صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

حقوق الخرفان
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يحتفل العالم زورا وبهتانا من خلال إستذكار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في العام 1948 والذي دعا الى تأمين تلك الحقوق في العالم بأسره.
67 عاما مرت على ذلك الإعلان الذي كان الدافع للمهتمين به ماجرى على البشرية من ويلات جسيمة أدت الى مقتل عشرات الملايين من البشر وتدمير المدن وحرق البيوت والمزارع وهتك الإنسانية في المعمورة دون رحمة، أو تردد ووصل الأمر بالولايات المتحدة الى أن تقوم بإلقاء القنابل النووية على رؤوس المواطنين العاديين في مدن هيروشيما ونازاغاكي اليابانيتين اللتين تعانيان حتى اللحظة من آثار مروعة للقصف الذي مورس ضدهما.
وطوال عقود تلت ذلك الإعلان فإن العالم مر بحروب وكوارث بيئية وطبيعية مروعة، وصار الإعتداء على الطبيعة أمرا عاديا مع التطور التقني والعمراني وسعة وإمتداد الحضارة حيث جرى جرف ملايين الهكتارات من الأراضي وحرق الغابات في بلدان عديدة ولوثت مياه البحار والأنهار وجفت بحار وآبار وبحيرات وقلت نسبة الأمطار مع إزدياد مساحات التصحر، صاحبها جفاف غير مسبوق وهلاك لأنواع من الحيوانات التي إنقرضت نهائيا، بينما زادت المصانع والمعامل من نسبة إنبعاثات الغاز، وإرتفعت تبعا لذلك حرارة الأرض، وأخذت الجبال الجليدية بالذوبان، وإرتفعت الأصوات المحذرة من كوارث طبيعية قادمة تتمثل بفقدان شبه كامل لمساحات كبيرة من الأراضي، وتلوث بيئي خطير، وظهور أنواع من الأمراض لم يكن متوقعا بهذه النسبة، خاصة مع الإستخدام المفرط للأسلحة المحرمة والمواد الكيمياوية القاتلة.
في المقابل فإن الإنشغال بهذه المشاكل العالقة والمتصاعدة لم يترك مساحة للإهتمام بالقضايا اليومية التي تستمر من خلالها حياة الناس وتتواصل طموحاتهم وهم عرضة للحروب والموت والجوع والعطش والمرض والسياسات الخاطئة وكميات كبيرة من النفايات التي لايتم معالجتها بطريقة علمية وتسبب الأمراض والأوبئة، وفي العراق يفتقد المواطن العادي الى الخدمات الطبيعية، ولايحصل على حقه في التعليم والتربية والإتصالات والرياضة وخدمات الماء والكهرباء والبيئة النظيفة والصحة والعمل، والطرق والجسور وحرية المعتقد وإمكانية التعبير عن الذات والمشاركة الحقيقية.
لاتتوفر كل تلك الحقوق للأسف ويعاني الناس من أزمات متصاعدة ومشاكل وسياسات خاطئة وفساد مستشري لايمكن تجاهل مايسببه من مشاكل وضعف وإنهيار للبنية الأساسية للحياة.
ورب قائل يقول، عن أي حقوق تتحدثون، وإنكم جميعا قريبا لهالكون؟ وربما كان الإهتمام بحقوق الخرفان أجدى فنحن متنازلون عن حقوقنا.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/14



كتابة تعليق لموضوع : حقوق الخرفان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net