صفحة الكاتب : امل الياسري

الإنتصار للدهاء والبغاء أم للبكاء والدعاء؟
امل الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 أحرف عظيمة تلك هي الحروف، التي أنزل الباريء عز وجل قرآنه الكريم بها، لينذر قوماً جاهلين، وكم من العظمة والدهشة في آن واحد؟! إكتسبتها حروف الباء والدال، في مقارنة بين كلمات، تمثل الإيمان كله، المتمثل في الإمام الحسين (عليه السلام) وأنصاره الميامين (الدعاء والبكاء)، وبين معسكر الكفر كله، الذي مثله الطاغية الفاسق يزيد عليه اللعنة، وأزلامه المارقين (الدهاء والبغاء)، إنها ملحمة ثورية، خلدت سلاح المظلومين فأنتصروا، وقبحت الطغاة فهزموا!
السذاجة البدوية التي تميز بها بنو أمية ووثنيتهم، كانت تقبع في رأس حفيدهم الفاجر يزيد، لأنه توقع بدهائه، ومكره، وخمره، المعروف بها أبي سفيان ومعاوية عليهم اللعنة، ومن المنافقين أمثالهم، أنهم سيسجلون نصراً، على بني هاشم أشراف قريش، وسادات رجالاتهم، المتميزون بالفصاحة، والبلاغة، والسماحة، والشجاعة، فأي عقيدة قاتل بها سبط المصطفى صلواته تعالى عليهما؟ قوى الشر والضلالة، التي لا تتناهى عن الباطل، ليسترجع معالم الدينن ويظهر الإصلاح في أمة العرب!
البكاء والدعاء سلاح إستثنائي، كان سيف ذا مضاضة، بيد الإمام علي بن الحسين سيد الساجدين، على المارقين والفاسقين للدفاع عن الإسلام، وإصلاح أمة النبي، بعد أن أخذ بنو أمية ما أخذوا من مبادئها، وتعاليم دينها، وإنحرفوا بالمنهج نحو الفتنة والفجور، فلا وحي نزل، ولا قرآن يتلى، فأنبرى البكاء الحسيني، والدعاء على أعدائه، تجسيد حي لأحياء الشعائر المقدسة، فملكت دموع زين العابدين، قلوب المظلومين، وأعلن الدمع نصره الأبدي، الى يوم يبعثون!
إنتصار حسيني كربلائي أول، توقفت لأجله الأفلاك والأملاك، لحظة هبوط جبرائيل (عليه السلام) أرض كربلاء، وهو يخضب وجهه بدم السبط، الذي تنتظره ملائكة السماء، إنه نصر سحب بعده إنتصارات أخرى، للقضية الحسينية الخالدة، مجنحة بالكرامة، والشهادة، والحرية عند المليك المقتدر، أما الصور التي صنعتها، لوحة البكاء والدعاء السجادي، فقد نسجت خيوط قصة الحق، والإصلاح، والعدل، ضد الباطل، والفساد والظلم، فمضى البيت العلوي بإتجاه الشمس، من أجل قضية الإسلام، وإنسانيته العظيمة!
الخلاص الوحيد من الشر الفظيع، والمكر الخبيث، دون حرفي الدال والباء، في كلمتي (الدهاء والبغاء)، ينبع من قدرة الإنسان الموالي، للخط الحسيني الثائر، هو السير على نهج الأئمة الأطهار، من ولد الحسين (عليهم السلام)، ومع وجود حرفي الدال والباء، في كلمتي (الدراية والبينة)، اللتين تصلان بالمؤمن الى الصلاح والنجاح، إيماناً منه بأن طريق الإمام زين العابدين، المتسلح بعنواني البكاء والدعاء، وهما السبيل الى إقامة الشعائر الحسينية، لأنها من تقوى القلوب!    


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امل الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/11/16



كتابة تعليق لموضوع : الإنتصار للدهاء والبغاء أم للبكاء والدعاء؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net