صفحة الكاتب : عامر ناصر

الهجوم على بيت فاطمة "إشكالية سكوت الامام علي (ع) وعدم مقاومته "
عامر ناصر

إن هذه الإشكالية كثيراً ما تتردد على ألسنة البعض : وهي كيف أن الامام (ع) وهو البطل المغوار الشهم الشجاع الذي لا يدانيه أحد ، وتنتهك حرمة بيته وتضرب الزهراء (ع) ويُكسر ضلعها أمام ناظريه وهو لا يفعل شيئا ً ؟؟؟!!! إ نه عين العجب فعلا ؟ وهذا عين الحق إذا نظرنا الى الامر من هذا الجانب وبهذا التجرد .

كلا ، ليس الامر كذلك ؟! إن الامر يتعلق بالتوحيد ؟؟؟!!!
كيف ؟

بشكل مختصر فإن ترتيبه تصاعدياً كالأتي :

أ- معرفة ألإمام
ب- معرفة علم ألإمام
ج- معرفة النبي (ص)
د معرفة الله جلّ وعلا

والترتيب التنازلي يبدأ من التوحيد (أَوَّلُ اَلدِّينِ مَعْرِفَتُهُ ) وكما جاء في الدعاء (اللهم عرفني نفسك فانك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك اللهم عرفني رسولك فانك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك اللهم عرفني حجتك فانك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني )
فأول الدين معرفة الله سبحانه حق معرفته (أَوَّلُ اَلدِّينِ مَعْرِفَتُهُ وَ كَمَالُ مَعْرِفَتِهِ اَلتَّصْدِيقُ بِهِ وَ كَمَالُ اَلتَّصْدِيقِ بِهِ تَوْحِيدُهُ وَ كَمَالُ تَوْحِيدِهِ اَلْإِخْلاَصُ لَهُ وَ كَمَالُ اَلْإِخْلاَصِ لَهُ نَفْيُ اَلصِّفَاتِ عَنْهُ لِشَهَادَةِ كُلِّ صِفَةٍ أَنَّهَا غَيْرُ اَلْمَوْصُوفِ وَ شَهَادَةِ كُلِّ مَوْصُوفٍ أَنَّهُ غَيْرُ اَلصِّفَةِ فَمَنْ وَصَفَ اَللَّهَ سُبْحَانَهُ فَقَدْ قَرَنَهُ وَ مَنْ قَرَنَهُ فَقَدْ ثَنَّاهُ وَ مَنْ ثَنَّاهُ فَقَدْ جَزَّأَهُ وَ مَنْ جَزَّأَهُ فَقَدْ جَهِلَهُ وَ مَنْ جَهِلَهُ فَقَدْ أَشَارَ إِلَيْهِ وَ مَنْ أَشَارَ إِلَيْهِ فَقَدْ حَدَّهُ وَ مَنْ حَدَّهُ فَقَدْ عَدَّهُ وَ مَنْ قَالَ فِيمَ فَقَدْ ضَمَّنَهُ وَ مَنْ قَالَ عَلاَ مَ فَقَدْ أَخْلَى مِنْهُ )
« أوّل الدّين » أي : أوّل ما يجب أن يُتديّن به .
« معرفته » أي : بالقلب و الجنان يعني ابتداء الطاعة و العبادة معرفة اللّه سبحانه ، ثمّ إنّ معرفته سبحانه قد تكون ناقصة ، و قد تكون تامة ، أمّا النّاقصة فهي إدراك أنّ للعالم صانعا مدبّرا ، و أمّا التّامة فقد أشار اليها بقوله : ( و كمال معرفته التّصديق به ) أى الاذعان بوجوده و وجوبه ، لأنّ التّصور للشّى ء إذا اشتدّ يصير إذعانا و حكما بوجوده
« و كمال معرفته » مضافا إلى معرفته بالقلب .
« التصديق به » أي : الإقرار به باللسان ، حتّى لا يكون من الّذين جحدوا بآياته و استيقنتها أنفسهم ظلما و علوّا ، فإنّ أولئك معرفتهم ناقصة غير كاملة .
« و كمال التّصديق به توحيده » بنفي الشريك عنه ، لأنّ من عرف بقلبه أنّ للعالم صانعا ، و أقرّ به بلسانه ، لكن جعل له شريكا في الايجاد كالثنويّة ، و من قال : هو ثالث ثلاثة ، تصديقه ناقص لا فائدة فيه .
« و كمال توحيده الإخلاص له » في العبادة ، لأنّ من وحّده في الايجاد ، لكن جعل له شريكا في العبادة ، كالوثنيّة الّذين قالوا في أوثانهم : . . . ما نعبدهم إلاّ ليقرّبونا إلى اللّه زلفى . . . ، فان توحيده غير كامل .
« و كمال الإخلاص له نفي الصفات عنه » أي الصفات الزائدة على الذات ، كما في الناس .
« بشهادة كلّ صفة أنّها غير الموصوف » فعِلمُ زيدٍ غير ذات زيد .
« و شهادة كلّ موصوف أنّه غير الصفة » فذات عمرو غير حلمه .
ثم إن من كمال المعرفة التصديق والاقرار بكمال قدرته وإطلاقها وعدم وجود نقص أو خلل فيها ، كيف وهو القائل سبحانه (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ )7 السجدة .

معرفة النبوة

فعندما يترسخ في أذهاننا وكل كياننا الكمال المطلق لله سبحانه عند ذلك نفهم ما المعنى الحقيقي لكلمات وردت في الكتاب العزيز مثل :
ألاصطفاء (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33)آل عمران
والاختيار (وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13)طه
والاجتباء ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (121)النحل

فعندما يذكر سبحانه أنه إختار شخصا وإجتباه وإصطفاه ، فإن أي نقص أو خلل في هذا الشخص دليل واضح على وجود نقص في الذي إختاره ، سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا ، فنحن البشر نُعاب إن فعلنا ذلك ؟؟؟!!! ، ولكن أُنظر ما يقوله المرجفون تحدياً لله سبحانه ولكتابه العزيز وبكل صلا فة ووقاحة ، عن هذا الذي أختاره الله سبحانه نبياً لتبليغ آياته للناس وهدايتهم الى الصراط المستقيم :

1- ينسى ألآيات ويذكّره بها الصحابة ؟؟؟!!!

(عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلاً يَقْرَأُ فِى سُورَةٍ بِاللَّيْلِ فَقَالَ « يَرْحَمُهُ اللَّهُ لَقَدْ أَذْكَرَنِى كَذَا وَكَذَا آيَةً كُنْتُ أُنْسِيتُهَا مِنْ سُورَةِ كَذَا وَكَذَا »البخاري
وهذا تحدٍ للآية الكريمة (سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (6)سورة الاعلى
وتعال نقرأ ألآيات التي قبلها (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4) فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى (5) ، فهو قد أمر سبحانه نبيه(ص) أن يُنزهه لانه الذي خلق فسوى والذي قدرفهدى والذي أخرج المرعى ، وهذا مَنٌّ منه تعالى وتعداد لنعمه عليه (ص) ، ثم ذكر سبحانه النعمة التي يريد أن يعطيها لرسوله (ص) وهي عدم النسيان وهي الحالة الضرورية جدا والتي لا مناص عنها للعالِم والقائد منا نحن الناس ، فكيف بالرسول (ص) الذي يريده الله سبحانه حاملا لنظرية قلبت موازين الدنيا ومبلّغا لآياته ؟

2 – ينسى عدد الركعات في الصلاة
(عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ صَلَّى النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - الظُّهْرَ خَمْسًا فَقَالُوا أَزِيدَ فِى الصَّلاَةِ قَالَ « وَمَا ذَاكَ » . قَالُوا صَلَّيْتَ خَمْسًا . فَثَنَى رِجْلَيْهِ وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ ) البخاري ،
انظر الى هذا الإصرار في الطعن في شخصية الرسول ألأعظم ( ص) ؟؟؟!!! والهدف واضح لمن له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ، وهو أن يرفعوا من قيمة أشخاص ما كان لهم أن يرتفعوا بسبب مثالبهم ، ولحد هذه الساعة تُدرّس هذه الحالة في جميع جوامع السنة ؟؟؟!!! ولو سألتهم لماذا ؟ لكان الجواب حاضراً ، وهو أن الرسول (ص) يريد أن يعلم المسلمين كيفية تلافي الخطأ في عدد الركعات ؟؟؟!!! وكأن سبل التعليم قد عقمت أن تجد وسيلة لتعليم المسلمين إلا أسلوب الطعن بالمعلم ألأعظم (ص) ؟؟؟!!!
ألا يمكن أن يكون الأسلوب هو أن يخبرهم الرسول (ص) إبتداءاً قبل وقوع ألخطأ ، أو أن تلافي هكذا خطأ يكون بالشكل الفلاني ؟ أو أن يُخطيء أحدهم فيعلمه الرسول (ص) الحل ؟
كلا إنها النعرة الجاهلية والعداء المستتر للنبي وما جاء به ؟؟؟!!!


3- النبي يستلم آيات من الشيطان ويصلي بها ؟؟؟!!!

وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آَيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52)الحج
انظر ماذا يقول تفسير الجلالين :
{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ } هو نبيّ أُمِر بالتبليغ { وَلاَ نَبِىّ } أي لم يؤمر بالتبليغ { إِلاَّ إِذَا تمنى } قرأ { أَلْقَى الشيطان فِى أُمْنِيَّتِهِ } قراءته ما ليس من القرآن مما يرضاه المرسل إليهم ، وقد قرأ النبي صلى الله عليه وسلم في سورة النجم بمجلس من قريش بعد { أَفَرَءيْتُمُ اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى } [ 53 : 19 - 20 ] بإلقاء الشيطان على لسانه من غير علمه صلى الله عليه وسلم به : ( تلك الغرانيق العلا وإن شفاعتهنّ لترتجى )أي تلك ألاصنام المبجلة ففرحوا بذلك ، ثم أخبره جبريل بما ألقاه الشيطان على لسانه من ذلك فحزن فسُلِّي بهذه الآيات ليطمئن .
( وقد قرأت في احدى طبعات تفسير الجلالين أن العياض وابن العربي قد اعترضا على هذه الرواية فقال السيوطي : لا عبرة بالعياض وابن العربي فان الرواية يسند بعضها بعضا ، الى آخر كلامه )
كذلك جاء تفصيل الحادثة بشكل مفصل في الدر المنثور وبتفصيل أكثر في تفسير الطبري :
-لأن سجود المشركين لم يكن على وجه العبادة لله والتعظيم له، وإنما كان لما ألقى الشيطان على لسان الرسول من ذكر آلهتهم من قوله: {أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى} [النجم: 20، 21]، فقال: تلك الغرانيق العُلى، وإن شفاعتهم لترتجى، فسجدوا لما سمعوا من تعظيم آلهتهم، فلما علم الرسول ما ألقى الشيطان على لسانه من ذلك أشفق وحزن له، فأنزل الله عليه تأنيسًا له وتسلية عما عرض له .شرح بن بطال
وقد رفضها المحققون منهم ، والغرض هو إظهار مدى ميل البعض الى النيل من كرامة الرسول ألأكرم (ص) متناسين ألآيات الشريفة :
-وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46)الحاقة
- هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222)الشعراء
إذاً من لم يعرف معنى النبوة كيف يتسنى له أن يؤمن بها أو يتحول الى ما بعدها ؟
لنعد الى ألاشكالية

ما معنى ألامام ؟

ليس المقصود بالامام ذاك المصطلح المذكور عند أهل السنة , وهو إمامة الصلاة والتي تصح عندهم خلف البر والفاجر ؟؟؟!!!
* هذا مذهب أهل السنة في مسألة الصلاة خلف البر والفاجر ، وهو الذي قرره الحافظ أبو بكر الإسماعيلي في كتابه اعتقاد أئمة أهل الحديث [ ص ( 75 ) ] حيث قال : ( ويرون الصلاة - الجمعة وغيرها - خلف كل إمام مسلم ، برا كان أو فاجرا.
* فتفويت الجُمع والجماعات أعظم فساداً من الإقتداء فيهما بالإمام الفاجر ،اعتقاد اهل السنة للامام ابي بكر الرحبي
وكذلك في :
1-فتح الباري شرح صحيح البخاري/لابن حجرج3 باب اذا لم يتم الامام واتم من خلفه: يُصلون لكم -أئمة الصلاة- فان اصابوا فلكم ولهم وان أخطأوا فلكم وعليهم
2- فتح الباري /شرح ابن بطال ب2ج3 ص400: فيه الجواز كذلك.
3-سنن ابن ماجة/شرح مغلطاي ج2 ص271: جواز الصلاة خلف البر والفاجر.
4- سنن ابن ماجة/شرح مغلطاي باب ما يجب على الامام ج1ص1636
5- مشكاة المصابيح مع شرحه مرقاة المفاتيح ف3ج4ص159.
6- شرح ابي داود/ للعيني ب9 اذا اخر الامام الصلاةج2ص318.
7- الغُنية عن الكلام وأهله ب-لا تدخل الجنة بالعمل ج1ص59.
8- اعتقاد اهل السنة/شرح أصحاب الحديث ج1ص141.
9- شرح العقيدة الطحاوية/عبد العزيز الراجحي ج1ص270: هذه المسألة من أصول اهل السنة والجماعة، خلافا لاهل البدع والرافضة، فانهم لا يصلون خلف الفاجر ( انظر اصبح عدم الصلاة خلف الفاجر منقصة)؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
10- مجموع الفتاوى لابن تيمية
11- مجموع فتاوى بن باز ج2ص113

وانما المقصود بالامامة هي قيادة الدين والدنيا وهي منزلة عظيمة لا تأتي بالشورى والانتخاب وانما هي جعلٌ إلاهي (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124)البقرة
وقد أُعطيت هذه الامامة لابراهيم (ع) بعد إمتحانات :
محاججاته مع قومه وإحراقه بالنار وذبح ابنه وبعد النبوة والرسالة والخِلّة ، منحه الله الامامة ، ولسروره بها طلبها لذريته ، فأجابه الله سبحانه أن ألامامة لن تصل للظالمين ، فهي لا تصل لمن عبد الاصنام (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13)لقمان ، ولان ألامام علي (ع) لم يسجد لصنم كما يقال عنه( كرم الله وجهه )، فهذا هو المؤهل الأول لنيلها ، وبسبب حديث المنزلة المشهور (« أَلاَ تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّى بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلاَّ أَنَّهُ لَيْسَ نَبِىٌّ بَعْدِى » .البخاري وقد كان موسى وهارون قادة للدين والدنيا ، وهذا مؤهل ثان لامامة علي (ع) وحديث الراية يوم خيبر (« لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ - أَوْ لَيَأْخُذَنَّ الرَّايَةَ - غَدًا رَجُلاً يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ - أَوْ قَالَ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ - يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيْهِ »البخاري وهي شهادة من الرسول (ص) بان الله سبحانه يحب عليا (ع) ، وهذا مؤهل ثالث لامامة علي (ع) ، وحديث القتال على التأويل (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ مِنْكُمْ مَنْ يُقَاتِلُ عَلَى تَأْوِيلِهِ كَمَا قَاتَلْتُ عَلَى تَنْزِيلِهِ قَالَ فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَقَالَ لَا وَلَكِنْ خَاصِفُ النَّعْلِ وَعَلِيٌّ يَخْصِفُ نَعْلَهُ )مسند احمد ومسند الصحابة في الكتب التسعة ، وحديث ([ إنه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق ] . ( صحيح ) . من فضائل علي ، السلسلة الصحيحة المختصرة للالباني أخرجه مسلم ( 1 / 61 ) و النسائي ( 2 / 271 ) و الترمذي ( 2 / 301 ) و ابن ماجة( 114 ) و أحمد ( 1 / 84 و 95 و 128 ) و الخطيب في \" التاريخ \" ومصادر كثيرة أخرى

وهذا مؤهل رابع لامامة علي (ع) ، وكونه عليه السلام قسيما للجنة والنار (قال وسمعت محمد بن منصور يقول كنا عند أحمد بن حنبل فقال: له رجل يا أبا عبد الله ما تقول في هذا الحديث الذي يروى أن علياً قال: \" أنا قسيم النار \" فقال: وما تنكرون من ذا أليس روينا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: \" لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق \" قلنا بلى قال: فأين المؤمن قلنا في الجنة قال: وأين المنافق قلنا في النار قال: فعلي قسيم النار.طبقات الحنابلة والصواعق المحرقة وغيرها من المصادر وهذا مؤهل خامس لامامته (ع) ، ولو تتبعنا فضائله (ع) لما احصيناها وحسبك ما جاء في ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ما يغنيك : (عن عامر بن واثلة عن عليّ رضي الله عنهما قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «يا عليّ أنت وصيّي، حربك حربي وسلمك سلمي، وأنت الامام وأبو الائمة الاحد عشر الذين هم المطهّرون المعصومون، ومنهم المهدي الذي يملا الارض قسطاً وعدلاً، فويل لمبغضيهم.)و (وعن أبي ذر الغفاري قال: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) آخذاً بيد عليّ وهو يقول: «يا عليّ أنت أخي وصفيّي ووصيّي ووزيري وأميني، مكانك منّي مكان هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي، من مات وهو يحبّك ختم الله عزّوجلّ له بالامن والايمان، ومن مات وهو يبغضك لم يكن له نصيب من الاسلام»
هذا على مباني أهل السنة الذين لا يقولون بالوصية .
أما الشيعة فإن الوصية ثابتة لديهم ، الى هنا نكون قد تعرفنا على ألامام ، ولنذهب الى خصوصية أخرى وهي :
علم ألامام

العلم علمان ، علمٌ حصولي يأتي من التعلم والتجربة وهذا العلم ينفك عنه أثره ، أي أنه لا يؤثر أحيانا ، يتغلب عليه السهو والنسيان ، كمن يعلم بوجود جسم حار بقربه ثم ينسى ويمسكه ؟! وهناك علم آخر يسمى العلم اللدُنّي ، واسمه مأخوذ من القرآن المجيد (فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65)الكهف ، وهذا العلم لا ينفك عنه أثره ، لانه جاء من ساحة العزة والقدرة والكمال المطلق ، فمن كان توحيده صحيحا يدرك ذلك جيداً ، فعلمه سبحانه لا شائبة فيه لانه عين ذاته جلّ وعلا ، أما العلم الحصولي فتغزوه كل الشوائب وكما قال أمير المؤمنين (ع) : « رُبّ عالمٍ قد قتله جهله ، و علمه معه لا ينفعه » قاله عليه السّلام في طلحة و الزبير فإنّهما كانا عالمين بأنّه عليه السّلام على الحقّ ،و أنّهما على الباطل و مع ذلك قاتلاه فقتلهما جهلهما الناشى ء عن حبّ الدّنيا .
وللعلم عامة مراتب ودرجات ، فهناك علم بالاشياء وهنالك علم بحقيقتها وهو علم الملكوت (وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) الانعام واليقين درجة من درجات العلم ولليقين درجات : اليقين وحق اليقين وعين اليقين (كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4) كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7)التكاثر
وقد ورد عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال : « سلوني عن طرق السماوات . فإنّي أعرف بها من طرق الأرضين ، و لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا » . قال : ابن أبي الحديد هو شرح حاله عليه السّلام فقال : ( لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا ) .
وهي مرتبة عين اليقين و هذه المرتبة أعني مرتبة عين اليقين مقام جليل لا يبلغه إلاّ الأوحدي من النّاس .
* (ذكر لعطاء أكان أحد من الصحب أفقه من علي قال : لا والله . قال الحرالي : قد علم الأولون والآخرون أن فهم كتاب الله منحصر إلى علم علي ومن جهل ذلك فقد ضل عن الباب الذي من ورائه يرفع الله عنه القلوب الحجاب حتى يتحقق اليقين الذي لا يتغير بكشف الغطاء) فيض القدير
ومن ألأدلة القرآنية على علم علي (ع)
1- قوله تعالى : وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (43)الرعد
2- أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ 17 هود

الى هنا عرفنا وبشكل موجز جداً التوحيد والنبوة وألامامة وعلم ألامام ولنعد ألأن الى سبب سكوت ألامام علي (ع) عن حادثة الزهراء :

1- هناك روايات تؤكد إخبار النبي (ص) للامام علي (ع) بكل ما يجري عليه بعد وفاته (ص) :
عن علي بن أبي طالب قال: كنت أمشي مع النبيّ صلّي الله عليه وآله وسلّم في بعض طرق المدينة، فأتينا علي حديقة! فقلتُ: يا رسول الله! ما أحسن هذه الحديقة! فقال: رسول الله: ما أحسنها؟! ولك يا علي في الجنّة أحسن منها!...... وكلّما مررنا بحديقة منها، كنت أقول: يا رسول الله! ما أحسنها! فيقول: لك في الجنّة أحسن منها! فَلَمَّا خَلاَ لَهُ الطَّرِيقُ اعْتَنَقَنِي وَأَجْهَشَ بَاكِياً! فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَهِ! مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: ضَغَائِنُ فِي صُدُورِ أَقْوَامٍ لاَيُبْدوُنَهَا لَكَ إلاَّ بَعْدِي! فَقُلْتُ: فِي سَلاَمَةٍ مِنْ دِينِي؟! قَالَ: فِي سَلاَمَةٍ مِنْ دِينِكَ.الرياض النضرة ومجمع الزوائد والمعجم الكبير للطبراني ومسند ابي يعلى الموصلي

وقال (ص) له: ياعلي: إني أعلم إن لك ضغائن في صدور قوم سوف يظهرونها لك بعدي. فإن بايعوك فاقبل وإلاّ فاصبر حتّى تلقاني مظلوماًالرياض النضرة، تاريخ دمشق ، المناقب للخوارزمي ، الرياض النضرة 4 ، مسند أبي يعلى 1 ، مجمع الزوائد 9:
والذي يؤيّد هذا الكلام، وأنّ الأُمّة ستنقلب على عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ما أخرجه الحاكم في المستدرك 3: 1406 ح4734 وأقرّ الذهبي بصحته قول علي (عليه السلام): \"إنّ ممّا عهد إليّ النبي أنّ الأُمّة ستغدر بي بعده\".عن حيان الأسدي ، سمعت عليا يقول : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الأمة ستغدر بك بعدي ، وأنت تعيش على ملتي ، وتقتل على سنتي ، من أحبك أحبني ، ومن أبغضك أبغضني ، وإن هذه ستخضب من هذا » - يعني لحيته من رأسه - « صحيح »
قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) في حق علي (عليه السلام) كما أخرجه الطبري في الرياض النضرة: (يا علي إني أعلم ضغائن في صدور قوم سوف يخرجونها لك من بعدي، أنت كالبيت تؤتى ولا تأتي إن جاءوك وبايعوك فاقبل منهم وألا فأصبر حتى تلقاني مظلوماً)
وفي شرح النهج لابن ابي الحديد (فقال يا رسول الله أ فلا أضع سيفي على عاتقي فأبيد خضراءهم قال بل تصبر قال فإن صبرت قال تلاقي جهدا قال أ في سلامة من ديني قال نعم قال فإذاً لا أبالي ) وفي مصنف ابن ابي شيبة باب فضائل علي, وكنز العمال ج15 ص 146, وترجمة الامام علي من تاريخ دمشق لابن عساكر ج2 ص 327, والفضائل لاحمد بن حنبل ح 231, وغيرها مصادر كثيرة أذهلتني وكلها في كتب أهل السنة ؟؟؟!!! لا يسع المجال لسردها جميعا .
إذاً فعلي (ع) مأمور بالسكوت ، وهو خير من يطيع أمر الله ورسوله ، هذا أولاً ، وثانياً لكونه يحمل علما لدُنّياً وهو العلم الذي لا ينفك عنه أثره ، فإنه يعرف كيف يتعامل مع أحداث يعلم بوقوعها مسبقاً، والحال يختلف عما لوكنت أنا من وصلتني هذه المعلومة ، فإني سأتصرف بجهل شديد رغم العلم الذي وصلني ؟؟؟!!! كما لو قيل لي إن الحائط الذي
تجلس بجنبه سيسقط وإن أجلك عنده لهربت إبتغاء النجاة ؟؟؟!!! لكن المعصوم أو صاحب علم اليقين لا يتصرف مثلي ، بل يدع مقادير الله جلت قدرته تجري كما قدرها سبحانه ، ولأنه يعلم يقينا أن لا مفر منها ، لذلك فهو يواجهها بالصبر وإن لم يصبر فلن يكون إماماً (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ (24)السجدة فقد كان يعلم أن بن ملجم سيقتله ، وكان يتمثل بهذا البيت من الشعر : أُريد حياته ويريد قتلي عذيرك من خليلك من مراد .
فقيل لعلي عليه السلام : كأنّك قد عرفته و عرفت ما يريد بك ، أفلا تقتله ؟ فقال : كيف أقتل قاتلي ؟ أي كيف تتبدل ألأدوار وقد قال (ع) « و اللّه إنّ ذلك كائن ، ما كذبت و لا كُذبت »
وفي الليلة الموعودة التي وصفها له رسول الله (ص) خرج الى المسجد ولم يسمح للحسن (ع) أن يرافقه بعد ما شاهد على أبيه إمارات التهيؤ للموت ، كل ذلك لاجل أن يقول لربه : أني راضٍ بما قدرته لي وأنا ذاهب إليه برجلي لا خائفاً ولا وجلاً ؟؟؟!!!
فصبره إذاً وسكوته في قضية الزهراء (ع) هو من هذا الباب .
وثالثاً فإن القوم كانت لديهم خطة أفشلها ألامام (ع) ، وهي إستدراجه للمواجهة ليكون فريسة سهلة بأيديهم ، ورغم علمهم بقوته ، لكن طرق الغدر كثيرة ، وكل أهل البيت (ع) قتلوا غدرا ، وأعظم شيء يستفزوه به هو ألاعتداء على زوجته وهو الشهم الذي لا يمكن أن يسكت ، ولكنهم وبسبب توحيدهم الناقص ونفاقهم راهنوا على إستدراجه ففشلوا ، فما كان عليهم بعد اليأس من مجابهته لهم من خلال تهديدهم له بإحراق البيت إلا التقدم للخطوة المشؤمة وهي الدخول للدار؟؟؟!!!
1- وعن عبد الرحمن بن عوف قال : دخلت على أبي بكر أعوده في مرضه الذي توفي فيه فسلمت عليه وسألته : قال : ثلاث وددت أني لم أفعلهن....... فأما الثلاث التي وددت أني لم أفعلهن : فوددت أني لم أكن كشفت بيت فاطمة وتركته وأن أغلق علي الحربمجمع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمي و مروج الذهب ، نهج البلاغة لابن ابي الحديد وفيه : فجاء عمر في عصابة فيهم أسيد بن حضير و سلمة بن سلامة بن قريش و هما من بني عبد الأشهل فاقتحموا الدار فصاحت فاطمة و ناشدتهما الله فأخذوا سيفيهما( أي سيف علي والزبير ) فضربوا بهما الحجر حتى كسروهما فأخرجهما عمر يسوقهما حتى بايعا ثم قام أبو بكر فخطب الناس فاعتذر إليهم و قال إن بيعتي كانت فلتة وقى الله شرها. أُنظر الى التعابير : فاقتحموا ، فصاحت فاطمة ، كسرهم للسيوف والسوق للبيعة ؟؟؟!!!
هل هذه التعابير تدل على أنهم كانوا يصورون فلماً ؟ وكلهم حبايب ؟ وهل كانت مساحة بيت فاطمة 600 متر مربع مثلاً حتى تكون حركتهم وشجارهم بدون أضرار؟؟؟!!! ثم يتسائل ابن ابي الحديد على لسان ابي المعالي الجويني : إن كان ستر فاطمة(ع) قد هُتك حفاظا على الإسلام ، فستر عائشة قد هُتك يوم الجمل حفاظا على الإسلام أيضاً؟؟؟!!! و صار كشف بيت فاطمة و الدخول عليها منزلها و جمع حطب ببابها و تهددها بالتحريق حفاضا على الاسلام . يا للروعة ولقوة البصيرة ويا للانصاف ؟ فالفعل نفس الفعل ؟ وفاطمة معتدية كعائشة سواءٌ بسواء ؟؟؟!!! وكما يقال في المثل العراقي ( حب واحجي واكره واحجي ) وقد كان لكلا الفعلين أمرٌ من رسول الله (ص) بعد أمر الله سبحانه بالقرار في البيوت :
ألأول: فقال يا رسول الله أ فلا أضع سيفي على عاتقي فأبيد خضراءهم قال بل تصبر .
والامر الاخر :عن ام سلمة (رض) : و قال (ص) يا ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الأذنب تنبحها كلاب الحوأب فتكون ناكبة عن الصراط ثم ضرب على ظهرك و قال إياك أن تكونيها( تقصد عائشة ) شرح النهج لابن ابي الحديد وفيه أيضاً : فقالت عائشة : إني سمعت رسول الله ص يقول كأني بكلاب ماء يدعى الحوأب قد نبحت بعض نسائي ثم قال لي إياك يا حميراء أن تكونيها ؟؟؟!!!
2- بَعث إليهم أبو بكر عمرَ ابن الخطاب ليُخرِجهم من بيت فاطمة، وقال له: إِن أبوا فقاتِلْهم. فأقبل بقَبس من نار على أن يُضرم عليهم الدار، فلقيته فاطمةُ، فقالت: يا بن الخطاب، أجئت لتُحرق دارنا؟ قال: نعم، العقد الفريد وتاريخ ابي الفداء
3- وفي تاريخ اليعقوبي: وليتني لم أفتش بيت فاطمة بنت رسول الله وأدخله الرجال ولو كان أغلق على الحرب
وفي هذا يقول شاعر النيل حافظ إبراهيم وهو يفتخر بفعلة عمر :
وقولة لعلي قالها عمر * أكرم بسامعها أعظم بملقيها
حرقت دارك لا أبقي عليك بها * إن لم تبايع وبنت المصطفى فيها
ما كان غير أبي حفص يفوه بها * أمام فارس عدنان وحاميها ديوان حافظ ابراهيم ( يفتخر بذلك ؟؟؟!!! )
4- فأتى عمر أبا بكر، فقال له: ألا تأخذ هذا المتخلف عنك بالبيعة ؟ فقال أبو بكر لقنفد وهو مولى له: اذهب فادع لي عليا، قال فذهب إلى علي فقال له: ما حاجتك ؟ فقال يدعوك خليفة رسول الله، فقال علي: لسريع ما كذبتم على رسول الله. فرجع فأبلغ الرسالة، قال: فبكى أبو بكر طويلا. فقال عمر الثانية: لا تمهل هذا المتخلف عنك بالبيعة، فقال أبو بكر لقنفد: عد إليه، فقل له: خليفة رسول الله يدعوك لتبايع، فجاءه قنفد، فأدى ما أمر به، فرفع على صوته فقال سبحان الله ؟ لقد ادعى ما ليس له، فرجع قنفد، فأبلغ الرسالة، فبكى أبو بكر طويلا، ثم قام عمر، فمشى معه جماعة، حتى أتوا باب فاطمة، فدقوا الباب، فلما سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها: يا أبت يا رسول الله، ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة، فلما سمع القوم صوتها وبكاءها، انصرفوا باكين، وكادت قلوبهم تنصدع، وأكبادهم تنفطر، وبقى عمر ومعه قوم، فأخرجوا عليا، فمضوا به إلى أبي بكر، فقالوا له: بايع، فقال: إن أنا لم أفعل فمه ؟ قالوا: إذا والله الذي لا إله إلا هو نضرب عنقك، فقال: إذا تقتلون عبد الله وأخا رسوله، قال عمر: أما عبد الله فنعم، وأما أخو رسوله فلا، وأبو بكر ساكت لا يتكلم،الامامة والسياسة لابن قتيبة
5- وقد قال الباحث السلفي حسن فرحان المالكي في كتابه (قراءة في كتب العقائد ـ المذهب الحنبلي نموذجاً): 52 في الهامش: (كنت أظنّ المداهمة مكذوبة لا تصحّ حتي وجدت لها أسانيد قويّة منها ما أخرجه ابن أبي شيبة في المصنّف)
6- أحمد أمين المصري يقول في كتابه ظهر الإسلام: «كان للحكومات دخل كبير في نصرة مذهب أهل السنة، والحكومات عادة إذا كانت قوية وأيدت مذهبا من المذاهب تبعه الناس بالتقليد، وظل سندا إلى أن تداول الدولة»
7- و قال البراء بن عازب لم أزل لبني هاشم محبا فلما قبض رسول الله ص خفت أن تتمالأ قريش على إخراج هذا الأمر عنهم فأخذني ما يأخذ الوالهة العجول مع ما في نفسي من الحزن لوفاة رسول الله ص فكنت أتردد إلى بني هاشم و هم عند النبي ص في الحجرة و أتفقد وجوه قريش فإني كذلك إذ فقدت أبا بكر و عمر و إذا قائل يقول القوم في سقيفة بني ساعدة و إذا قائل آخر يقول قد بويع أبو بكر فلم ألبث و إذا أنا بأبي بكر قد أقبل و معه عمر و أبو عبيدة و جماعة من أصحاب السقيفة و هم محتجزون بالأزر الصنعانية لا يمرون بأحد إلا خبطوه و قدموه فمدوا يده فمسحوها على يد أبي بكر يبايعه شاء ذلك أو أبى ) شرح النهج لابن ابي الحديد وكتاب السقيفة لابي بكر الجواهري وتاريخ اليعقوبي
( الخبط بالسيف : الجلد بالسيف )
8- فارسل ابو بكر عمر بن الخطاب وقال له (ائتنى به باعنف العنف.. فجاء عمر وجرى بينه وبين الامام علي حديث) .أنساب ألاشراف للبلاذري

9- قال الباقلاني في كتاب التمهيد (قال الجمهور من أهل الإثبات وأصحاب الحديث:
لا ينخلع الإمام بفسقه وظلمه بغصب الأموال، وضرب الأبشار، وتناول النفوس المحرمة، وتضييع الحقوق، وتعطيل الحدود، ولا يجب الخروج عليه.؟؟؟!!!
(وهكذا غطوا بغطاء الشرعية كل أعمال الغالب، فكل ما يعمله الغالب مباح له، ويمكن للغالب أن يهدم الكعبة، ويمكن للغالب أن يستبيح المدينة المنورة نفسها، ويمكن للغالب أن يحتم أعناق الصحابة الكرام، ويمكن للغالب أن يحرق بيت فاطمة بنت محمد وأن يقتل ابناء محمد نفسه، وأن يقتل الحسين وأن يسم الحسن، وأن يبيد ذرية الرسول في كربلاء!!)
أكتفي بهذا القدر من المصادر فقد أتعبني إحصاءها ؟؟؟!!! وهذا يكشف لك أن ألأمر قد تم بالشكل الهمجي ألانتقامي المبيت والمبرمج مسبقاً وأن القوم كانوا ينتظرون بفارغ الصبر الفرصة للتنفيذ ولا يقف أمامهم لا دين ولا أخلاق ولا عروبة ؟؟؟!!!
فالمجموعة ألاولى قتلت النبي (ص) من أجل إعادة القيادة الى بني أُمية وروعت وقتلت بضعته الزهراء ،
والمجموعة الثانية أثارت الفتن والحروب وجن جنونها بسبب خلافة ألامام علي (ع) وقتلته وقتلت ألامام الحسن (ع)
والمجموعة الثالثة قتلت ألامام الحسين (ع) وأهل بيته وأصحابه وهدمت الكعبة المشرفة وأباحت المدينة المنورة ، ألا يعطي هذا التسلسل للاحداث أن ألأمر كله عبارة عن عملية إنتقام من محمد (ص) ؟؟؟!!! ولا يغرنك ألدعوى الفارغة بالدين ، وقد ذكر ابن ابي الحديد في شرح النهج : قال له قائل يا أمير المؤمنين أ رأيت لو كان رسول الله ص ترك ولدا ذكرا قد بلغ الحلم و آنس منه الرشد أ كانت العرب تسلم إليه أمرها قال لا بل كانت تقتله إن لم يفعل ما فعلت إن العرب كرهت أمر محمد ص و حسدته على ما آتاه الله من فضله و استطالت أيامه حتى قذفت زوجته و نفرت به ناقته مع عظيم إحسانه إليها و جسيم مننه عندها و أجمعت مذ كان حيا على صرف الأمر عن أهل بيته بعد موته و لو لا أن قريشا جعلت اسمه ذريعة إلى الرئاسة و سلما إلى العز و الإمرة لما عبدت الله بعد موته يوما واحدا ؟؟؟!!! ثم نسبت تلك الفتوح إلى آراء ولاتها و حسن تدبير الأمراء القائمين بها فتأكد عند الناس نباهة قوم و خمول آخرين فكنا نحن ممن خمل ذكره و خبت ناره و انقطع صوته وصيته حتى أكل الدهر علينا و شرب و مضت السنون و الأحقاب بما فيها و مات كثير ممن يعرف و نشأ كثير ممن لا يعرف و ما عسى أن يكون الولد لو كان ، إن رسول الله ص لم يقربني بما تعلمونه من القرب للنسب و اللحمة بل للجهاد و النصيحة أ فتراه لو كان له ولد هل كان يفعل ما فعلت و كذاك لم يكن يقرب ما قربت ثم لم يكن عند قريش و العرب سببا للحظوة و المنزلة بل للحرمان و الجفوة اللهم إنك تعلم أني لم أرد الإمرة و لا علو الملك و الرئاسة و إنما أردت القيام بحدودك و الأداء لشرعك و وضع الأمور في مواضعها و توفير الحقوق على أهلها و المضي على منهاج نبيك و إرشاد الضال إلى أنوار هدايتك شرح النهج لابن ابي الحديد
وإنا لله وإنا إليه راجعون


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عامر ناصر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/11/30



كتابة تعليق لموضوع : الهجوم على بيت فاطمة "إشكالية سكوت الامام علي (ع) وعدم مقاومته "
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net