صفحة الكاتب : سيد صباح بهباني

"الخشية من عذاب الله شيمة المتّقين"
سيد صباح بهباني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


 

بسم الله الرحمن الرحيم

?وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ?الأنعام/32.
?وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِندَ الله خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ?القصص/60.
?ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ * وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ * وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُون?الصافات/136 ـ 138.
?وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ?البقرة /170.
 ?إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ?الأنفال/22.
?وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ?لقمان/25.
?وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللهِ...?7الأنعام/116.
ويقول تعالى مؤكد : "أكثر الناس لا يعقلون وأكثرهم لا يشعرون".
?إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا?النساء/10  (احذروا من الله ما حذّركم من نفسه، واخشوه خشيةً يظهر أثرها عليكم) السجدة/16.
(تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ) الآية 16 (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ )الزمر/9.
 (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا ) الأحزاب/33 بعد أن أشار الإمام علي عليه السلام لدور العقل ومركزيته لسائر الفضائل ولتحقيق المعنى  وقال : احذروا  من الله ما حذّركم من نفسه، واخشوه خشيةً يظهر أثرها عليكم

الأكمل للعبودية لله تعالى، شرع الإمام علي عليه السلام في الحديث عن التخويف الإلهيّ للإنسان الذي ينحرف عن الصراط المستقيم وشرع الله الحنيف، فاستشهد بالعديد من الآيات الشريفة الدالة على لزوم الخوف من الله تعالى، وأنّ على العاقل أن يحذر ويخاف ممّا أعد الله تعالى للمخالفين لحكمه وأمره، وختمت الفقرة باستشهاد الإمام بآيات الكتاب على ذمّ الكثرة وصفاتهم التي وردت في القرآن.
وسنتحدث في هذا الدرس عن هذين الأمرين بالتفصيل إن شاء الله تعالى .

الخوف ومدح الخائفين والجلباب هو ما يتجلبب به الجسد:

كلمتان وصف أمير المؤمنين عليه السلام بهما الخوف، ومدح الخائفين، والجلباب هو ما يُلبس ويلازم الجسد، وكذلك الخوف من الله تعالى فإنّه لا بدّ أن يلازم المرء في كل تصرفاته، وأما توصيف الإمام بأنه جلباب العارفين فهذا غاية المدح لمن كان الخوف من الله تعالى منطلقاً له قبل أن يقوم بأيّ حركة وسكنة، فبالخوف من الله تتحقق التقوى، فعن الإمام علي عليه السلام : "الخشية من عذاب الله شيمة المتّقين"

والملاحظ أنّ العديد من الروايات شبّهت الخوف بالدثار وما يغطي المرء، وكأنّ الخوف ساتر له عن سائر ما يؤذيه، فالذنوب والمعاصي في حقيقتها ضرر للإنسان وإن لم يكن الإنسان ملتفتاً لذلك، ومستغرقاً في اللذة الظاهرية للذنب التي تعقب من ورائها عذاباً أبدياً وندماً وحسرةً، فقول الله تعالى : ?إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا?النساء، يدلّ على أنّها نارٌ حقيقية، لكن المرء لاستغراقه في لذّة الدنيا وغفلته التامّة عن الله تعالى لا يشعر بهذه النار، عن الإمام زين العابدين عليه السلام : "ابن آدم، لا تزال بخير...

فماذا حذرنا الله تعالى من نفسه؟ لو طالعنا كلام الله تعالى لطالعتنا الكثير من الآيات التي يصف الله تعالى فيها نفسه تارة بأنّه شديد العقاب، وأخرى بأنّه ذو العذاب الشديد، ويكفي لو نظرنا لما في أهوال يوم القيامة ودقيق الحساب وعظيم الهول المحيط بها إذ يخلق فينا خوفاً منه. ومن الأمور التي تُخشى من الله تعالى عدله، فلو عاملنا الله بعدله وبما نستحق على تقصيرنا وما اقترفناه من آثام لما ذقنا طعم الجنّة أبداً .

وفي حديث آخر عن الإمام الصادق عليه السلام: "خف الله كأنّك تراه، فإن كنت لا تراه فإنّه يراك، فإن كنت ترى أنّه لا يراك فقد كفرت، وإن كنت تعلم أنه يراك ثم استترت عن المخلوقين بالمعاصي وبرزت له بها فقد جعلته في حدّ أهون الناظرين إليك"

فالاعتقاد بأنّ الله تعالى يرانا في كلّ أعمالنا، وينظر إلينا واليقين بذلك يخلقان ويجيبنا أمير المؤمنين عليه السلام على على الآية 16من سورة السجدة وان الله سبحانه وتعالى حذرنا في مواقف كثيرو في القرآن من الآيات الكريمة التي ذكرتها والتي لم أذكرها والقرآن هو بحر  لمعنى آيات الله ويقول تعالى :
(تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ) الآية 16

وفي الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام : ينبغي للمؤمن أن يخاف الله خوفاً كأنه يشرف على النار، ويرجوه رجاءً كأنه من أهل الجنة ، وكان تفسير الآية :
(أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ )الزمر/9.

وعنه عليه السلام : "كان أبي عليه السلام يقول: إنه ليس من عبد مؤمن إلا وفي قلبه نوران: نور خيفة ونور رجاء، لو وزن هذا لم يزد على هذا، ولو وزن هذا لم يزد على هذا" نقل عن كتاب ميزان الحكمة

وأن طريق الخوف هو الموحش لأكثر الناس لأنه الطريق الموصل لله تعالى طريقٌ قلَّ السالكون فيه ، ولذا كانت وصية أهل البيت عليهم السلام أن لا نستوحش من سلوكه، فعن أمير المؤمنين عليه السلام:"أيها الناس لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلة أهله" نهج البلاغة ج2ص181.
فإذا كانت طريق الحق موحشة وكان أهل الحق قلة، فهل الكثرة هم في طريق الخطأ ؟ هذا ما نبهتنا إليه الوصيّة المباركة في آخرها، إذ إن الإمام عليه السلام نبه هشام رحمه الله إلى أن الكثرة مذمومة في الكتاب العزيز واستشهد على ذلك بالآيتين المباركتين :
?وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللهِ...?الأنعام/116.
?وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلِ الْحَمْد لله بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُون? لقمان /25.
بينما نرى أن الله تعالى مدح القلة في القرآن فقال: ?وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُور?سبا/13.
وفقنا الله تعالى للسير قدماً في الصراط السوي، فنتبع هديه ولا نتبع السبل فتفرّق بنا عن رضاه، وجعلنا ممن يخافه حق الخوف ويعمل لنيل الكرامة لديه إنه سميع مجيب . وأن الزهراء عليها السلام كانت تلميذة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وتلميذ الإمام علي عليهم جميعاً سلام الله وتذكر بصدق وأخلاص عن حادث حديث الكساء وليكن الذي يقرأ هذا الدعاء متوسل بالله وبرسوله وأن رسول الله صلى عليه وآله وعلى أصحابه قد قطع وعد وقال : والذي بعثني بالحق نبيا ، واصطفاني بالرسالة نجيا ، ما ذكر خبرنا هذا في محفل من محافل أهل الأرض ، وفيه جمع من شيعتنا ومحبينا ، إلا ونزلت عليهم الرحمة وحفت بهم الملائكة، واستغفرت لهم إلى أن يتفرقوا . يعني أن وعد رسول الله كان وعده مقبول عندنا وأن عنده صدق الوعد والحديث كما قال الصحابي الجليل وفي الصحيحين { عن أبي ذر قال : قلت : يا رسول الله أي الأعمال أفضل ؟ قال : الإيمان بالله والجهاد في سبيله قال : قلت : أي الرقاب أفضل ؟ قال : أنفسها عند أهلها وأكثرها ثمنا قال : قلت : فإن لم أفعل قال : تعين صانعا أو تصنع لأخرق قال : قلت : يا رسول الله أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل ؟ قال : تكف شرك عن الناس فإنها صدقة منك على نفسك}. وأضع بين يديكم دعاء حديث الكساء وأرجوزة للمرحوم العلامة السيد محمد بن السيد معز الدين محمد المهدي الحسيني القزويني الحلي المتوفي سنة 1335هجري أرجوزة في حديث الكساء.أدناه  ونقلاً عن كتاب عوالم العلوم للشيخ عبد الله بن نور الله البحراني بسند صحيح عن جابر بن عبد الله الأنصاري:

 (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا ) الأحزاب/33.

عن فاطمة الزهراء عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قالت :

دخل علي أبي رسول الله في بعض الأيام فقال : السلام عليك يا فاطمة فقلت عليك السلام ، قال إني أجد في بدني ضعفا ، فقلت له أعيذك :
بالله يا أبتاه من الضعف ، فقال: يا فاطمة ايتيني بالكساء اليماني ، فغطيني به ، فأتيته بالكساء اليماني ، فغطيته به ، وصرت أنظر إليه ، وإذا وجهه يتلألأ كأنه البدر في ليلة تمامه وكماله ، فما كانت إلا ساعة ، وإذا بولدي الحسن قد أقبل ، وقال: السلام عليك يا أماه فقلت: وعليك السـلام يا قرة عيني ، وثمرة فؤادي ، فقال : يا أماه إني أشم عنـدك رائحة طيبة ، كأنها رائحة جدي رسول الله ( صلى الله علية وآله وسلم ) فقلت نعم إن جدك تحت الكساء، فاقبل الحسن نحو الكساء ، وقال :
السلام عليك يا جداه ، يا رسول الله ، أتأذن لي أن أدخل معك تحت الكساء ؟ فقال
: وعليك السلام يا ولدي ، ويا صاحب حوضـي ، قد أذنت لك فدخل معه تحت الكساء ، فما كانت إلا ساعة ، وإذا بولدي الحسين ( عليه السلام ) ، قد أقبل وقال :
 السلام عليك يا أماه ، فقلت وعليك السلام يا ولدي ، ويا قرة عيني ، وثمـرة فؤادي فقال لي : يا أماه ، إني أشم عندك رائحة طيبة:أنها رائحة جدي رسول الله ، فقلت : نعم إن جدك وأخاك تحت الكساء ، فدنى الحسين ( عليه السلام ) نحو الكساء ، وقال : السـلام عليك يا جداه السلام عليك يا من أختاره الله ، أتأذن لي أن أكون معكما تحت الكساء ؟ فقال : وعليك السلام يا ولدي ، ويا شافع أمتي ، قد أذنت لك ، فدخل معهما تحت الكساء ، فأقبل عند ذلك أبو الحسن علي بن أبي طالب ، وقال : السلام عليك يا بنت رسول الله ، فقلت : وعليك السلام يا أبا الحسن ويا أمير المؤمنين ، فقال : يا فاطمة إني أشم عندك رائحة طيبة ، كأنها رائحة أخي ، وابن عمي رسول الله ، فقلت نعم ها هو مع ولديك تحت الكساء ، فأقبل علي نحو الكساء ، وقال : السلام عليك يا رسول الله ، أتأذن لي أن أكون معكم تحت الكساء ؟ قال له : وعليك السلام يا أخي ، ويا وصيي ، وخليفتي ، وصاحب لوائي ، قد أذنت لك ، فدخل علي تحـت الكساء ، ثم أتيت نحو الكساء ، وقلت السلام عليك يا أبتاه ، يا رسول الله ، أتأذن لي أن أكون معكم تحت الكساء ؟ قال :
 وعليك السلام يا بنتي ، ويا بضعتي ، قد أذنت لك ، فدخلت تحت الكساء فلما أكتملنا جميعا تحت الكساء ،  أخذ أبي رسول الله بطرفي الكساء ،  وأومأ بيده اليمنى إلى السماء وقال اللهم إن هؤلاء أهل بيتي وخاصتي ، وحامتي ، لحمهم لحمي ، ودمهم دمي،يؤلمني ما يؤلمهم ويحزنني ما يحزنهم ، أنا حرب لمن حاربهم ، وسلم لمن سالمهم ، وعدو لمن عاداهم ، ومحب لمن أحبهم ، إنهم مني وأنا منهم ، فاجعل صلواتك وبركاتك،ورحمتك وغفرانك ورضوانك علي وعليهـم واذهـب عنهم الرجس ، وطهرهم تطهيـرا ، فقال الله عز وجل : يا ملائكتـي ويا سـكان سماواتي ، إني ما خلقت سماء مبنية ، ولا أرضا مدحية ، ولا قمرا منيرا ، ولا شمسا مضيئة ولا فلكا يـدور ، ولا بحرا يجري ، ولا فلكا يسـري إلا في محبة هؤلاء الخمسة ، الذين هم تحـت الكساء ، فقال الأمين جبرائيل :
 يا رب ومن تحت الكساء ؟ فقال عز وجل : هم أهل بيت النبوة ومعـدن الرسالـة ، هم فاطمة و أبوها ، وبعلهـا وبنـوها ، فقال جبرائيـل : يا رب أتـأذن لـي أن أهـبط إلى الأرض ، لأكون معهم سادسـا ؟ فقال الله : نعم ، قد أذنت لك ، فهبط الأمين جبرائيـل وقال : السلام عليك يا رسول الله ، العلي الأعلى يقرئك السلام ويخصك بالتحية والإكرام ويقول لك : وعظمتي وجلالي ، إني ما خلقت سمـاء مبنية ، ولا أرضا مدحيـة ، ولا قمرا منيرا ، ولا شمسا مضيئة ، ولا فلكا يدور ، ولا بحرا يجري ، ولا فلكا يسري ، إلا لأجلكم و محبتكم وقد أذن لي أن أدخل معكم ، فهل تأذن لي يا رسول الله ؟ فقال رسول الله : وعليك السلام ، يا أمين وحي الله ، انه نعم قد أذنت لك ، فدخل جبرائيـل معنا تحت الكسـاء ، فقال لأبـي أن الله قد أوحى إليكم ، يقول : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ، ويطهركم تطهيرا ، فقال علي لأبي يا رسول الله ، أخبرني ما لجلوسنا هذا تحت الكساء من الفضل عند الله فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : والذي بعثني بالحق نبيا ، واصطفاني بالرسالة نجيا ، ما ذكر خبرنا هذا في محفل من محافل أهل الأرض ، وفيه جمع من شيعتنا ومحبينا ، إلا ونزلت  عليهم الرحمة وحفت بهم الملائكة، واستغفرت لهم إلى أن يتفرقوا ، فقال علي ( عليه السلام ) : إذا والله فزنا وفاز شيعتنا ، ورب الكعبة ، فقال أبي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يا علي و الذي بعثني بالحق نبيا ، واصطفاني بالرسالة  نجيا ما ذكر خبرنا هذا في محفل من محافل أهل الأرض وفيه جمع من شيعتنا ومحبينا ، وفيهم مهموم إلا وفرج الله همه ، ولا مغموم إلا وكشف الله غمه ولا طالب حاجة إلا وقضى الله حاجته ، فقال علي (عليه السلام ) : إذا والله فزنا وسعدنا ، وكذلك شيعتنا فازوا وسعدوا في الدنيا والآخرة ، ورب الكعبة .

وقال المرحوم العلامة السيد محمد بن السيد معز الدين محمد المهدي الحسيني القزويني الحلي المتوفي سنة 1335هجري أرجوزة في حديث الكساء :
روت لنـا فـاطمة خــير الــنساء* حديث أهل الفضل أصحاب الكساء تــقـول أن ســـيـــــد الأنـــــام *قـد جـاءنــي يــومــا مــن الأيــام فـقال لـي إني أرى في بدنـــــــي *ضعفا أراه اليوم قــــد انحلـــــنــي قومي علي بالكسا اليمانـــــــي و فيــــه غـطــيـــني بـــلا توانـــي فـقـمت نحوه و قــد لبيــتـــــه مســـرعة و بالكســــا غــــطيــــته وصـرت أرنــو وجــهـه كالبـدر فـــي أربـــع بـعـد ليال عــــشــــــر فما مضى إلا الـيسيـر من زمـن حتــــــــى أتى أبو محمد الحـــســن فـقـال يـا أمـــاه إنــي أجـــــــــد رائــــــــحـة طـيــبة اعــــــتـقـــــد بــأنــهـا رائــحـة النــبـــــــــــــي أخ الوصـــــي الـمرتضى عـــــلـــي قلت نعم هاهو ذا تحت الكــسـا مـدثـــــر بـــه تـغطـــى و اكتســى فـجـاء نحــوه ابــنـه مـســلــمـــا مسـتأذنا فـقـال ادخــــــل كرمـــا فمـــا مــضـى إلا القــلـيـــــل إلا جاء الـحســـين السبط مستقـــــلا فقــــــال يـا أم أشـــــــــم عندك رائحة كأنـها الــمســـك الـــذكــــي وحق من أولاك منه الشــــــرفا أظــنـهــا ريـح النبي الـمصطفـــى قالـت نـعـم تحت الــكـــساء هذا بــجنــبـــــه أخـــــــوك فـــيـه لاذا فاقـبــــل السبـط له مـسـتـأذنا مسلما قــال لــه ادخــــل مـــعنــــا فما مـضـى مــن ســاعة إلا وقد جاء أبــــوهـمـا الغـضـنفر الأســــد أبـو الأئـمـة الــهـداة النـجــبـــــا الـــــمرتضى رابع أصحاب العبــــا فـقـال يــا سيــدة النـــــســـــــاء و من بـها زوجـــــــت في السمــــاء إنــي أشــم فـي حمـــاك رائحة كأنــــــها الورد النــدي فــائحــــــة يحكي شـذاها عرف سيد البشر و خير من طاف و لـبى و اعتمــــر قلت لـه تــحت الــكـساء التــحفا و ضــم شـبليك و فـــيه اكتنـفــــا فجـاء يـسـتـأذن مـنهـــم ســائلا من الدخول قال ادخل عــاجــــلا قالـت فجـئـت نحــوهم مـسـلمة قـــال ادخلي محبــوة مكـرمـــــــة فعنـدما بـهم أضــاء الـموضــــع و كـلـهم تـحت الـكسا اجتــمعـــــوا نادى إلـــــه الخلق جــل و عــلا يُـسِـمـع أملاك السـماوات العــــــلا اقـســم بالعــــزة و الــــجـــــلال و بـارتفاعي فــوق كل عــالـــــــي ما من سـمـــــا رفــعـتها مبنية و لـيس ارض في الثرى مــدحــيـة و لا خــــلـقــت قـمرا مــنيـرا كــلا و لا شــمـس أضــاءت نـــــورا إلا لأجل من هم تـــــحت الكسا من لـم يكــن أمرهـــم مــلتبــســـا قال الأمـيــن قلت يا رب و من تحت الــكـسا تجـمـعـهـم لنـا أبـــــن فــقال لي هم معــــدن الرسالة و مـهبــط التنزيــل و الـجلالـــــــة و قــــال هـم فـاطـــمة وبعــلها و الـمـصـطـفى و الـحسنان نسلهــــا فـقال يا ربــاه هــــل تــأذن لـي أن اهــبط الأرض لــذاك الـمــنــزل قــال نـعـم فـجــئتـهـم مـــسلمـــا مســتأذنا اتـــــل عـليــهم إنــمــــــا  (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا )الأحزاب.
يــقـــول إن الـلــــه خـصـــكم بها مـعـجــزة لــمـن غـــدا مــنـتـبها أقرأكـــــم رب الـــــعلا ســــلامه و خصـكــــــم بغــــايـــة الكرامة و هـــو يـــــقول معـــلنا و مفهما أملاكه الــغــــر بمـــا تقدمـــــــــا قــــال عـلــــي قـلت يـــا حبيبي ما لاجــــتماعـــنا مــن النصـيب قــــال النبي و الذي اصــطفـاني و خصني بالوحــــي و اجــتباني ما إن جــرى ذكــر لــهـذا الخــبر في محفل الأشياع خــــير مــــعشر إلا و انـــــزل الإلـــــه الـــرحمـــة و فيهم حــــفــــت جنود جــــمة كــــــلا و لـــيس فيــهم مـغـمـوم إلا و عـــنهم كشـــف الــــهـــــموم كــــــلا و لا طـالب حاجة يـــرى قضــــائها عـــليه قــــد تــــعسرا قــــــال عـلـي نـحن و الاطـيـــاب أشياعـــنا الذين قدما طــــــابوا فـزنا بـمـا نـلـنـا و رب الــكعـــبة فليشكـــــــــــرن كل فــرد ربـــــــه تــصــيـح يــا فــضــة اسـنـديني فقـد و ربي قـتـلـوا جـنـينـــــــــي فأسقطت بنت النبي واحـــــزنا جنينها ذاك الـمسمى مــحـسنــــــا و لم يرعـــــــها كـلمــا فـــعــــلوا لكنها قـــد خــرجــت تـولـــــــــول فانبعثت تصيـــــح بيـــن الناس خــلـوه أو لاكـــــــشفــــن راســــــي ولو شـــــــاء فــــــــــرق الجموعا وترك الـعـــــــاصي له مــــطيعـــا .
وفقنا الله تعالى للسير قدماً في الصراط السوي، فنتبع هديه ولا نتبع السبل فتفرّق بنا عن رضاه، وجعلنا ممن يخافه حق الخوف ويعمل لنيل الكرامة لديه إنه سميع مجيب . ويداً بيد للتعاون والتآخي لنصرة الحق والسير قدماً لحياة أفضل وآخرة أفضل وأتقى والمرجو أن تهدوا ثواب سورة المباركة على روح من مات على الإيمان تسبقها الصلواة على محمد وآله وتحية وسلام مني لأصحابه التابعين والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.
المحب المربي
behbahani@t-online.de


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيد صباح بهباني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/06/27



كتابة تعليق لموضوع : "الخشية من عذاب الله شيمة المتّقين"
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net