صفحة الكاتب : امل الياسري

صبي صادق عملاق بين الرجال!
امل الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كلمات كبيرة لا يفقهها إلا الراسخون في العلم، تقض مضاجع الملوك والخلفاء، تخرج سلسة بعمر الصبابة، أفضل أهل زمانه وأعلمهم، لا في شؤون الشريعة وحسب، وإنما جميع العلوم، فها هو يعلم مجموعة من الأشخاص، درساً عن الجغرافيا، وإذا بالوليد بن عبد الملك يمر أمامه، فقال: ما هذا العلم ومَنْ الصبي؟ فأجابه الإمام: إنه علم يتحدث عن الأرض والسماء، والشمس والنجوم، فسأل مكرراً دهشته: مَنْ هذا الصبي بين الرجال؟ قيل له: إنه جعفر الصادق عليه السلام!
وقف الوليد بن عبد الملك عاجزاً، أمام هذا الصبي العملاق الملقب، بجعفر الصادق، كجده الصادق الأمين صلواته تعالى عليه وعلى أله، فقد كان أصدق الناس في حديثه، وكلامه، وعلمه، عن الأمة الشيعية الناجية، (أمة محمد وعلي)، كونه مؤسساً للنهضة الفكرية والعلمية، وهو مَنْ أحيا معالم الدين المحمدي، فكانت كلماته سر بقائه في الأرض، وأنشودة مستقبله العالمي، لأن النبي عليه الصلاة والسلام وعلى أله، بشر بهذا المولود العظيم، لما إعتلاه من روحانية الإمامة، وقداسة الأنبياء والأولياء!
أمضى سليل الدوحة النبوية الشريفة، وعملاق الفكر الإسلامي حياته، في البحث والتأمل، ولم يحفل بالمُلك، والزعامة، والسيادة مطلقاً، فكان يعيش المناقب دون تكلف بين الناس، وإحتار العلماء على إمتداد التأريخ، من إيجاد تعليل مقنع لظاهرة المعرفة، عند الأمام جعفر الصادق (عليه السلام)، مما يؤكد العلاقة في إحياء ولادة النور الأعظم، محمد الصادق الأمين، وحفيده الصادق (عليهما السلام) في يوم واحد، لأن الأول صاحب الدين والرسالة، والثاني من أحيا معالمهما، مفجراً ينابيع الحكمة، في العقل البشري! 
سئل الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)، مَنْ صاحب المنطق؟ فقال: أرسطو، ومَنْ صاحب السواك؟ فأجاب: عبد الله بن مسعود، صاحب جدي رسول الله صلواته تعالى عليه وعلى أله، ومَنْ صاحب المِعَز؟ فقال: ليس هذا إسماً لأحد، ولكنه إسم لمجموعة من النجوم، وتسمى ذات الإعنة، وهذه الأسئلة غيض من فيض، فقد كان متميزاً بمعرفته لجميع اللغات آنذاك، رغم ضروب المحن، وصنوف الإرهاق والتضييق، الذي مارسته السلطات العباسية في حياته، لإبعاده عن الدور الرباني المهيأ له سلفاً! 
الفكر والتراث العظيم، الذي خلفه الإمام جعفر الصادق، وأودعه في خليفته من بعده، الأمام موسى بن جعفر (عليهما السلام) كانت بحق وثائق لم ولا ولن تموت، لأنها تؤرخ العصر الذهبي، للمذهب الجعفري العملاق، بصدق أحاديثه وأسانيده، لندرك فيما بعد أنه صاحب المدرسة، والنهضة المتوشحة بالحكمة، والفضيلة، والقدسية، لأن علمه إمتداد لعلم محمد وآل محمد، فنحن أمة كبيرنا لا يقاس، وصغيرنا لا يداس، وتلك هي الأنوار العلوية، ملأت الأرض علماً ونوراً، كما سيملأها قائمهم، قسطاً وعدلاً!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امل الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/30



كتابة تعليق لموضوع : صبي صادق عملاق بين الرجال!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net