صفحة الكاتب : ماجد زيدان الربيعي

الحكومات حولت الامطار نقمة
ماجد زيدان الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 في كل فصل للامطار تغرق المدن وتجتاح السيول القرى والارياف الحدودية مع دول الجوار . وبالتالي تلحق اضراراً كبيرة بالمواطنين وتنهار بيوت على رؤوس ساكنيها وتقع ضحايا بشرية .
هذا حالنا في الشتاء وفي الصيف شحة مياه وغبار وعواصف ترابية ، وكل عام نسمع ذات التبريرات ووعوداً بنهاية لها في الموسم المقبل ، وحفظنا بصم ما يقولونه امناء بغداد ومديرو البلديات واعضاء مجالس المحافظات ، بان شبكات المجاري متهالكة وطاقتها الاستيعابية اقل من كميات الامطار الساقطة .. وما الى ذلك من الكلام الذي تجرفه الامطار ساعتها .. 
واقع الحال ان هطلت الامطار وان جفت فضحيتها المواطن حالنا مثل الدجاج مذبوحين في افراح ومآتم المسؤولين ، لاشك ان الكثير من المسؤولين فرحون الان ، فغرق بعض المدن والحواضر والقرى يعني لجان تعويضات ومخصصات لن تصرف الى المتضررين من دون ( عمولات ) و (اكراميات ) .. حتى اننا بدأنا نشك بانهم يتعمدون عدم صيانة شبكة المجاري او استكمال ما هو قيد الانشاء ومتابعة التنفيذ الجيد لهذه الغاية ، فمصائب قوم عند قوم فوائد .. 
في كل العالم المسؤولون يخططون وفقاً للعلم وهناك شعب للتخطيط والدراسات تستكشف المستقبل وتضع مشاريعها وتنفذها على اساس علمي وتقديرات لا تخطئ ولا تترك للارتجال .. فاليوم التوقعات للانواء الجوية تحسب بدقة كبيرة لا مجال فيها للخطأ الا بنسب تكاد لا تذكر ، الا في بلادنا لا تستطيع امانة بغداد ولا محافظاتها ان تستند في عملها الى ذلك .. 
العام الماضي كلنا يتذكر كيف ان عبعوب برر توقف شبكة تصريف المياه بصخرته الشهيرة ، واردف ذلك لعدم انجاز خط التصريف ( خط الخنساء ) بتجاوز بضعة بيوت مازالوا باقين في اماكن ولم تستطع الامانة والحكومة ترحيلهم الى مكان آخر بتخصيص قطع اراض من عشرات الاف قطع الاراضي التي وعد بها المتجاوزون ايام الانتخابات كي لا تترك بغداد تغرق .. وتحل المزايدة السياسية بشأن ترحيلهم .. اذا استمر العمل بلا تخطيط وايكاله لمن هو غير مؤهل وعلى اساس المحاصصة فان بغداد وغيرها ستغرق مرات ومرات وسيعوض بعضهم بفتات ، وحتى هذا لا يصل اليهم كاملاً بفعل البيروقراطية والفساد . 
في زمن النظام السابق ، لم يكن المسؤول ينام في بيته اذا حدث عشر ما يحدث كل شتاء ، ويحمل المسؤولية ويدخل السجن وما الى ذلك من شديد العقاب لهذا واقل منه .. فيما اليوم يسرقون المليارات من مشاريع فاشلة واخرى وهمية وثالثة تراوح في مكانها منذ سنوات ، ورابعة لا تتطابق مع المواصفات وما الى ذلك مما ينهب علناً من دون حسيب او رقيب ، وفي احسن الاحوال ينتظرون منهم ان يملأوا حقائبهم ويغادروا البلد كي يصدروا احكاماً غيابية بحقهم . 
نعم ، في بعض المناطق تجرى الصيانة ولكن اي صيانة تترك الاطيان والاوساخ بجانب فتحات المجاري لكي تطمرها مرة اخرى ، وتتم بطرق بدائية ومن دون فحوصات وتأكيدات انجاز الاعمال بصورة مرضية . 
مثل هذه النعمة من الامطار حولتها الحكومات والمسؤولون الى نقمة على الفقراء والنازحين واغرقتهم في وحولها والمياه الثقيلة .. 
لو كان المسؤولون لديهم غيرة على هذا البلد لأقيمت السدود والخزانات للمياه للأفادة منها في شح الصيف بدلاً من الندب والخضوع لابتزاز دول الجوار . على كل حال اغلب المدن غرقت ، ولابد من تقدير علمي دقيق لحاجة البلاد الى شبكة تصريف للمياه بطاقة استيعابية ضامنة لعدم حدوث مثل هذه الكوارث ، وليس لتقديرات اعتباطية او اعتماداً على مواسم جفاف وقراءات ( فتاح فال ) .. وانما تنشيط دائرة الانواء الجوية واقامة الندوات العلمية وكتابة البحوث والدراسات ..واذا كان هناك بعض العجز فليس من العيب ان نستعين بخبرات الاخرين في هذا المجال الى ان تتكون لدينا الطاقات والكفاءات اللازمة . لقد ضيعت الحكومات المتعاقبة ثروات البلاد واهدرتها على الحروب وجعلت منها مرتعاً للفاسدين واهملت تقديم ابسط الخدمات وجعلتنا نتحسر على سارق 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماجد زيدان الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/11/02



كتابة تعليق لموضوع : الحكومات حولت الامطار نقمة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو زهراء العبادي ، في 2015/11/03 .

ٱلأستاذ ماجد زيدان
السلام عليكم .
لأشك ٱن مايتعرض له المواطن العراقي عامة من مشاكل وضغوطات وٱزمات متعاقبة فوق طاقة البشر ..فكثير من شعوب العالم حولنا وبعيد عنا .لم يمروا بمثل ما ٱبتلينا به من مئاسي مختلفة .رغم وجود حكومات دكتاتورية وفاسدة وغيرها من الطيف السياسي .ٱلأٱنها ورغم عدم عدالتها ونزاهتها .ٱلأٱنها تعمل لتوفير حياة ملائمة لشعوبها لضمان عدم حدوث نقم شعبية .فمثلا الاردن البلد الذي لايمتلك ثروات على ٱرضه وليس لديه ٱنهار ٱستطاع وبحنكة مسؤوليه وكفاءاتهم من التغلب على مصاعب الحياة وبناء بلد متطور ومستقر وٱتجذبوا الى داخل بلدهم ٱستثمارات بالمليارات ٱرتكز عليها ٱقتصاد الاردن .وساهم تطور ثقافة المواطن الاردني في جعل بلدهم وبناهم التحتية نظيفة ولاتعاني من مشاكل .فتقسيم العاصمة عمان بنى على ٱساس علمي .فخصص للنشاط الصناعي ٱماكن خاصة بعيد عن المجمعات السكنية لضمان عدم تٱثر البيئة ومشاريع خدمات البلدية بمخلفات هذا النشاط .غير ٱننا لاحظنا ٱنتشار وتغلغل النشاط الصناعي في بغداد بشكل عشوائي وخاصة ورش الحدادة وبين المناطق السكنية لهذا النشاط مخلفات كثيرة لها ٱضرارها على البنى التحتية لتصريف المياه .ليس هذا فقط بل هناك نشاطات ٱخرى لم يخصص لها ٱماكن مناسبة لمزاولة عملها .وظهور العشوائيات السكنية ٱيضا ولدت مشاكل ٱنعكست ٱثارها على خدمات العاصمة .وٱدى بالنتيجة الى غرق بغداد ولمرات كثيرة بمياه الامطار سابقا في عهد حكومة صدام والى اليوم نعاني من نفس المشكلة التي لم يجد لها حل ولو جزئي ، فالجميع منشغل بالملذات وعلى حساب تطوير البلد بغداد شٱنها شٱن بقية محافظات العراق ٱهملت سابقا وحديثا .فكعاصمة كانت متخلفة من ناحية العمران والخدمات الاخرى عن ركب تطور كثير من عواصم المنطقة التي كان يبذل على تجميلها الكثير وتطوير مرافقها .نعمة المطر تحولت وبسبب ٱهمال وتخلف المشاريع الخدمية نقمة وبلاء .بل ٱنها واحدة من الكوارث الطبيعية التي تصيب البلاد كل موسم شتاء دون ٱلأستفادة من تخزين تلك الكميات للٱستفادة منها صيفا .فتلك نعمة مهدورة وليس لدينا سدود كافية لذلك .والاسباب كثيرة الفساد عدم وجود تخطيط صحيح ويقول البعض بٱن حروب المستقبل هي حروب المياه .ونحن لدينا رافدان وفصل شتاء يحمل الينا الكثير من الامطار ونحن نعاني من تخلف الواقع الزراعي الذي ٱحد ٱسبابه شحة المياه ؟ بل ٱن دول ضغطت علينا بوسيلة الماء كتركيا التي قللت الاطلاقات المائية نحو العراق وٱتهمت العراق بتبذير الحصة وعدم الاستفادة منها وهذا صحيح نوعا ما .حيث يذهب ماء دجلة والفرات الى الخليج المالح دون تخزينه بالكمية المناسبة .بغداد وكثير من مناطقها مهملة من جميع النواحي ومنها البنى التحتية لتصريف الياه .المجاري ورغم المبالغ الضخمة التي صرفت لكن دون حدوث تغير يلمسه سكان تلك المناطق وغيرها .فنقول ٱيها المسؤولون ٱتقوا الله في شعبكم .وقل ٱعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون .فٱن ٱحسنتم فالانفسكم وٱن ٱسئتم فعليكم ..




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net