المسلمين, بشربه الخمر وملاعبة القرود, ولهوه مع الغلمان, فأرسل يزيد للحسين عليه السلام, طالبا بيعته وإن لم يفعل, فَيُقتل ولو كان معلقا بأستار الكعبة, ليخرج أبي عبد الله قاصداً الكوفة, بعد ان أرسل ابن عمه مسلم بن عقيل عليه السلام.
أثناء سير الحسين وعياله, اعترضهم الحر بن يزيد الرياحي, وجانبهم إلى أن وصلوا أرض كربلاء, ليجتمع جيش قوامه عشرات الآلاف, ويحيط بمعسكر الحسين عليه السلام, الذي لم يكن سوى أكثر من المائة بقليل؛ هذا الجيش المؤمن, يجمع ما بين إخوته من أبيه, وولده وولد أخوته, وأصحابه الخلص. 
فقضى شهيداً مع كل من حارب معه, لِيُذكي مع تلك النخبة المؤمنة بالحق, روح التضحية والفداء, ورفض الظلم والطغيان, فأصبحوا نبراساً للثوار, وعنواناً للنيل الحرية, وحفظ الخط الاسلامي الأصيل, وعنوانه نصرة آل البيت عليهم السلام, بالغالي والنفيس.
ذلك ما قدمه الصحابة, لفهمهم ووعيهم للرسالة المحمدية, والثورة الحسينية, فلو وعى مجتمعنا ساسة وحكاماً وشعوباً, معنى تلك الثورة, لما وصل المسلمين في أصقاع الأرض, لهذه الحال المزرية, من الظلم والتقاتل والفساد.
خرج الحسين عليه السلام, مصلحا لما أفسده بنو امية, وما أمَسَّنا الان إلى منادٍ بالإصلاح, لتعزيز قول الباري عز وجل{كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر" آل عمران - 110•

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سلام محمد جعاز العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/10/17



كتابة تعليق لموضوع : تقسيم الأدوار الإلهية في النهضة الإسلامية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net