صفحة الكاتب : معمر حبار

أمي.. عيد ميلادك
معمر حبار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في كل عام من ميلاد أمي رحمة الله عليها، يرافق الإبن أبناءه إلى محل بائع الهدايا، ليشتروا للجدة ما يناسبها من هدية ويليق بمقامها.
فيدخلون على الأم محملين بهدايا مختلفة، ومتمنين لها حياة سعيدة، فتغمرهم بدعائها ، وتتمنى لهم ماتتمناه الأم لفلذة كبدها.
وفي جلسة عائلية صغيرة، يجتمع الإبن وأبنائه وأم الأولاد بالأم، يتقاسمون فيما بينهم فنجان قهوة، وقطعة من الحلوى تصنع في البيت حينا، وتشترى حينا آخر. ويتنافس الأبناء فيما بينهم، أيهم يكون الأسرع في إلتقاط صورة برفقة الأم، وينال رضاها.
وحين كان الإبن يعطي أبناءه النقود ليشتروا لأمهم هدية مناسبة، إنما كان يرمي إلى فضل التقرب إلى الأم بهدية بسيطة جدا، واغتنام المناسبات وما أكثرها، للتقرب للأم بما استطاع.
وقد تعوّد الإبن أن يمنح أبناءه نقودا ليتصدقوا بها على الفقراء، ويمنحهم نقودا ويقدموها بدورهم لأهل المسجد، أثناء ليلة النصف من رمضان، وليلة 27 من رمضان حين يتم ختم القرآن الكريم، ويوم عيد الفطر وعيد الأضحى، وأيام الجمعة، حين تتم عملية جمع التبرعات. وبهذا يتربى الإبن على البذل والعطاء، ويتعود على أن يكون صاحب اليد العليا، والسباقة لفعل الخير.
وبالإضافة إلى فكرة العطاء والبذل، كان الإبن يرمي بتقديمه النقود لأبنائه ليشتروا هدايا لأمهم، غرس حب الوالدين، والتودد إليهما، وطاعتهما، وطلب العفو والمغفرة، وأن الرقي والعلو، يكون تحت أقدام الأمهات.
يتذكر الإبن، أنه كتب مقالا في ذات الشأن، يتحدث فيه بإعجاب شديد، عن أن دخول الجنة لا يتطلب أكثر من شراء قارورة عطر، أو قطعة صابون ذا رائحة عطرة، أو جوارب تحميها من البرد، أو هدية أخرى تقدم للأم بمناسبة أو غير مناسبة. فالجنة لا تحتاج أكثر من 500 دج تقدم  من الإبن للأبناء، ليقدموها بدورهم للأم كهدية تدخل عليها الفرح والسرور.
سبل التقرب إلى الأم عديدة كثيرة، يغتنمها المرء في حياتها بما استطاع، وإن غابت عن الأعين، فتبقى السبل على حالها، وعلى الإبن أن يحييها بما استطاع، وينقلها لأبنائه بما يؤمن ويعرف، فطاعة الأم تمتد إلى الحفيد عبر الإبن.
إليك أمي.. هذه الأسطر هدية من ابنك، بمناسبة يوم ميلادك، راجيا أن تصلك على طبق من ذهب.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


معمر حبار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/12



كتابة تعليق لموضوع : أمي.. عيد ميلادك
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net