صفحة الكاتب : واثق الجابري

إرتباك السلطان العثماني من غضب القيصر
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 فوز الرئيس التركي اردوغان إنتخابياً؛ لا يمكن ان يكون العامل الوحيد لإتخاذه خطوة بمنتهى الخطورة؛ بإسقاط الطائرة الروسية، وليس من المعقول أن يكون بهذا الغباء، الذي يكشف عن تعاونه مع داعش، أو اللعب على التناقضات لإبعاد شبح المعارضة المسلحة الداخلية، والإستفادة من النفط المهرب نتيجة فوضى المنطقة.
 نجاح حزب أردوغان في الإنتخابات التشريعية، ليس سبب كافي لإعطاء القوة؛ لتجاوز الدب الروسي وتحدي القيصر.
 صرح الرئيس التركي في آخر ردة فعل بعد إسقاط الطائرة الروسي: "تركيا ستدافع عن أمنها ومصالحها وأمن ومصالح حلفائها"،  وبالطبع هذا تراجع عن موقف القوة والإحتماء بالحلفاء بمختلف توجهاتهم، ويقصد القوى التي أشير لها بالإرهاب: الجماعات التركمانية الإنفصالية، الجيش الحر، جبهة النصرة، داعش، وبقية الأطراف السائبة التي لها علاقة بالعمليات المسلحة في المنطقة، مع بقاء حلفه مع الناتو؟!
إستدرك ادوغان الخطورة مبكراً وحاول الإتصال بالرئيس الروسي، ولكن الأخير لم يرد على هاتف الأول رغم تكرار الإتصال، ولا يريد سماع  تبريرات بعد فوات الأوان، بعد أن وضعت تركيا نفسها في موقع الإسناد للإرهابين، وشراء كميات كبيرة من النفط المهرب، ودعم السلاح والإعلام لبعض الفصائل من الحكومة التركية أو من حلفائها كقطر، وتسهيل التنقل  والعلاج بإشراف جهاز المخابرات، وصمت إستخباري عن داعش، من قبل سقوط مدن في العراق الى الحاضر.
تأوي تركيا بحدود مليون ونصف لاجيء سوري، وتسعى مع حلف الناتو وحلفائها السعودية وقطر؛ لإقامة مناطق آمنة على إمتداد حدود متوغلة في الأراضي السورية؛ لتؤمن لحلفائها والناتو عملية إنتقال الفصائل المسلحة، ما يضمن لها نفوذ وسيطرة وتأثير في التحالفات؟! ويأتي إسقاط الطائرة الروسية بذريعة فصل فصائل تسميها معارضة للنظام السوري عن داعش، والحقيقة لمنع تقدم القوات الحكومية وضربات الروس؛ من عمق إستراتيجي للمخططات التركية وحلفائها، وتأمين وصول شاحنات النفط لتركيا.
إن تنامي القوة الحكومية السورية، وصلابة وجدية الموقف الروسي في ضرب داعش والقوى الإرهابية الآخرى، لن يدع المجال لما تخطط له تركيا، ويبدو  أن الروس عازمون على الرد بقوة على التصرف التركي، وحزموا أمرهم لتنظيف الحدود التركية، وكسب جبل التركمان الى شمال حلب، وقطع الإمداد التركي، بعد حصر الإرهابين في الرقة، ودفع الجيش والقوات الكردية بإتجاه الحسكة وعين العرب، ومناطق شرق الفرات المحاذية لتركيا، وتضيق الخناق على التدخل التركي، وأن أردوغان فهم رسالة بوتين بالرد على إسقاط الطائرة الروسية، ولا مجال للمبررات.
 الإرضية التركية هشة، لا تتحمل ضرب مشاريعها الإقتصادية في روسيا وبلدان حليفة لها، وستنعكس على السياحة والإنتصار الإنتخابي.
طعن الإتراك روسيا من الخلف، وبالغوا بالإساءة وجرح الدب وكرامة القيصر، وتراكمت التهديدات، بما يدعو الروس لإختيار الزمان والمكان وعدم الإنتظار، ويبدو أن أمريكا تجيد فن التوريط، ونجحت في إيقاع تركيا، بعد أن طلب الحلفاء الهدوء، ولم يبرروا موقف السلطان العثماني؟! وأما لجوءه للناتو تعبير عن خوف وإرتباك من الغضب الروسي، أو كما سماه  فلاديمير بوتين، محاولة لجرَ الناتو؛ الى تحمل تمادي تركيا وظهر داعش؟!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/11/28



كتابة تعليق لموضوع : إرتباك السلطان العثماني من غضب القيصر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net