غينس .... أمسح ارقامك قصاد الاعجوبة
محمد علي مزهر شعبان
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
محمد علي مزهر شعبان

على رصيف الناظرين ، حين تعجز السيقان ان تحمل الجسد البدين ، تحملنا اجنحة الذكريات الى تلكم الايام ، حين كنا نقطع تلك الصحراء ، نروم مؤاساة من رقد في كربلاء . لم نكن نعوم في فلسفة اداء شعيره ، وانما مأخوذين بسياق الحب لنموذج الشهادة والاباء ، منا من حمل صورة لجيفارا واخرى لهوشي منه والاغلب الاعم حمل صورة حسينا من أمير الاحرار . ثلة تتبعها مجموعة ، كان البعثيون توا اتوا الى السلطة ، فبقدر ممانعتهم لهذه الشعيرة كانت الاعداد تضحى كتائب ،والمجاميع تدنو من فيالق ، ليس من باب الانسان حريص على ما منع بل الاصرار في التسائل عن ماهية المنع ومفاده . فحين تمارس الشعوب شعائرها وطقوسها الدينية والوطنية ولها الحرية المكفولة سواء في الدول المتحضرة او المستهتره .
كانت الدوافع لهذا المسير، بقدر ما افرزت الماساة من مظلومية ليست مواردها بكائيات بعض المنابر الهامشيه ، وانما السجل التاريخي ،وشريط الاحداث في كل تجارب الشعوب من اوائل الثورات التحررية ، المليء بالصور القاتمه والمرسوم بالدم وماسي امم سواء في امسها البعيد وحاضرها القريب توحي ان طرفي المعادلة قاتل وقتيل ، ظالم ومظلوم ، عتاة طغاة قصاد ثوار احرار .
تبلورة فكرة السير مشيا ، وللهدف سعيا بعيدا عن فكرة تواب يلطم الخدود ويمزق الجيوب وينثر الشعور ، انما فكرة تحد للسلطة ، بعد ان اثبتت جعجعة السلاح وحمله امام سطوة الحكومة، وهنها وقسوة زمرها في توجيه الضربة الموجعة والايلام الممض للثائرين ، فانتقل السلوك الثوري بالتحدي ليعطينا ايقاعا ممزوجا ما بين حركة التحدي وبين ما يترتب عليها من تراكم عاطفي في العقل الجمعي . وبدأت حسبة الفرز بين الشعيرة التي تثير الاستياء مثل التطبير وما لازمها من سلوكيات تهتك بالجسد وتؤشر بالاهانة الى الطائفة ، وبين مارثون تنامى تصاعد من عشرات المئات الى مئات الالوف ، للملايين .
لعل من يبدي رأيا ظاهره بعض الصحة وباطنه كل الباطل ، ان مثل هذا المسير يعطل ما يعطل ويؤجل ما يؤجل ويستنفر من القوى ما يستنفر ، نعم هذا امر وارد وقائم ،ولكن من هم هؤلاء المعطلون ؟ كم عددهم وما نسبة ما يمثلون من ديمغرافية هذا الشعب ؟ وهل هؤلاء من الغباء وضياع الوطنية ، حين يكون اكثر من نصف هذا الشعب خياره هذا التوجه ، بعلماءه وادباءه وتكنوقراطه وعامة ناسه ؟ الجواب للمنصف ان في فلك هذا التوجه ، احياء لطريق الحق وانتصار دم المظلوم على سيف الظالم ، كان العالم ولا يزال يعيش هذه الثنائية .
على ذلك الرصيف البغدادي في الشارع المؤدي الى كربلاء ، طفلة معوقه تقفز من عربتها لتحاول المسير على الاقدام اسوة مع الصبية، سقطت نهضت تناولتها ايدي ابويها كي يلبيا رغبتها في المسير، ابتسمت بانها حاولت . رايات لشيبة وشباب واطفال من يدبي ومن يركض ، تدب الفرحة والعبث الطفولي المتغج في حركاتهم، واباء تختزل صدورهم فرحة الابناء وأسى الذكرى . زاد تنوع وتشكل يصطف على مناضد ، وتوسل من مقدميه توسل المتمني ان تلبى له دعوه ، وكأنها الطريق الاقرب الى الجنة ، طريق موصل مباشر في كنف مقدميه والساعين مشيا رغم ان درب الوصول الى الجنة طويل ، هو ذا التفكير حين تنطلق النفس الانسانية بهذا الجانب كانه المركب الذي ينحو باتجاه رب السماء ، بكريم العطاء بكل سخاء وروح يتسامى فيها الصفاء والنقاء . وحين تتوقف عند ابعاد الوصول الى الفردوس الارضي او السماوي ، فتجد (ان الحياة مزرعة الاخره) اذن ما قدم هؤلاء الى الحياة ؟ هم هؤلاء مناضلوها ومحاربوها ومفكريها وعمالها وجندها وشرطتها وحشدها والمقاتلون على بواباتها ضد اي عدوان ، سواء اسيقوا جبرا لرغبة الطغاة ، او اندفعوا لصد بغاة ارادوا اعدام الحياة .
مسير حشود يتدفق كبراكين ، جموع كشلالات تعصف بالطرق المؤديات ، ملايين من سربيل زهاب وصفوان من كل العالم، من الكويت والبحرين وكأن لم يبق احد في ايران . اذن أي (غينس) واعجوبة الارقام واي فخر له ان يسجل مفخرة الانسان في اعجوبة هذا الزمان ؟ اي محطات ووكالات وقنوات لا ترصد هذا الحدث الرهيب العجيب وليس المريب ؟ اي غباء واحتقان ودماء صفراء من اعلام يحشد لراقصات في سان باولو او الهيلوين او لسباق البعارين ، ولا يكترث لها بعمي بصيرة وبصر؟ انها ظاهرة ربما ستؤدي بمفهومها المعنوي الى درب ( اسمه الحسين )
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat