صفحة الكاتب : عبد الكاظم حسن الجابري

داعش وليدة ذلك اليوم
عبد الكاظم حسن الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حياة مليئة بالإنحطاط والتخلف، الغلبة فيها للقوي، الذي يبطش بالآخرين، وقيم إجتماعية منحلة، تعبر عن تخلف وجهل كبير، كل هذه السمات كانت الصورة الأبرز، للحياة في جزيرة العرب كما تسمى. 
الرسالة الإسلامية، وقائدها العظيم محمد (صلوات ربي وسلامه عليه)، كانت الطفرة والنقلة الكبيرة، التي جاءت ثائرة على كل تلك القيم المتخلفة. 
تكذيب ومؤامرات، وعدوان ومكيدة، قام بها أسياد مكة، في سبيل محاربة هذا النبي الهمام، ورسالته الجديدة، كان أبو سفيان وأبو جهل وأبو لهب، عرّابي هذه المؤامرات، وصار بيت أبي سفيان مقرا ومرتعا لكل حثالات الظالمين والطغاة، يحوكوا ويرسموا الخطط لوئد الرسالة في مهدها.
 رغم كل هذه المؤامرات، وحياكة خيوطها بعناية، وبناء تحالفات مع رموز الكفر، والدعم والتمويل الكبير من ما يسمى بأسياد قريش، رغم هذا كله، إلا إن النبي الخاتم محمد صلوات ربي عليه، بلغ الرسالة، وبذل جهده ومجهوده، في سبيل إنتصار قيم السماء المُثلى، على قيم التخلف والظلم، التي كانت ممثلة بابي سفيان ورفاقه. 
إصرار المصطفى الخاتم صلوات ربي عليه، وهمته العالية في التبليغ، مسددا بتوفيقات الباري عز وجل، مكنته من بناء دولة، والإنتصار على ذوي الأحقاد والمطامع، فوضع في يثرب اللبنات الأساسية لهذه الدولة، والتي مكنته والمسلمين معه، من فتح مكة بذلك الفتح العظيم، الذي شهد القرآن الكريم. 
أمام هذا النصر العظيم، لم يكن لقادة الشرك والنفاق، إلا إعلان الإسلام ظاهرا، خشية من الدولة الإسلامية، هذا الإسلام الظاهري، جعل أولئك المنافقين أن يحيكوا المؤامرات، والدسائس لضرب الإسلام من داخله، في أقرب فرصة تسنح لهم. 
مؤامراتهم هذه؛ إستهدفت هرم الرسالة، من خلال محاولتهم الفتك بالنبي الخاتم وإغتياله، الأمر الذي نجحوا فيه في نهاية المطاف، ليقضوا على حياة ذاك النبي، الذي ضحى بالغالي والنفس، لأجل رفعة الناس وسعادتهم، فإغتالوه بسم ظل يسري في جسده الشريف. 
خلال مدة معاناة المصطفى صلوات ربي عليه من اثار السم، وفي أيامه الأخيرة، كان كل همه هو تثبيت دعائم الإسلام، من خلال تاكيده، على تسمية الوصي من بعده، والذي يحمل نفس صفات النبي صلوات ربي عليه. 
وفي لحظاته الاخيرة، وهو ينازع الموت، طلب ممن حوله، وفيهم الخليفة الإول والثاني، طلب قرطاس وقلم، ليكتب للمسلمين ما إن تمسكوا فيه لن يضلوا بعده، عندها قال عمر بن الخطاب، حسبنا كتاب الله، ورفض أن يكتب النبي ما يصلح حال الأمة بعده. 
من هذه النقطة! حدث الإنقلاب الذي كان يخطط له المنافقون، وأصبح الإسلام معسكرين، الإول هو المعسكر الأصيل، الذي إخذ بوصية النبي، بالتمسك بعترته، والمعسكر الآخر، هو معسكر الذين رفضوا أن يكتب النبي وصيته. 
إستحوذ المعسكر الثاني على مقدرات الأمة، ولكونه يمثل خط الإنحراف، فأخذ هذا المعسكر إسلوب التكفير والقتل والتهجير، للقضاء على أنصار معسكر الحق، وما داعش والتنظيمات التكفيرية، إلا إمتداد لذلك المعسكر، وهي وليدة يوم منع كتابة الوصية.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الكاظم حسن الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/11



كتابة تعليق لموضوع : داعش وليدة ذلك اليوم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net