صفحة الكاتب : سلام محمد جعاز العامري

الجلبي بين فرحة البعث وشماتة الفساد!
سلام محمد جعاز العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قال رسول الرحمة, عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم: "لا تسبوا الأموات؛ فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا".
فقد العراق قبل أيام, عَلَمٌ من أعلام السياسة والاقتصاد, إنه أحمد عبد الهادي الجلبي, الشخص المثير للجدل, فهو الشخص الذي أقنع الأمريكان بحنكته السياسية, القضاء على صنيعتهم صدام حسين, الذي عجز جميع الساسة والعسكريين, عن إسقاط نظامه, وكان مؤملاً أن الجلبي, سيكون الرئيس الجديد للعراق.
كان الجلبي مقبولاً لدى القاعدة الشعبية, لمعرفة العراقيين بتأريخ أهله, إضافة إلى أن القيادة الأمريكية, كانت تعتبره الرجل الأول, المؤهل للرئاسة الجديدة, بعد نظام البعث, فما الذي حصل ليتنحى, ولماذا انقلب الأمريكان ضده؟ حيث تعرضت مكاتب حزبه, للهجوم عدة مرات من قبل القوات الأمريكية.
وصف بعض المحللين أحمد الجلبي, أنه عراب البيت الشيعي, الذي تم الاتفاق عليه خارج العراق, وكان لمقتل السيد عبد المجيد ألخوئي, صدمة لما كان مُخَطَطاً له, فاختار الجلبي عند دخوله النجف, الذهاب للمرجعية الدينية لمعرفة رأيها, في ترأسه للعراق, فلم تبخل عليه بإبداء الرأي, أن يتنحى لحين حصول الانتخابات.
أمريكا كانت تعتقد, أنها قد اعدت الظل لأحمد الجلبي, إنه الدكتور إياد علاوي, بيد ان هذا الرجل, اعتمد على القاعدة البعثية الموالية له, ضمن حركة الوفاق الوطني, إضافة لمجموعة من الضباط الذين وضعهم, كقادة لبعض فروع الحركة, والتي سرعان ما اختُرِقَت, من قبل التنظيمات الإرهابية.
وسط الإنقلاب الأمريكي, وتشويه سمعة الجلبي من قبل البعث, تم تهميشه سياسياً, فلم يحصل على الأصوات الكافية, التي تؤهله للقيادة, حيث ظهرت قوى أخرى منافسة له, ما جعله منزوياً, ولم يستفد المتنفذين من خبرته الإقتصادية, حيث كان يرى بعضهم, أنهم قادرين على إدارة البلد, دون الرجوع لغيرهم.
مشروع الجلبي أفشله حيتان الفساد, الذين كان همهم الوحيد, السيطرة على ثروة العراق, لتعويض ما حُرِموا منه, أثناء حكم الطاغية صدام, بعيدا عن مصلحة الشعب, الذي يرى بعضهم, أنه بعثي برمته!
عمل أحمد الجلبي بصمت, وأزيح عن سدة قيادة البلد, وهُمِّشَ سياسياً واقتصادياً, وعُزِل عن القاعدة الاجتماعية, ليوافيه الأجل في غرفته وحيداً, ليفرح البعث, ويشمت الفاسد.   

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سلام محمد جعاز العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/11/10



كتابة تعليق لموضوع : الجلبي بين فرحة البعث وشماتة الفساد!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو زهراء العبادي ، في 2015/11/11 .

السيد سلام محمد جعاز العامري
السلام عليكم .
الذي يعرف السياسة ٱلأمريكية الخارجية وخاصة قرار الحرب ..يقتنع بٱن ماٱشيع عن دور السيد الجلبي رحمه الله في دفع القيادة الامريكية لشن حربها ضد نظام صدام وٱسقاطه نتيجة معلومات قدمها الفقيد .فيها نوع من المبالغة ..وٱستغلت ٱعلاميا لتصوير ٱن حرب ٱمريكا الدولة العظمى وصاحبة ٱقوى جيش في العالم والتي يخضع لنفوذها حكام وٱنظمة كثيرون .ولها عيون في السماء والارض من خلال ما تمتلك من تكنلوجيا متطورة .بنيت حربها على ٱساس معلومات قدمها الفقيد .فهذا لايصدقه عقل عاقل ..
مع ٱعتزازنا بشخصية الراحل الوطنية وما بذله من جهد في سبيل تحرير وطنه والغاية تبرر الوسيلة وهذا فضل لن ينسى له .وهو تٱريخ محفوض له في ذاكرة العراق الحديث .وربما يسجل للسيد الجلبي بٱنه كان ٱكثر السياسين المعارضين حراكا ونشاط وهو قرب الحدث في ٱمريكا وبريطانية وقريب من صناع القرار .والتوصيف الاقرب للواقع .نقول بٱن السيد الجلبي ..ساهم ومن خلال قربه وعمله مع صناع القرار .في تعزيز قرار الحرب ..وهذا الاعتراض على مفهوم كون السيد الجلبي هو مهندس غزو العراق .هو لحماية الشخصيات الوطنية من مايثار حول تلك الشخصيات في الوسط العربي كونها ستسلق بٱلسن شداد وتوصف كما وصف ٱبا رغال بٱنه الخائن الذي باع بغداد وهذا سيكون ضرب لأٱنجاز السيد الجلبي وتشويه لصورته وتمزيق لنضاله الطويل .وسيتحاشى كل عربي ذكره بخير .لأٱن مفهوم العماله والخيانة عند الرٱي العام العربي وٱلأسلامي مرتبط بحدود تبني المشروع الامريكي في المنطقة فما بالك اذا تعداه الى ٱن يكون الشخص مهندس له .فذلك سيخلق ٱشكاليه كبيرة .ونكون قد ظلمنا الشخصية وحكمنا على تٱريخها بالفشل والعماله وهذا ماسيتناوله الاعلام المغرض ويهاجمه من تلك الزاوية نحن ننظر الى ماحدث بعد 2003 بالتغير فيما ينظر الرٱي العربي الى ذلك بٱحتلال دوله عربية .وهذا الفرق بين طرح المعادلة وكل ٱدواتها .ربما نحن ٱيضا ومن خلال ترديد ذلك الكلام نساهم في تشويه سمعة السيد الجلبي .ولانبذل جهد في تنقية المعلومة وصياغتها وبما يتلائم مع مبدء صناعة الرمز ؟
السيد الجلبي في حياته ردد تلك المقولة ٱيضا ونسب فضل تحرير العراق له .وللظرورة ٱحكام عند السيد الجلبي .وربما جاءت تحت ظرورات الصراع السياسي في العراق.فٱلتصاق ذلك العمل بالسيد الجلبي دون عملية تدخل جراحي سيؤدي الى موت تٱريخه مستقبلا .وحتى تباين ٱلأراء الشعبية بعد وفاته ٱكدت تلك الحقيقة وضرورة معالجة سوء الفهم واللغط حولها ..في شخصية السيد الجلبي نواحي ٱيجابية كثيرة .ستكون مهمة في عملية ٱبراز دوره الوطني الكبير بعيد عن ٱثارة اللغط حول نقطة واحدة مثار جدل عقيم .لكل ٱنسان ٱعداء .وشخصية مثل الفقيد الراحل معارضة لنظام قمعي ..حتما تضررت من حملات التشويه والاعلام المضلل الذي كان يوظف ذلك النظام تلك الماكينة لغرض تسقيط معارضية بها.وخلق قناعات متباينة حوله .فالاعلام المضلل يستخدم المؤثرات الدينية والوطنية لتزويرها وبما يتلائم مع طبيعة نهجه وطريقة هجومه .على الخصوم .الانتخابات البرلمانية التي ٱكتسحت بها الاحزاب الاسلامية الساحة وفازت بالاغلبية والتي لم يحضى بها حزب السيد الجلبي المؤتمر الوطني بالفوز بمقاعد مناسبة حرمته تلك النتيجة من تبوء منصب يلائم خبرته .وتقصير الاحزاب تجاهه من ٱعطاءه دور فاعل في العملية السياسية وجل ما نال هو رئيس للجنة مالية برلمانية .وهذا ٱجحاف من رفاقه بحقه وٱهمال متعمد لشخصه فقبل الحديث ياٱستاذ سلام .عن ٱعدائه وشامتيه ؟ ٱن نتطرق الى ظلم الاقربون .منه والذي حرمنا من كل خبرته وعلميته .وبعد رحيله الى دار حقه .تفاجئنا ثورة العواطف من الجميع تٱسف رحيله وتصفه بالخساره الكبرى ..ونقول لهولاء .فما نفعه في الحياة .وقد غيبتم فائدته عن الناس بٱهماله .وتكالبتم على المناصب ونسيتم دوره وما يحمل من ثقافة وخبرة وصلات قوية مع صناع القرار في العالم .كان يمكن ٱلأستفادة منا جميعا لخدمة الوطن .فبعد قتله في حياته ...تٱسفنا على موته .ذلك نفاق ...؟




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net