صفحة الكاتب : مديحة الربيعي

وجوه الفشل في المشهد السياسي.. فزاعات من قش في حقل ملغوم!
مديحة الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 من المؤسف أن تصبح السياسية في العراق مهنة لمن هب ودب, بين طامح طامع وأنتهازي مهزوز, يبحث عن موطيء قدم في وحل السياسة, بين نائب خدمته الصدفة يفتقد لأبسط المقومات الفكرية والسياسية, بل والخلقية أيضا, وتاريخ بعضهم خير شاهد عليه, وبين حاشية منتفعة, تسعى للألتحاق بركب اللاهثين على فتات الموائد.
تجربة سنوات الفشل السابقة نقشت في صفحات التواريخ كوارث, أعادت العراق الى القرون الوسطى, أمن مفقود, وموت مجاني, واقع عسكري بائس, وتعليم متدني وواقع صحي كارثي, وأقتصاد متهالك, وكانت خاتمة السوء سقوط الموصل, التي أدخلت البلاد والعباد في دوامة من الدم.
الإرهاب الذي يستهدف العراق مؤامرة دولية, لبعض دول الجوار فيها حصة الأسد هذا أمر لا خلاف فيه, الا أن رؤوس الفساد وقادة الفشل كان لهم الدور الأبرز في أنجاح  تلك المؤامرات.
يسعى بعض المتصيدين في الماء العكر الى غلق أبواب الماضي, وتشتيت الأنتباه عن أسباب الإخفاق التي ترافق الحكومة الحالية, التي ماهي الا نتيجة طبيعة لتراكمات السنوات السابقة.
ما الذي يمكن أن نتوقعه من حكومة,  يلقى القبض على  وزير من ضمن طاقمها متلبس بالجرم المشهود, يتم تبرئته من قبل القضاء, بل أن القاضي يحاكمه في السيارة, ثم يحصل على البراءة, في أسرع محاكمة يمكن أن يعرفها التاريخ, وما يلبث أن يسافر الى بريطانيا, ويسعى لشراء أندية فيها!!
لا عجب أن تفرز حكومة بهذا المستوى حيتان من الفساد, ورؤوس كبيرة تأكل الأخضر واليابس, وتنتج أجيالا من المفسدين, جيل يخلف الآخر, ليصل البلد الى حافة الإفلاس, ويقف على شفير الهاوية.
أبرز إفرازات ما بعد تلك الحكومة, جيل من المتسلقين, يسعى للقطاف, كما فعل من قبله, ويخطط لنفس سيناريو من سبقوه, حتى وأن أختلفت الوجوه, فالمضامين تبقى واحدة, نزاع على ما يعرف بالكعكة, حسب مصطلحات بعض الساسة!
 نائب يسعى للوصول الى ما يصبوا اليه, رغم أن القائمة التي ينتمي اليها, أحتلت المشهد لمدة ثمان سنوات وماتزال, فكانت سبايكر أبرز منجزاتهم, وهو أيضا ينتقد العملية السياسية, ويرفض الأستقالة! وصاحب قناة فضائية, يشكل جزءا من العملية السياسية, وينتقدها أيضا, وأعلامي يسعى للحصول على جزء من الغنيمة, ويخطط لإنشاء محطة وقود خارج السياقات, يخطط كل هؤلاء للعمل بمبدأ رمتني بدائها وأنسلت, ويوجهون أصابع الإتهام, لأبناء المراجع, وشخصيات دينية وسياسية, يشهد لها العدو قبل الصديق.
 أقل وصف يمكن أن ينطبق على الشعب العراقي, في رحلة الباحثين عن القطاف تلك, فريسة!, وليس الشعب وحده فقط, بل رموزه وقادته, ومراجعه, وأبنائهم كذلك الا أن محاولات وجوه الفشل السياسي تلك, ليست سوى جهود فزاعات من قش, تقف في حقول ملغومة بالصقور, قبل الطيور, والأيام ستثبت ذلك.
 


 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مديحة الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/10/30



كتابة تعليق لموضوع : وجوه الفشل في المشهد السياسي.. فزاعات من قش في حقل ملغوم!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو زهراء العبادي ، في 2015/10/30 .

السيدة مديحة الربيعي
السلام عليكم .
لقد وقع الفٱس بالرٱس .فماذا كنا نتوقع .من تغيير يحدث بالغزو ودخول الجيوش المحتلة الى ٱرضنا .ٱن يجعلوا من العراق جنة عدن في الارض .وليس العراق حالة فردية لمنطق التدخل الخارجي والويلات التي خلفها على شعوب تلك الدول .فتلك ليبيا مثال على ذلك بحيث ٱن الليبيون يتحسرون على ٱيام القذافي وحكمه ؟ فنحن نبحث عن ٱسباب فرعية تفرعت من حالة شاذة لنحملها مايجري علينا .وننسى سلبيتنا ٱمام الاحداث الجسام التي نمر بها حديثا وقديما .حتى المظاهرات التي خرجت تطالب بالاصلاح تحولت الى مايشبه الخروج في نزهه والرقص على ٱنغام الراب الامريكي ؟ والناشطين ٱين هم لقد قبضوا الثمن وٱختفوا ؟ ولازلنا لم نعتبر ونٱخذ الدرس .بل لازلنا نطالب بدم عثمان ؟ ونقول الموصل وتكريت ..فتلك ٱصبحت عناوين ومانشيتات فقط .ونسيت كما نسينا كل شيء .ولازالت عقدة وزير التجارة السوداني تؤرقنا .فيما الف سوداني اليوم يسرق ثروتنا ومالنا عيانا دون خوف ووجل ؟ فتلك الوجوه الفاشلة هي مخلفات الاحتلال التي خلفها وراءه مع جل الاحترام لكل الخيرين .فان خليت قلبت ،.والتي ندفع ثمن ٱخطاءها الفادحة باهظا من حياتنا ومستقبلنا .وواقعنا .اللوم لاينفع بشيء فقط ٱن نحول الهزيمة الى نصر .اليابان مثلا ؟




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net