نظرة عن كثب في اجهزة الاستخبارات الفرنسية
احمد حبيب السماوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
احمد حبيب السماوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لا شك بان التطورات الحاصلة في اجهزة الاستخبارات واستخدامها للتقنيات الحديثة في العمل قد تقف عائقاً اما التهديدات الامنية، ولكن علينا ان لا ننسى ان هناك دائما من يعمل بالضد من هذا ويتطور بالمقابل وهو الارهاب، فهو يسعى لامتلاك الخبرة من خلال التدريب الجيد والسعي للحصول على احدث التكنلوجيا، ولا نبالغ لو قلنا ان الارهاب اليوم قد يسبقنا بخطوات في كثير من المواقف، فالحرب لم تعد كما كانت حيث الغلبة للاقوى وذلك بسبب توازن مصادر القوة لدى طرفي الصراع ، انما اصبحت الغلبة للذي يمتلك المعلومة ويعرف كيف يوظفها بشكل يستطيع معها تحقيق اهدافه وغاياته وكما قيل سابقاٍ "من يمتلك المعلومة ... يمتلك مقومات النصر" .
ان الاعمال الارهابية الاخيرة والاحداث المتسارعة وخصوصا تفجيرات باريس قد افرزت العديد من التساؤلات حول حقيقة الوضع الامني الاوربي عموماً والفرنسي خاصة، وهنا لابد لنا ان نشير الى الحالة الفرنسية بسبب كثرة الخروقات الامنية التي زعزعت الاستقرار على الاراضي الفرنسية خلال السنوات القليلة الماضية.
من حق المراقب لما حدث في فرنسا ان يتساءل عن طبيعة وبنية المنظومة الامنية الفرنسية وهل فشلت في مواجهة هؤلاء الارهابيين على نحو يقلل من عدد الضحايا الابرياء .
ادناه عرض وشرح تفصيلي لاهم عناصر المنظومة الامنية الفرنسية.
DGSE : المديرية العامة للامن الخارجي
وهي وكالة الاستخبارات الفرنسية وهي تشابه في عملها ال CIA في امريكا وال MI6 في المملكة المتحدة تعود جذورها إلى عام 1947 فقد ظلت مستقلة حتى منتصف ١٩٦٠، عندما اكتشف تورط عناصرها في خطف واغتيال المهدي بن بركة المعارض السياسي المغربي في باريس.
وبعد هذه الفضيحة ومع بداية عام ١٩٨٢ تم اعادة تأسيس الوكالة من جديد واعادة هيكلتها ووضعت تحت قيادة واشراف وزارة الدفاع الفرنسية. يترأسها حالياً المدير برنار باجولي وتعمل الوكالة جنباً إلى جنب مع DGSI (المديرية العامة للأمن الداخلي) ووظيفتها الاساسية هو جمع معلومات استخباراتية من مصادر خارجية متنوعة للمساعدة في اتخاذ القرارات العسكرية والاستراتيجية للبلاد كما هو الحال مع معظم وكالات الاستخبارات .
في عام 1992 وبعد حرب الخليج الاولى ازدادت مسؤوليات الوكالة فيما يخص الجوانب العسكرية ولم تعد مناسبة لمرحلة ما بعد الحرب فتم نقل جزء من عملها الى وكالة عسكرية شكلت حديثاً وهي مديرية الاستخبارات العسكرية (DRM)
وتتكون وكالة الاستخبارت الفرنسية من الدوائر التالية :
* مديرية الشؤون الإدارية
* مديرية الاستراتيجية
* مديرية المخابرات
* مديرية المخابرات السياسية
* مديرية امن الوكالة
* مديرية الشؤون الفنية (المسؤول عن الأجهزة الإلكترونية والاستخبارية)
* مديرية العمليات
* قسم العمليات / المسؤول عن تخطيط وتنفيذ العمليات السرية
DGSI : المديرية العامة للامن الداخلي
تأسست وفق هيكليتها الحالية عام ٢٠٠٨ ووضعت تحت قيادة واشراف وزارة الداخلية وتتولى مكافحة التجسس ومكافحة الإرهاب ومكافحة الجريمة الالكترونية ورصد التهديدات المحتملة على الأراضي الفرنسية ويرأسها المدير باتريك كالفر وترفع تقاريرها مباشرة إلى وزير الداخلية لكونها تعد جزءا من الشرطة الوطنية.
وتتكون من الدوائر التالية :
* الإدارة العامة
* مديرية الحماية الاقتصادية
* مديرية مكافحة الإرهاب
* مديرية الاستخبارات الفنية
* مديرية مكافحة العنف والتخريب
* مديرية الدعم
* مديرية الشؤون الدولية
DRM : مديرية الاستخبارات العسكرية
هي فرع من فروع وزارة الدفاع الفرنسية وتقع تحت السلطة المباشرة لرئيس الأركان (ECS) تم إنشاؤها من قبل وزير الداخلية الاشتراكي بيار جوكس عام ١٩٩٢ بعد حرب الخليج حيث كانت المعلومات الاستخبارية العسكرية قبل هذا الوقت ضعيفة ومشتتة للغاية مماجعل فرنسا تعتمد على مصادر أمريكية وغربية لادامة المعلومات جمع المعلومات التي تهم عسكرية لتكون مركزاً للمعلومات الاستخبارية العسكرية وجمعها وتحليلها لتصب في مصلحة القوات المسلحة الفرنسية
وهي مقسمة إلى ثلاثة دوائر:
* مديرية العمليات
* مديرية الادارة والمالية
* شعبة الاستخبارات
DPSD : مديرية الدفاع والحماية والامن
تم انشأها وفق هيكليتها الحالية في عام ١٩٨١ وهي احدى دوائر وزارة الدفاع وتشبه في عملها دوائر الامن العسكري يترأسها المدير انطوان كريوكس شعارها "العلم من أجل الحماية" واجبها الرئيسي تقييم المخاطر والتهديدات وتنسيق التدابير اللازمة لحماية الجهات الفاعلة ذات الصلة بالدفاع كالافراد والمعلومات والمعدات والمنشأت والخدمات الدفاعية وشركات صناعية مرتبطة بالدفاع، وفي عام ٢٠٠٧ انضمت DPSD الى الجهاز الاستخباراي الفرنسي واصبحت عضواً مهماً فيه وتتشارك المعلومات مع أجهزة المخابرات الفرنسية الأخرى وخصوصاً مع انشاء مجلس الاستخبارات القومي (CNR).
ويتلخص عمل DPSD على تحديد نقاط الضعف والتعرف على التهديدات ومن ثم المساهمة في اتخاذ تدابير وقائية وتنقسم هذه الوقاية الى ثلاث اقسام :
* الوقاية الامنية : وهي اتخاذ التدابير الامنية لمواجهة أي تهديدات او انتهاكات تتعرض لها القوات المسلحة مثل الانشطة الارهابية ، والتجسسية ، والتخريب ، والجريمة المنظمة.
* الوقاية الاقتصادية : وهي اتخاذ التدابير الامنية لمواجهة التهديدات التي تتعرض لها الصناعات العسكرية فضلا عن معاهد التعليم والأبحاث المتعلقة بالدفاع مثل الانشطة شرعية أو غير شرعية، وعمليات التنصت من قبل أجهزة الاستخبارات أو المنافسين الأجانب
* الوقاية الالكترونية : واجبها السيطرة على الفضاء الالكتروني وتحديد نقاط الضعف لحماية المعلومات الالكترونية والبيانات وحماية مصالح الدفاع.
ANSSI : الوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية
تم إنشاءها في عام ٢٠٠٩ ويترأسها المدير غيوم بوبار وهي مسؤولة عن أمن وحماية تكنولوجيا المعلومات لمؤسسات الدولة وتقديم المشورة والدعم للحكومات والشركات ذات ألاهمية وكذلك اقتراح قواعد وتعليمات لحماية نظم المعلومات الحكومية والتحقق من تنفيذها وفق التدابير المعتمدة.
CNCIS : اللجنة الوطنية لمراقبة اجهزة الامن
وهي لجنة امنية مستقلة ادارياً وفنياً يترأسها جان ماريه تم انشاؤها عام ١٩٩١ مرتبطه برئيس الوزراء الفرنسي ، ومخولة للوصول إلى كافة المعلومات والبيانات المخزنة في جميع مؤسسات السلطات العامة تعمل على التحقق من مشروعية تنفيذ تقنيات عمل الاجهزة الامنية والاستخبارية الفرنسية مثل (التنصت ، المراقبة الامنية ، الاعتقالات .... الخ ) ومدى احترامها ومطابقتها لقانون الحريات العامة والامن الوطني .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat