صفحة الكاتب : خضير العواد

يا شيعة آل محمد (ص) عرِّفوا العالم بالإسلام الحق من خلال زيارة الأربعين
خضير العواد

لقد شوه الوهابيون التكفيريون الإسلام وقدموه الى العالم على شكل قتل وذبح وتفجير وتدمير حتى اصبحت كلمة الإسلام ملتصقة بالإرهاب ، وأصبح الإسلام في هذه الايام غريباً يترقب من ينقذه من هذه العناوين التي ألصقها به الوهابية ، ولا يمتلك المسلمون نموذجاً أو وسيلةً قوية ورادعه تظهر عظمة الإسلام في هذه الظروف الصعبة للغاية كزيارة الحسين عليه السلام في يوم الأربعين ، هذه الزيارة التي تجذب الملايين من مختلف الجنسيات والقوميات واللغات ، وتجعلهم يعيشون كعائلة واحدة ينتشر فيها الاحترام والعطف والمحبة والمساعدة ، هذه الجموع القادمة من جميع بقاع العالم والتي تسير على أقدامها لأكثر من 450 كيلو متر وهي لا تحمل معها الطعام والشراب ولا يوجد في الطريق الفنادق للنوم والراحة ، لأن كل ما تحتاج إليه هذه الجموع ستحصل عليه بدون ثمن بل يرافقه الشكر والتذلل على قبول الخدمة والمساعدة ، فالطعام يقدم بمختلف الأنواع وأشهاها وأطيبها والشراب تتحير النفوس ماذا تختار لكثرته واختلاف أنواعه وأما المنام فمتوفر على طول الطريق ، ويرافق هذه الخدمة العطاء والأخلاق المحمدية الأصيلة من تراحم وتواضع وتحابب فالجميع كعائلة واحدة أبوها محمد وعلي صلوات الله عليهم ، فهذه الملايين التي تسير الى قبر الحسين عليه السلام وهي لا تحمل معها أي أداة أو آلة حادة لتحمي نفسها بل الجميع لا يحمل معه إلا القلب السليم المملوء حباً للآخرين ، وبالرغم من أختلاف الألسن والقوميات والأوطان ولكن يجمعهم حب الحسين عليه السلام الذي علمهم حب الآخرين والتضحية من أجل المبادئ الإنسانية كالصدق والأمانة والأخلاق النبيلة والوفاء واحترام الجميع ، فهذه الجموع المليونية تسير ولا يوجد بينها شرطي واحد ليحميهم أو يمنع وقوع الجريمة ، لأن الجميع قد نسى الدنيا وملذاتها وإغراءاتها وغرائزها وأبقى في قلبه وعقله وتفكيره حب الحسين عليه السلام وكلماته العظيمة في طف كربلاء التي أظهرت تعاليم الإسلام المحمدي الأصيل والتي تتمنى السعادة والخير لكل البشرية ، فهذه الجموع تسير بقلوب شجاعة لا تعرف الخوف والقلق وهي تتوقع الموت في أي لحظة من قبل أعداء الرسالات السماوية والإنسانية الوهابيون التكفيريون ، ولكنها تسير وتنشر الحب والخير والكرم والعطاء والعطف والاحترام والسلام والأخوة والسعادة في الطرقات ، فما أحوج شعوب العالم اليوم الى أخلاق وصفات زوار الحسين عليه السلام في يوم الأربعين ، وما أحوج شعوب العالم أن تتعرف على زيارة الأربعين حتى تتعرف على الإسلام المحمدي الأصيل لا إسلام الوهابي التكفيري المملوء بغضاً وحقداً ودماءً وتدميراً ، وتعريف العالم بالإسلام الحق لا يمكن أن يقوم به إلا المؤمن به وهم شيعة آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين ، وهذا التعريف لا يمكن أن يتحقق إلا باستغلال جميع الطرق والأدوات والوسائل المتاحة من أجل التعريف كالتكنولوجيا الحديثة من انترنيت وفضائيات بالإضافة الى الترجمة والفعاليات التي تجذب اهتمام البشرية ومنها رفع أعلام الدول التي يشارك ابنائها في هذه الزيارة ما بين منطقة الحرمين ( ما بين مقام الإمام الحسين ع ومقام أخيه العباس ع) وكذلك رفع كل زائر علم بلده في هذه الزيارة ليظهروا عالمية هذه الزيارة بالإضافة الى تحقيق الأخوة الحقيقية ما بين بني ألبشر،  فزيارة الأربعين أفضل نموذج إسلامي يجب أن يقدم للعالم لكي تتعرف الشعوب من خلاله على عظمة الإسلام وعظمة تعاليمه الإنسانية الصادقة التي تدفع الإنسانية الى السعادة في الدارين .

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خضير العواد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/11/19



كتابة تعليق لموضوع : يا شيعة آل محمد (ص) عرِّفوا العالم بالإسلام الحق من خلال زيارة الأربعين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net