صفحة الكاتب : جسام محمد السعيدي

المرجعية الدينية العليا تدعو النائمين والمنومين للنهوض .. وتؤكد على عدم وجود دولة في العالم تبحث عن مصلحة العراق فالكل يريد مصلحته التي قد تضرنا
جسام محمد السعيدي

مرة أخرى تثبت لنا المرجعية الدينية العليا حرصها الشديد على العراق، ومصالح شعبه المنكوب بأعداء الداخل من العملاء والجهلة، وأعداء الخارج من الصهيونية وامريكا وباقي دول الاستكبار العالمي وأذنابهم تركيا وداعش والسعودية.

ولكنها هذه المرة تحذرنا من كل اخوة يوسف حتى من يدعي مصلحته!!!

اولئك الذين يكذبون على أبيهم دوما ويدعون مصلحة فلذة كبده!!

هم يريدون رعاية يوسف والدفاع عنه وحمايته من الذئاب، واطعامه حين يجوع!!! أو ربما تقديمه طعاماً!! من يدري؟!

عراقنا.. يوسف الزمان المبتلى بإخوته الأشرار ..

مشهد يتكرر مذ وجد هذا الجمال..

بلد الوجود الانساني والحضاري الأول، بلد معظم الأنبياء والأوصياء والأولياء والكثير من علماء الدنيا والدين.

أصل شجرة النبي وأهل بيته صلوات الله عليهم، حين زرعها ابن العراق .. سيدنا إبراهيم عليه السلام..

بلد خاتم الأوصياء محمد المهدي عجل الله فرجه .. أرض عاصمة دولته العالمية.. ومسكنه...

مركز نيابته الكبرى في النجف الأشرف..

أرض أمير المؤمنين وسيد الشهداء وحامل لوائهابي الفضل العباس والكاظم والجواد والهادي والعسكري ومسكن باقي اهل بيت العصمة ردحا من الزمن، و٩٠٠ من أولادهم وذراريهم وصحابتهم وعشرات الآلاف من الأنبياء السابقين - عليهم جميعاً صلوات الله -الذين ولد اغلبهم ونشأ ومعاش ومات فيه ..

ثروة زراعية ونفطية وقبلها بشرية صنعت أولى الحضارات وما زالت تملأ الدنيا بانجازات أبنائها المشردين في اصقاع الأرض.. تسيل لعاب الجبارين!!

أبعد كل هذا الجمال ننتظر من اخوتنا ترك الحسد والغل على يوسفنا؟!

ما الذي كنا سنفعله لولا لطف الله بنا؟!

ملأ الله أرضنا بتلك الكنوز الروحية التي ربّت أغلب شعبنا، وهيأته بما لم يُهيأ شعب مثله لنصرة وليه، ونشر رسالته، وخدمة زائري أهل بيت نبيه وحبيبه..

ما الذي سنفعله لو لم يرزقنا الله قيادة دينية تقود سفينتنا وسط بحر اولئك الأعداء والحاسدين من الاخوة؟!

لنطالع بقلب واعٍ ما قالته المرجعية الدينية العليا يوم الجمعة (6ربيع الأوّل 1437هـ) الموافق لـ(18كانون الأوّل 2015م) على لسان ممثلها العلامة الشيخ عبد المهدي الكربلائيّ ما نصه، ولنحللبعد ذلك ونقرأ معانيه بلا تعصبٍ وآراء مسبقة:

"في الوقت الذي تشهد فيه ساحاتُ القتال انتصارات متتالية للقوّات المسلّحة ومن يساندهم من المتطوّعين ومقاتلي العشائر العراقية الأصيلة وكان آخرها ما قام به المقاتلون الأبطال من تحرير معظم مدينة الرمادي -مركز محافظة الأنبار- فإنّ مختلف القوى والأطراف العراقية التي يهمّها مستقبل هذا البلد وتخليصه من أزماته الراهنة وتسعى الى توفير العيش الكريم لجميع مواطنيه في أمنٍ وسلام مع الحفاظ على وحدة أراضيه مدعوّةٌ الى أن تكثّف جهودها وتزيد من مساعيها للتوافق على خطّة وطنية متكاملة تُفضي الى تحرير الأجزاء المتبقّية التي لا تزال ترزح تحت سلطة عصابات داعش الإرهابية، بعيداً عن بعض المخطّطات المحلّية أو الإقليمية أو الدولية التي تستهدف في النهاية تقسيم البلد وتحويله الى دويلاتٍ متناحرة لا ينتهي الصراع بينها الى أمدٍ بعيد، إنّ خلاص العراق وتجاوزه لأوضاعه الصعبة الراهنة لا يكون إلّا على أيدي العراقيّين أنفسهم إذا ما اهتمّوا بالمصالح العُليا لبلدهم وقدّموها على كلّ المصالح الشخصية والفئوية والمناطقية ونحوها، وأمّا الأطراف الأخرى سواءً الإقليمية أو الدولية فمن المؤكّد أنّها تلاحظ في الأساس منافعها ومصالحها وهي لا تتطابق بالضرورة مع المصلحة العراقية، فليكن هذا في حسبان الجميع".

ونحن نقرأ في هذا المقطع من الخطبة النقاط التالية تحليلاً له:

1. دعوة المرجعية لقادة العراقيين " مختلف القوى والأطراف العراقية التي يهمّها مستقبل هذا البلد وتخليصه من أزماته الراهنة وتسعى الى توفير العيش الكريم لجميع مواطنيه في أمنٍ وسلام مع الحفاظ على وحدة أراضيه" .

لقد خاطبتهم جميعآ بلا نظر لطائفتهم او عرقهم أو دينهم، ودعتهم للنظر بعين الوطنية، لا بعين العروبيين ولا بعين الاسلاميين والمتأسلمين، ولا بعين العلمانيين، دعتهم للنظر بعين الوطنية فقط لمصلحة بلدهم فقالت لتلك القيادات بأنها "مدعوّةٌ الى أن تكثّف جهودها وتزيد من مساعيها للتوافق على خطّة وطنية متكاملة" .

لم تدعوه لخطة من دول اسلامية أو عربية، سنية أو شيعية!!!

فالمرجعية قد شخصت داء العراقيين العضال منذ عقود، وهو ما أكدناه مرارآ في بحوثنا ومحاضراتنا.

مشكلة العراقيين ليس في تدينهم كما يتوقع البعض، ورغم ان الدليل قام عندي على ذلك، لكنه المشاهد والمحسوس فانهم رغم كل سلبياتهم، هم اكثر الشعوب تدينا نسبة لغيرهم، وهذا أمر ملموس لمن سافر خارج العراق.

ةمشكلة أغلب العراقيين عدم انتمائهم لوطنهم، بل وانتمائهم لدول الاقليم !!!

وقد شخصنا أسباب ذلك في بحث دام سنوات ألقينا بعضه في محاضرات وكتبنا بعضه في منشورات.

٢. المرجعية تدعو تلك القوى بالابتعاد "عن بعض المخطّطات المحلّية أو الإقليمية أو الدولية التي تستهدف في النهاية تقسيم البلد وتحويله الى دويلاتٍ متناحرة لا ينتهي الصراع بينها الى أمدٍ بعيد"، وللحديث تتمة كما سنرى لاحقاً، فهي لم تستثني بلدا في اقليمنا المسمى دوليا الشرق الأوسط!!

٣.المرجعية تذكر العراقيين بحقيقة طالما تناسوها بسبب مرض أكثرهم بمتلازمة نقص الوطنية، أو انعدامها، حيث قالت:

"إنّ خلاص العراق وتجاوزه لأوضاعه الصعبة الراهنة لا يكون إلّا على أيدي العراقيّين أنفسهم إذا ما اهتمّوا بالمصالح العُليا لبلدهم وقدّموها على كلّ المصالح الشخصية والفئوية والمناطقية ونحوها، وأمّا الأطراف الأخرى سواءً الإقليمية أو الدولية فمن المؤكّد أنّها تلاحظ في الأساس منافعها ومصالحها وهي".

وهي تعيد الى أذهاننا تأكيد كلامها في منتصف آذار ٢٠١٥م حين حذرت ممن يصورون أنفسهم داعمين أو مساعدين لنا في معركتنا ضد الارهاب، وهم لا يبغون إلا مصلحتهم وان كانت تصب أحياناً في مصلحتنا، ولو على حساب دماء أبنائنا ومستقبل بلدنا وشعبنا وحطام مدننا.

وقد تطرقنا لذلك في تحليل سابق اعترض في تشخيصي لمصاديقه بعض اخوتي وأحبتي، ظناً منهم أني متحامل على جهة ما، ووهم يعلمون أني مهني أخاف الله في كلماتي، وما كتبت يوماً شيئاً بلا دليل، ولم أتكلم بغير ما ذكرته المرجعية في تحليلاتي لخطبها، فجرمي الوحيد هو تفسير عبارتها لمن أعماه الحب عن رؤية أخطاء حبيبه!!! فغفل عن مقصود المرجعية.

٤.ثم عادت المرجعية لتؤكد مرة ثالثة وخلال أسطر قليلة نفس تلك الحقيقة، ولكنها هذه المرة تغلق كل الأفواه المشككة بمقصدها ذاك وإلى الأبد.

وتسد كل احتمال غيره فتقول "وأمّا الأطراف الأخرى سواءً الإقليمية أو الدولية فمن المؤكّد أنّها تلاحظ في الأساس منافعها ومصالحها وهي لا تتطابق بالضرورة مع المصلحة العراقية، فليكن هذا في حسبان الجميع".

ونحن أزاء هذا التأكيد الذي لا يقبل الشك نطرح التساؤلات التالية:

أ. اذا عرفنا الاطراف الدولية المعادية، فمن هي دول الاقليم التي عنتهم المرجعية بكلامها؟

انها بلا شك دول الخليج الستة واليمن ودول الشام الاربعة (وضمن أحدها اللقيطة اسرائيل وهي رسالة لبعض قادة كردنا أيضاً باعتبارهم يتكأون عليهم) ومصر وتركيا وايران، طبقا للعرف الدولي في تسمية وتحديد بلدان إقليمنا.

ب. اذا عرفنا من عنتهم المرجعية بكلامها، فدعونا نرى ما قالته عن هذه الدول:

" فمن المؤكّد أنّها تلاحظ في الأساس منافعها ومصالحها ".

هابويه شگال البهلول؟!!!!!

ج. يعني بالقلم العريض: لا يوجد اي دولة من تلك الدول تسعى للمصالح العربية العليا، أو المصالح الانسانية النبيلة، أو المصالح الإسلامية في مقارعة قوى الاستكبار والشر والدفاع عن المقدسات ووووو .

د. المرجعية تعود وتؤكد ان مصالح تلك الدول "هي لا تتطابق بالضرورة مع المصلحة العراقية، فليكن هذا في حسبان الجميع". يعني حتى وان ظهر صدفة هذا التطابق، فهو من باب تلاقي المصالح، لا مصلحتنا فعلا!!!.

افتهمتوها عيوني انتوا ؟!

الجميع يعني كلكم، يعني الحاضر يعلم الغايب...

ث. بناء على آخر نقطة فإن القادة أو المواطنين الفرحين بمساعدة هذا الطرف أو ذاك للعراق في حربه، ظناً منهم انه يساعد لسواد عيوننا، أو لرعاية لمصالحنا، وحماية للمقدسات فقط، فإن المرجعية الدينية العليا تذكرهم بأن ظنهم محض وهم...

وعليهم التعامل مع هذه الاطراف بحذر والاستفادة منها وفقاً لمعايير المصلحة العراقية لا غير، على قاعدة المعاملة بالمثل الدولية، بل وحتى في بعض الموارد الشرعية، وهنا أحد مواردها، وقد أكدت المرجعية على ذلك في مقدمة المقطع، فقالت:

"إنّ خلاص العراق وتجاوزه لأوضاعه الصعبة الراهنة لا يكون إلّا على أيدي العراقيّين أنفسهم إذا ما اهتمّوا بالمصالح العُليا لبلدهم وقدّموها على كلّ المصالح الشخصية والفئوية والمناطقية ونحوها".

يعني اخواني مصلحة بلدكم فوق كل المصالح، كما يفعل الآخر، استفيدوا منه بهذا المقدار.

و (لا خلفة الله على واحد ما دامه يشتغل لمصلحته ويحوز النار لگرصته)...

ت. قد يشكك محب ولهان لم يتحمل صدمة الواقع وكلام المرجعية، ويقول انها لم تعن كل دول الاقليم!! ونحن نقول له ان (ال) التعريف الداخلة على الدول الاقليمية تعني الاطلاق، وما لم يتبعها استثناء بلفظ أو قرينة فهو يعني الشمول لكل الدول، فتقول " وأما الاطراف الأخرى سواء الإقليمية أو الدولية"، ولم تتبع هذه العبارة وحتى نهاية الخطبة بأي استثناء، وهذا يعني اذا شمول كل دول الاقليم الذي نعيش فيه وتظهر خارطته لنا هنا.

اخواني افتهمتوها ؟! لو تعيدها المرجعية للمرة العاشرة، مو ترة حتى الحايط افتهم!!!!

نسخة منه الى:

١. دعاة الذوبان في الآخر.

٢. من اعترض على منشوري السابق، الموسوم:

في خطبة للمرجعيةُ الدينيّةُ العُليا: تحذير من مخططات خطرة تلوح في الأفق باسم الدين!!

دعوة للاعتزاز بالهوية الثقافية والوطنية العراقية..

التحذير من دعوات الذوبان في الآخر بدعوى مساعدته للحشد !!!

https://m.facebook.com/photo.php?fbid=1091330174213252&id=100000088398707&set=a.662094847136789.1073741826.100000088398707&ref=m_notif&notif_t=like&actorid=100005191414560

www.kitabat.info/subject.php
{فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} [الزمر: 17-18]


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جسام محمد السعيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/24



كتابة تعليق لموضوع : المرجعية الدينية العليا تدعو النائمين والمنومين للنهوض .. وتؤكد على عدم وجود دولة في العالم تبحث عن مصلحة العراق فالكل يريد مصلحته التي قد تضرنا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net