صفحة الكاتب : حسن الهاشمي

احذر الخمر والمخدرات فإنها مفتاح كل شر
حسن الهاشمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 ان العقل فعلا جوهرة غالية ترتقي بالإنسان سلم المجد، وكل من غيبها ولم يستفد من عطائها الثر فهو مغبون لا محالة، تارة يكون الغبن بضعف الإرادة والكسل والإهمال وأخرى يكون بسبق الإصرار كشارب الخمر فهو يعلم إنه وبشربه يفقد تلك الجوهرة العظيمة وبالرغم من ذلك فإنه يقدم على عمله المنكر هذا! فحال شارب الخمر في التفريط بهذه النعمة أعظم من حال الإفراط نتيجة الغفلة والكسل، ومن هذا المنطلق نتبين إن الخمر الذي يزيل العقل هو من أقبح المنكرات، لأنه الإيغال في البهيمية والمفتاح إلى المنكرات والمسوغ للنفس بارتكاب الجريمة دون وازع من ضمير أو دين أو عقل أو تفكير، ولذا عد شارب الخمر من أكبر الكبائر، لأنه الدال والموصل إليها. 
ومن شرب الخمر بعدما حرمها الله تعالى في كتابه العزيز لما فيها من أضرار جسمية وروحية على الانسان، فإنه بذلك يُخرج نفسه من الجماعة المؤمنة بل من الجماعة العاقلة، وحري بالمؤمنين أن يفرضوا عليه حصارا لعله يثيب إلى رشده ويرجع إلى صوابه، ومن الأمور الضرورية التي ينبغي أن تفرض عليه في هذا المجال وبما يعادل ويوازن فعله القبيح، أنه لا يزوِج إذا خطب، ولا يشفَّع إذا شفع، ولا يصدق إذا حدّث، ولا يؤتمن على أمانة، لأن الزواج والشفاعة والصدق والأمانة إنما تكون متاحة للمؤمن الذي يؤمن شره ويعم خيره، أما شارب الخمر وبالعكس تماما من صفات الصادقين فإنه يمنع خيره ويعم شره، وإذا ما أعطي تلك الأمور المهمة فإنها المصائب تنزل ليس عليه فحسب بل تعم شرها المجتمع برمته، والحصار الاجتماعي ضد شارب الخمر ليس انتقاما منه وانما هو منفعة له وللمجتمع ريثما يتوب ويرجع إلى رشده وصوابه وعقله، لعله يكون قد هيأ نفسه لنزول تلك البركات عليه ولو بالتعاقب والأوليات.
نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية في 24 أكتوبر 2014م خبرا مفاده ان "إد ميشيل"  مذيع شهير كان متخصصا في قراءة النشرات الإخبارية واستطاع أن يجري مقابلات مع معظم زعماء العالم في قناة BBC  وقناة CNBC الذي فصل منها بسبب إدمانه  الخمور، منوهة الى ان مشواره المهني يزيد على (30)عاماً، وبمرتب وصل الى (100) ألف دولار شهرياً الا انه  كان شرهاً في احتساء الخمور حتى وصل به الحال الى احتساء  نصف زجاجة من الخمر قبل الذهاب الى العمل يومياً، وتابعت الصحيفة وبسبب تعاطي الخمور فإن المذيع الشهير وقارئ نشرات الأخبار السابق في قناة BBC "إد ميشيل" أدى إدمانه لشرب الخمور إلى خسارة مهنته وإعلان إفلاسه وتحوله إلى مشرد ومتسول.
ان أضرار الخمر وبيلة ومصائبها كثيرة وعواقبها أليمة فإنها لا زالت تفتك بالشباب وتجعلهم عرضة للانحراف والضياع، وإليك بعض الأضرار المادية والمعنوية التي تعصف بالمجتمع جراء تعاطي الخمر والمسكرات.
1ـ إنها مفتاح كلّ شر.
2ـ إن فيها اذهابا للعقل الذي هو أعظم نعمة أنعم الله تعالى بها على الانسان.
3ـ إن في شرب المسكر بأنواعه وتعاطي المخدرات سفكا للدماء وهتكا للأعراض وهدرا للأموال.
4ـ إن في شرب المسكرات ضياعا لشباب الأمة واهدارا لقوتها ومستقبلها.
5ـ تفتيت الأيدي العاملة وقدراتها مما يؤدي إلى تفكك المجتمع وانهيار اقتصاده.
6ـ للخمر أضرار صحية لا حصر لها منها: تشمع الكبد، مرض الايدز، أمراض الالتهاب الرئوي، سوء الهضم، الصرع، القلق، السهر والارتباك، الغم والهم، والكثير من الأمراض النفسية والعصبية والعضوية الأخرى.
7ـ يؤدي شرب الخمر إلى انهيار الأسرة وتفكيكها.
8ـ اضعاف الشباب عن تأدية واجبه في بناء الوطن والدفاع عنه وإلهائهم عن دورهم في الأمور الحياتية والوطنية.
9ـ يورث فساد العقل، وذهاب الحياء، والدَّاء الدفين.
10ـ اللّعن والحرمان من العلاقة والرَّوابط الاجتماعيّة.
إننا نسمع بقصص نحسبها من ضرب الخيال ولكنها في حياة شاربي الخمور والمخدرات واقع وحقائق يندى لها الجبين في عالم المخدرات، قصص ومآس وخلف الأبواب المغلقة مئات الأسرار والحكايات، هنا يضيع الشرف وتهرق الكرامة في مستنقعات العار، من ملفات المخدرات نقرأ الدموع والحسرات، فذاك دخل بيته سكرانا فوجد أمه قد انحنت على التنور تعد له الطعام فقام بقذفها في التنور حتى احترقت وتفحمت ولم يفق من سكرته إلا والأغلال في يديه والحديد قد أثقل قدميه وإذا به قد ارتكب أبشع جريمة ألا وهي قتل أمه لتكون ضحية من ضحايا الخمور والمخدرات.
وآخر أفاق من سكرته وقد طلق زوجته، وآخر أفاق من خمرته وإذا به يحاول انتهاك عرض ابنته، دخل أحد مروجي المخدرات على رجل من عملائه فطلب منه العميل حبوبا ولا مال لديه فرفض، وفي هذه الأثناء دخلت عليهما ابنته التي لم تتجاوز التاسعة من عمرها ومعها كوب من الشراب لتقدمه للضيف فنظر إليها وقال لأبيها هذه مقابل ما أعطيك وكان يريد فعل الفاحشة بها، فوافق الأب وأمسكها المجرم ليفعل بها فعلته فوقعت المصيبة وهتك العرض وماتت البنت من أثر تلك الجريمة المنكرة، ولعل قائل يقول: أليس هذا نوعا من المبالغة والتهويل هل بلغ الأمر إلى هذا الحد، وهل الخمور والمخدرات انتشرت هذا الانتشار المخيف، فأقول هذه السجون شاهدة بذلك، وهذه المصحات النفسية والعقلية والمستشفيات التي انتشرت هنا وهناك ما هي إلا نتيجة حتمية لانتشار الخمور والمخدرات وهي أكبر دليل على فشو المسكرات.
الجهل وانعدام الوعي وقلة الثقافة الدينية هي من أهم العوامل التي تؤدي إلى استفحال ظاهرة شرب الخمر وتناول المخدرات، وكما أن الأرض السبخة لا ينبت عليها سوى الشوك والحنظل والأدغال، فإن انعدام التربية الصالحة سوف يولد جيلا تكتنفه الكثير من عوامل الفساد والافساد، ومعاقرة الخمر ورواجها ما هي إلا نتيجة تلك البيئة السيئة التي مهدت لظهور تلك الآفات الضارة والفايروسات القاتلة في المجتمع، ولكي نحصن أنفسنا من التلوث بهذه الملوثات ينبغي علينا القضاء على الحواضن الممهدة لطلوع تلك الافرازات الخبيثة، والعمل على تنشئة الجيل الواعي ابتداء من البيت ومرورا بالمدرسة وانتهاء بالجوامع والكليات والمعاهد الدينية والعلمية وكافة الوسائل الاعلامية الهادفة.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسن الهاشمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/06



كتابة تعليق لموضوع : احذر الخمر والمخدرات فإنها مفتاح كل شر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net