صفحة الكاتب : عمار يوسف المطلبي

قصيدتي ( زينب ) أهديها لكِ يا سيّدتي الحوراء .. يا أخت الحسين و يا مَنْ كنتِ خير أختٍ لأخيها .. يا قصّة البطولة و سِفر الإباء و قاهرة الطغاة !
إن كان للحريّة اسم، فهو اسمُك، و إنْ كان للوفاء وجه، فهوَ وجهُكِ، و إنْ كان للإباء وصف، فهو زينب !
السلام عليكِ و أنتِ تسيرين في طريق الآلام مرفوعة الرأس !
...................................................

زينب

عمّار المطّلبي
........................


أَزينبُ كيفَ طاوعَكِ المسيرُ


و ما لكِ في الوفاءِ لهُ نظيرُ


حُسينٌ فوقَ رملِ الطفِّ مُلقىً


رضيضَ الصَّدرِ يصهرُهُ الهَجيرُ


أبِنْتُ عليٍّ الكرّارِ تُسبى


و قدْ سجَدَتْ لوالدِها الدّهورُ


إذا نادَتْ أخاها اهتزَّ رُمحٌ


و كادَ الرأسُ مِنْ غضَبٍ يطيرُ!


يُسابقهُ إلى الحوراءِ بدرٌ


و يسبقُ رأسَ عبّاسٍ زئيرُ !


وَ ركْبٍ علَّمَ الدُّنيا إباءً


يسيرُ وَ خلْفَهُ تَجري العُصورُ


أُسارى و القُلوبُ لهُمْ أُسارى


ظِماءٌ لِلْدُّنى ماءٌ نَميرُ !


كأنَّ رُؤوسَ مَنْ حُمِلُوا نُجومٌ


تَوسَّطَ جَمْعَها قمَرٌ مُنيرُ


وَ أغلالٍ وَ كيفَ تَغُلُّ حُرّاً


قُيودٌ لَفّها وَغْدٌ حَقيرُ


هيَ الآلامُ بَذْلَاً كانَ مِنْها


وإنَّ إباءَها لِلنّاسّ صُورُ !


لِيَنْفِضَ عنْهُ ذِلّتَهُ خَنُوعٌ


وَ يَنْهَضَ مِنْ دُجى قَبْرٍ ضَميرُ !


شَجاعةُ حَيدَرٍ فيها تَجلَّتْ


وَ صبْراً أورَثَتْ أُمٌّ صَبُورُ


تلَقَّتْ كُلَّ نائِبَةٍ بِحَمْدٍ


كأنَّ الحُزنَ عندَهمُ سُرورُ!


يَدٌ تحمي اليتامى منْ سياطٍ


وَ أُخرى الدَّمعَ تمْسحُ إذْ يَفورُ


وَ يُطعِمُ جوعُها جُوعَ السّبايا


وَ مِنْ ظَمَأٍ بِها تُروى الثُّغورُ


تجودُ وَ ليسَ ثَمَّ سوى رَغيفٍ


على خُمْصِ البُطونِ بهِ تدورُ


كَأُمِّ الطَّيْرِ قدْ حمَلَتْ طعاماً


لِيشبَعَ، وَهيَ طاويةٌ، صَغيرُ


وَتَذْوي إِذْ تَذودُ الشَّرَّ عنْهُمْ


وَ ما يَذْوي بها عَزْمٌ قَديرُ


فَكَم مِنْ قاتِلٍ وَ هوَ القَتيلُ


وَ كَمْ مِنْ آسِرٍ وَهوَ الأَسيرُ !


مَشيتِ خُطاكِ مُثقَلَةٌ بِشَجْوٍ


وَ قَدْ فُقِدَ الأحِبَّةُ وَ الظَهيرُ


فَما أنْ لحْتِ لِلْطاغُوتِ حتّى


تَزَلْزَلَ عَرشُهُ وَهوَ الخَسِيرُ


ثِيابُكِ أحرَقَتْها ألفُ شمسٍ


وَ كانَ عليهِ، مِنْ بَطَرٍ، حَريرُ


وَ يشكو تُخمَةً مِنْ فَرْطِ أكْلٍ


وَ أنتِ رفيقُكِ الجوعُ المَريرُ


قدِ اكتَنَفَتْكِ آلامٌ وَ دَمْعٌ


وَ آهاتٌ لها بَكَتِ الصُّخورُ


وَ مجْلسُهُ تَحُفُّ بهِ إماءٌ


وَ ضَرْبُ الدَّفِّ يَعلو وَ الصَّفيرُ


فلَمْ ينْفَعْهُ حينَ رآكِ فخْرٌ


وَ لمْ يُسْعِفْهُ حينَ رآكِ جَوْرُ


ألا لا يَستَويْ لَيْلٌ وَ فَجْرٌ


أَيَسْتَويانِ أعمى وَ البَصِيرُ ؟!


مُعاويَةٌ أبوهُ وَ أنتِ بِنْتٌ


أَبوها حيدَرُ الأسَدُ الهَصُورُ


وَ أُمُّكِ فاطِمُ الزّهراءَ تُكْنى


وَ مِنْ هِنْدٍ أتى الكَلبُ العَقورُ


أَتُؤسَرُ ويحَ عقلكَ ذي سَماءٌ


بِها كلُّ الخلائقِ تَستَجيرُ


سماءٌ إنْ رأتْها عينُ إنْسٍ


تقَهقرَ خاسِئاً بَصَرٌ حَسيرُ !


تلقَّتكِ المدائنُ و هيَ جَذْلى


و لو علِمَتْ لفارقَها الحُبورُ


لَئِنْ دوّى بها صَنْجٌ و طَبلٌ


وَ زُيِّنَ شارعٌ فيها وَ دُورُ


لقدْ أبكَتْ بها للحُرِّ عَيناً


وَمَحْزوناً بِها باتَ الفقيرُ !


إذا حَكَمَ الطُّغاةُ بِلادَ قَوْمٍ


فَإِنَّ بُيوتَهُمْ فيها قُبورُ


نهارُهُمُ ظلامٌ و الّلياليْ


على مَنْ سامَهُ عَسْفٌ سَعِيرُ


وَ رَقْصُهُمُ كَرَقْصِ الطَّيْرِ ذَبْحاً


دَمٌ مِنْ تَحتِ أَرْجُلِها يَمُورُ !


وَ ما كانتْ لَكِ الأغلالُ عاراً


وَ لا يومٌ بهِ انعفَرَتْ نُحورُ


فَذلِكَ دَرْبُ مَنْ كانوا أُباةً


بِأرْضٍ قَدْ فَشَتْ فيها الشُّرورُ


وَ لَو أَعْطى يَداً فِيها حُسَينٌ


لَما هُتِكَتْ لَكُمْ فيها خُدورُ


وَ كانَ لَكُمْ مكانَ خِيامِ قَفْرٍ


، تُعَرْبِدُ فيهِ نارُهُمُ، قُصورُ


وَ ليسَ يَضِيرُ إنْ دِيسَتْ جُنُوبٌ


لَكُمْ في الطَّفِّ أوْ رُضَّتْ صُدورُ


فَكَمْ مِنْ زَهرَةٍ سُحِقَتْ بِمَرْجٍ


فَهَبَّتْ مِنْ بقاياها العُطورُ !


وَ كَمْ لَحْدٍ غَدا لِلكونِ شَمساً


وَ مِنْ دَيْجُورِهِ قدْ فاضَ نُورُ !


أَزَينَبُ وَ الأسى قَدْ باتَ بَحراً


وَ مِنْ دَمعٍ لَنا ضاقَتْ بُحورُ


فَمِنْ آهاتِكُمْ لَيليْ عَليلٌ


وَ مِنْ أنّاتِكُمْ صُبْحي ضَريرُ


وَدَدْتُ فَديْتُكُمْ لَولا قُرونٌ


لَها ما بَيْنَنا قَدْ قامَ سُورُ


هُنا جَسَدِيْ يَدُبُّ وَ ظَلَّ قَلبِيْ


هُنالِكَ في رِكابِكُمُ يَسيرُ


كأنِّيَ نَبْتَةٌ في كَفِّ رِيحٍ


قَدِ اجْتُثَّتْ فَلَيسَ لها جُذُورُ


وَ ما أحْبَبْتُ في الدُّنيا سِواكُمْ


وَ ما لِيَ غيرَ ذِكْرِكُمُ سَميرُ


يَؤُوبُ النّاسُ مِنْ سَفَرٍ وَ إنِّيْ


على سَفَرٍ فُؤادِيَ ما يَحُورُ !


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار يوسف المطلبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/11/24



كتابة تعليق لموضوع : زينب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net