صفحة الكاتب : مهند ال كزار

مهلة الـ 48 ساعة للرد أم للفشل؟
مهند ال كزار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
منذ بداية التدخل التركي في مدينة الموصل، والإرادات تتصارع، وتتقاطع في ما بينها، حول اذا ما كانت تركيا قد خرقت السيادة العراقية أم لا؟ وهذه القضية تذكرني بموضوعة الدجاجة والبيضة، وأيهما سبق الاخر الى الحياة، والتي لازالت لم تحل ولم يتفق عليها، ولا أعتقد اننا سنتفق على هذا الموضوع حتى بعد أنتهاءه.
 
 قبل أن نخوض في هذا الموضوع؛ علينا أن نتذكر قضيتين مهمتين؛
 
الاولى؛ أن تركيا تتوغل في عمق الاراضي العراقية منذ عام 1994، من أجل مطاردة حزب العمال الكردستاني، حيث كان أخرها عام 2008، بناءاً على قرار صوت عليه البرلمان التركي، بسبب وجود تهديد على الأمن التركي لم تستطع بغداد تعقبه وأيقافه.
 
الثاني؛ أن العراق فاقد تماماً لصنع القرار، بسبب كثرة وتعدد مراكزه،  وهذا السبب راجع لسيطرة الإرادات المتعددة على السلطات في الدولة، وهذه الإرادات لديها مدافعين وممثلين من شخوص وأحزاب ومنظمات .
 
عموما؛ لست هنا في باب التخفيف من أهمية الموضوع، بل على عكس ذلك تماماً، علينا أن نتيقن أن تركيا لم تتحرك من تلقاء نفسها، ولا أستبعد أنها جاءت مدعومة من الولايات المتحدة، وبعلم حلف الناتو، وهذا الامر راجع الى التغييرات الحاصلة في سوريا والشرق الأوسط، ولا ننسى الضغوط التي حصلت أبان تحرير مدينة تكريت، وما يحصل الان في الرمادي.
 
من باب العقلانية؛ علينا الا نصرف النظر عن حربنا ضد داعش، وأن نعطيها الأولوية القصوى، وأعتقد أننا نتفق جميعاً بعدم قدرتنا على فتح جبهة جديدة مع تركيا، وهي الجيش العاشر على مستوى العالم، وأن هذا الموضوع سوف يكلفنا ثمناً باهضاً.
 
في هذا الجانب؛ قد يسأل سائل ما هو الحل في ظل الظروف الراهنة؟
 
لنا في روسيا أسوة حسنة، لا أعتقد أن اختراق تركيا لحدودنا يتساوى مع ما قامت به عندما استقطت الطائرة الروسية، وبرغم ذلك هي لم تعطي مهلة الـ 48 ساعة! وهنا نتحدث عن روسيا العظمى صاحبة الإمكانيات العسكرية والاقتصادية الكبيرة، التي تستطيع الرد في غضون دقائق.
 
ما أريد توضيحه؛ هنا تتدخل الدبلوماسية الواقعية، ألتي بأمكانها القيام بعدة أمور منها ؛ 
 
أقناع روسيا بتقديم مشروع قرار لمجلس الأمن، ضد هذا التصرف، مما سيعطي رسالة بأننا سنتوجه اليها في حالة عدم ردع أردوغان وخروج قواته من الاراضي العراقية، وهذا ما لا تريده الولايات المتحدة وحلفائها، في ظل سيطرة روسيا على الأجواء في المنطقة.
 
الامر الاخر؛ بأمكان العراق اللجوء الى الامم المتحدة طبقاً للمادة الـ 10  من الميثاق، وكذلك اللجوء الى مجلس الأمن طبقاً للمادة الـ 24 من الميثاق، وتنبيهه الى أن هذا الامر هو أنتهاك للسلم والأمن الدوليين، وكذلك اللجوء الى منظمة التعاون الاسلامي، وجامعة الدول العربية، وأتخاذ أجراءات منها قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية، وأبعاد من يحمل الجنسية التركية عن الاراضي العراقية، وأيقاف جميع المشاريع التركية وغيرها.
 
من باب التذكير؛ هل أتخذنا أي من هذه الإجراءات قبل ألزام أنفسنا بمهلة الـ 48 ساعة لشن الحرب ؟ ألجواب أوضح من الشمس وسط قارعة الطريق.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهند ال كزار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/09



كتابة تعليق لموضوع : مهلة الـ 48 ساعة للرد أم للفشل؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net