حصلت القطيعة الإبستيمولوجية بين الربيع العربي والمقاومة.. لم تتنكّر المقاومة للربيع إلاّ بعد أن تحوّل إلى مشروع استهتار بكل مكتسبات التحرر الوطني..بينما اجتهد رموز الربيع العربي جهدهم ليفصلوا بين الأمرين..كان الأمر أبعد مدى من كونها مجرد نزعة براغماتية..بل كان أمرا مقصودا..اليوم كل المراقبين يتحدّثون عن أنّ القضية الفلسطينية خسرت الكثير بسبب الربيع العربي..والحقيقة أنّها كانت خسارة مقصودة..كان الربيع العربي جائزة مقدّمة لتصفية القضية الفلسطينية..جعل الديمقراطوية أيديولوجيا مناهضة للمقاومة..في تونس أدخل الغنوشي بدعة أن فلسطين ليست أولوية.. ثم ما لبث أن طار إلى الولايات المتحدة ليلقي خطابا أمام الإيباك الذي تعتبر من أبرز جماعات الضغط الصهيونية في الولايات المتحدة الأمريكية..ويعتبر المرور من ذلك المنبر بمثابة فضّ بكارة القادة حيث هو جزء من برنامج بناء القادة وفق برنامج أكاديمية التغيير..ويكفي أنّ فيلسوف الربيع العربي القادم من مجرّة المثقفين الوهميين هو برنار هنري ليفي هو ابن البيت الصهيوني ومن الذين وقفوا ضدّ المقاومة الفلسطينية وكان ولا زال دائما مساندا للاحتلال..جان ماكين هو الآخر ذلك السناتور الأمريكي القادم من سدم اليمين المتصهين والذي كان في كل الاجتماعات المؤسسة للربيع العربي والحرب على ليبيا وكذا على سوريا..وقد اخترق السيادة السورية وتواجد مع المسلحين بإدلب، وله صورة رفقة "الخليفة" أبي بكر البغدادي قبل أن يظهر على واجهة الأحداث..كل رموز الربيع العربي وأنصاره الفاعلين لهم عواطف نبيلة يتشاركونها مع أبيهم الروحي: برنار هنري ليفي.. غير أنني لا زلت أتساءل من أين تعرّفت حماس على ذلك الفاعل السياسي الصهيوني الذي يرأس منتدى دولي للسلام، أعني عوفير برونشتاين..هذا الأخير الذي شغل منصب مستشار لإسحاق رابين..يقولون أنّ له مواقف جيدة حيال أوضاع الفلسطينيين، لكن السؤال: هل تقصدون مواقف حزب العمل الإسرائيلي..مواقف شيمون بيريز صاحب فكرة الشرق الأوسط الجديد..مواقف رابين شريك أبي عمار في سلام لم يحصل حين كان أبو عمار لا زال لم ييأس بعد من مسار أوسلو..؟؟ لكن برونشتاين هو مستشار رابين الذي أذاق الفلسطينيين الويلات..أو بيريز بطل عناقيد الغضب.. قبل سنوات دعا معهد أماديوس الذي يملكه ابن وزير الخارجية الأسبق الطيب الفهري الفاسي المدعو برونشتاين..واهتزّت صحافة العدالة والتنمية ووصفوه بالصهيوني..وحينما ازدهر الربيع العربي استضاف حزب العدالة والتنمية عوفير برونشتاين وكرّمه واعتبروه رجل سلام..وأمام استياء الرأي العام من هذا الأمر بالغ الخطورة، لم نسمع سوى حديث عن عدم معرفة بخلفية الرجل..هكذا زعم بنكيران وكل القيادات.. كان الأمر في غاية السخف..نستقبل شخصية معروفة ونكرمها وسبق لصحافتهم أن اتهمته بأنه صهيوني وانتقدت دعوة أماديوس له قبل سنوات ، والآن هو رسول سلام ولكننا لم نعرفه ولم ندعوه..ثم سرعان ما أجاب برونشتاين الصحافة وفضح الحكاية واعترف بأنه تلقى دعوة من حزب العدالة والتنمية والذي أمضى على الدعوة هو القيادي الراحل عبد الله بها..كانت حماس هي التي عرفت برونشتاين بالجماعات الإسلامية التي تتبع نهج الإخوان..في مواجهة صحافية على الهواء في قناة الميادين قلت يومئذ بأنّ الحد الأدنى من الموقف هو الاعتذار..لكن ثمة أسلوب أدمنت عليه الجماعة: هو الإلتباس وخلط الأوراق.. لقد عانقت قيادات الحزب المذكور برونشتاين، ولا زالت الصور تفضح ذلك العناق الحار بينه وبين سعد الدين العثماني الذي كان يومئذ يشغل منصب وزير الخارجية..تحوّل برونشتاين بين عشية وضحاها من صهيوني إلى رسول سلام بفضل حزب ظل يزعم أنه مناهض للتطبيع..تظلّ حكاية مناهضة التطبيع دكّانا مفتوحا للتمسرح وركوب موجة القضية الفلسطينية..حيث منها يتمّ التنافس على الشرعية التاريخية لحركات أدمنت النّضال بالمراسلة..ذات الجماعة التي كرّمت برونشتاين تطلق العنان لحركتها في يوم القدس/ ليهتف قيادي في الجماعة نفسها (كان نائبا لرئيس جمعية التوحيد والإصلاح الدراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية) بشعار: "نصر الله يا حقير..عاقت بك الجماهير"..هؤلاء هم أنفسهم القاعدة التي تشتغل بها تنسيقيات مناهضة التطبيع..يقصدون بفلسطين غزّة وحماس فقط..لا أريد الوقوف عند تلك التفاصيل، لكن لا بدّ من القول أنّ لقاء جمع بين برونشتاين وخالد مشعل الذي حضر ذات المؤتمر الحزبي..كان اللقاء في منزل الخطيب..ولكنه لقاء لم تسلط عليه الأضواء.. لقاء سرّي برعاية العدالة والتنمية..وأصدقاء عزمي بشارة ومن عرّابي نظرياته الربيعولوجية..
برونشتان في نهاية المطاف هو المستشار السابق لرابين ولكن سلطة غزّة منحته جنسية فلسطينية بها يتحرك داخل النسيج الفلسطيني..وقبل أيام فقط يلتقط برونشتان صورة مع المراهقة توكل كرمان الحاصلة على جائزة نوبل على خلفية النفخ في فراخ الربيع العربي، وهو ما أثار استياء من قبل زوار صفحتها..تدافع كرمان عن برونشتان بطريقة غرامية..لكنها لم تقل جديدا حينما نشرت على صفحتها في الفايسبوك صورة عن جواز سفر برونشتاين الفلسطيني..فهذا أمر نعرفه ونتساءل حوله منذ سنوات، الجديد هو وصف كرمان منتقديها بأنهم أمة ضحكت من جهلها الأمم..لقد بات التطبيع برسم الربيع العربي هو الموقف العقلاني بينما مناهضته هو جهل ليس إلاّ..مما يؤكّد على حقيقة انقلاب منظومة القيم والكيّ المكثّف للوعي العربي..والقائل هي توكل كرمان استنادا إلى مفارقة السلطة كما يعرفها المناطقة: جائزة نوبل للسفهاء..منح الربيع العربي الكثير من القسوة في هجاء النظم العربية ولكنه بالموازاة ابتلع لسانه أمام كلّ ما يتعلق بإسرائيل..هذا الصمت وأحيانا التبرير استمرّ من بداية الربيع العربي حتى ربيع داعش..كان مرسي المخلوع قد عزم على الزّج بالجيش المصري في حرب ضدّ سوريا غريبة الأطوار في الوقت الذي ملأ رسالته لبيريز بكثير من السجع والتمنّي ودعا لإسرائيل بالرغد..مورسي الذي تصفه المراهقة توكّل كرمان بمانديلاّ العرب يعطينا من خلال رسالته الرسمية لشيمون بيريز صورة عن مزاج الربيع العربي ورموزه وكيف أنّهم يفقدون مروءتهم بمجرد ما يتعلق الأمر بإسرائيل..لقد كانوا دائما أقزاما أمام إسرائيل وعدوانيين ضدّ الممانعة..ستبقى رسالة مرسي إلى بيريز وثيقة تاريخية تتناقلها الأجيال عن رجل كان فاعلا في مجال مناهضة التطبيع في عهد حسني مبارك ولكن ما أن حلّ محلّه حتى أظهر المستور..قال مورسي في رسالته الشهيرة مخاطبا صديقه بيريز:
بسم الله الرحمن الرحيم
محمد مرسي رئيس الجمهورية
صاحب الفخامة السيد شيمون بيريز رئيس دولة إسرائيل
عزيزي وصديقي العظيم..
لما لي من شديد الرغبة في أن أطور علاقات المحبة التي تربط لحسن الحظ بلدينا، قد اخترت السيد السفير عاطف محمد سالم سيد الأهل، ليكون سفيرا فوق العادة، ومفوضا من قبلي لدي فخامتكم، وإن ما خبرته من إخلاصه وهمته، وما رأيته من مقدرته في المناصب العليا التي تقلدها، مما يجعل لي وطيد الرجاء في أن يكون النجاح نصيبه في تأدية المهمة التي عهدت إليه فيها.
ولاعتمادي على غيرته، وعلى ما سيبذل من صادق الجهد، ليكون أهل لعطف فخامتكم وحسن تقديرها، أرجو من فخامتكم أن تتفضلوا فتحوطوه بتأييدكم، وتولوه رعايتكم، وتتلقوا منه بالقبول وتمام الثقة، ما يبلغه إليكم من جانبي، ولا سيما إن كان لي الشرف بأن أعرب لفخامتكم عما أتمناه لشخصكم من السعادة، ولبلادكم من الرغد.
صديقكم الوفي
محمد مرسي
تحريرا بقصر الجمهورية بالقاهرة
في 29 شعبان 1433
19 يوليو 2012
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1/1/2016
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.حصلت القطيعة الإبستيمولوجية بين الربيع العربي والمقاومة.. لم تتنكّر المقاومة للربيع إلاّ بعد أن تحوّل إلى مشروع استهتار بكل مكتسبات التحرر الوطني..بينما اجتهد رموز الربيع العربي جهدهم ليفصلوا بين الأمرين..كان الأمر أبعد مدى من كونها مجرد نزعة براغماتية..بل كان أمرا مقصودا..اليوم كل المراقبين يتحدّثون عن أنّ القضية الفلسطينية خسرت الكثير بسبب الربيع العربي..والحقيقة أنّها كانت خسارة مقصودة..كان الربيع العربي جائزة مقدّمة لتصفية القضية الفلسطينية..جعل الديمقراطوية أيديولوجيا مناهضة للمقاومة..في تونس أدخل الغنوشي بدعة أن فلسطين ليست أولوية.. ثم ما لبث أن طار إلى الولايات المتحدة ليلقي خطابا أمام الإيباك الذي تعتبر من أبرز جماعات الضغط الصهيونية في الولايات المتحدة الأمريكية..ويعتبر المرور من ذلك المنبر بمثابة فضّ بكارة القادة حيث هو جزء من برنامج بناء القادة وفق برنامج أكاديمية التغيير..ويكفي أنّ فيلسوف الربيع العربي القادم من مجرّة المثقفين الوهميين هو برنار هنري ليفي هو ابن البيت الصهيوني ومن الذين وقفوا ضدّ المقاومة الفلسطينية وكان ولا زال دائما مساندا للاحتلال..جان ماكين هو الآخر ذلك السناتور الأمريكي القادم من سدم اليمين المتصهين والذي كان في كل الاجتماعات المؤسسة للربيع العربي والحرب على ليبيا وكذا على سوريا..وقد اخترق السيادة السورية وتواجد مع المسلحين بإدلب، وله صورة رفقة "الخليفة" أبي بكر البغدادي قبل أن يظهر على واجهة الأحداث..كل رموز الربيع العربي وأنصاره الفاعلين لهم عواطف نبيلة يتشاركونها مع أبيهم الروحي: برنار هنري ليفي.. غير أنني لا زلت أتساءل من أين تعرّفت حماس على ذلك الفاعل السياسي الصهيوني الذي يرأس منتدى دولي للسلام، أعني عوفير برونشتاين..هذا الأخير الذي شغل منصب مستشار لإسحاق رابين..يقولون أنّ له مواقف جيدة حيال أوضاع الفلسطينيين، لكن السؤال: هل تقصدون مواقف حزب العمل الإسرائيلي..مواقف شيمون بيريز صاحب فكرة الشرق الأوسط الجديد..مواقف رابين شريك أبي عمار في سلام لم يحصل حين كان أبو عمار لا زال لم ييأس بعد من مسار أوسلو..؟؟ لكن برونشتاين هو مستشار رابين الذي أذاق الفلسطينيين الويلات..أو بيريز بطل عناقيد الغضب.. قبل سنوات دعا معهد أماديوس الذي يملكه ابن وزير الخارجية الأسبق الطيب الفهري الفاسي المدعو برونشتاين..واهتزّت صحافة العدالة والتنمية ووصفوه بالصهيوني..وحينما ازدهر الربيع العربي استضاف حزب العدالة والتنمية عوفير برونشتاين وكرّمه واعتبروه رجل سلام..وأمام استياء الرأي العام من هذا الأمر بالغ الخطورة، لم نسمع سوى حديث عن عدم معرفة بخلفية الرجل..هكذا زعم بنكيران وكل القيادات.. كان الأمر في غاية السخف..نستقبل شخصية معروفة ونكرمها وسبق لصحافتهم أن اتهمته بأنه صهيوني وانتقدت دعوة أماديوس له قبل سنوات ، والآن هو رسول سلام ولكننا لم نعرفه ولم ندعوه..ثم سرعان ما أجاب برونشتاين الصحافة وفضح الحكاية واعترف بأنه تلقى دعوة من حزب العدالة والتنمية والذي أمضى على الدعوة هو القيادي الراحل عبد الله بها..كانت حماس هي التي عرفت برونشتاين بالجماعات الإسلامية التي تتبع نهج الإخوان..في مواجهة صحافية على الهواء في قناة الميادين قلت يومئذ بأنّ الحد الأدنى من الموقف هو الاعتذار..لكن ثمة أسلوب أدمنت عليه الجماعة: هو الإلتباس وخلط الأوراق.. لقد عانقت قيادات الحزب المذكور برونشتاين، ولا زالت الصور تفضح ذلك العناق الحار بينه وبين سعد الدين العثماني الذي كان يومئذ يشغل منصب وزير الخارجية..تحوّل برونشتاين بين عشية وضحاها من صهيوني إلى رسول سلام بفضل حزب ظل يزعم أنه مناهض للتطبيع..تظلّ حكاية مناهضة التطبيع دكّانا مفتوحا للتمسرح وركوب موجة القضية الفلسطينية..حيث منها يتمّ التنافس على الشرعية التاريخية لحركات أدمنت النّضال بالمراسلة..ذات الجماعة التي كرّمت برونشتاين تطلق العنان لحركتها في يوم القدس/ ليهتف قيادي في الجماعة نفسها (كان نائبا لرئيس جمعية التوحيد والإصلاح الدراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية) بشعار: "نصر الله يا حقير..عاقت بك الجماهير"..هؤلاء هم أنفسهم القاعدة التي تشتغل بها تنسيقيات مناهضة التطبيع..يقصدون بفلسطين غزّة وحماس فقط..لا أريد الوقوف عند تلك التفاصيل، لكن لا بدّ من القول أنّ لقاء جمع بين برونشتاين وخالد مشعل الذي حضر ذات المؤتمر الحزبي..كان اللقاء في منزل الخطيب..ولكنه لقاء لم تسلط عليه الأضواء.. لقاء سرّي برعاية العدالة والتنمية..وأصدقاء عزمي بشارة ومن عرّابي نظرياته الربيعولوجية..
برونشتان في نهاية المطاف هو المستشار السابق لرابين ولكن سلطة غزّة منحته جنسية فلسطينية بها يتحرك داخل النسيج الفلسطيني..وقبل أيام فقط يلتقط برونشتان صورة مع المراهقة توكل كرمان الحاصلة على جائزة نوبل على خلفية النفخ في فراخ الربيع العربي، وهو ما أثار استياء من قبل زوار صفحتها..تدافع كرمان عن برونشتان بطريقة غرامية..لكنها لم تقل جديدا حينما نشرت على صفحتها في الفايسبوك صورة عن جواز سفر برونشتاين الفلسطيني..فهذا أمر نعرفه ونتساءل حوله منذ سنوات، الجديد هو وصف كرمان منتقديها بأنهم أمة ضحكت من جهلها الأمم..لقد بات التطبيع برسم الربيع العربي هو الموقف العقلاني بينما مناهضته هو جهل ليس إلاّ..مما يؤكّد على حقيقة انقلاب منظومة القيم والكيّ المكثّف للوعي العربي..والقائل هي توكل كرمان استنادا إلى مفارقة السلطة كما يعرفها المناطقة: جائزة نوبل للسفهاء..منح الربيع العربي الكثير من القسوة في هجاء النظم العربية ولكنه بالموازاة ابتلع لسانه أمام كلّ ما يتعلق بإسرائيل..هذا الصمت وأحيانا التبرير استمرّ من بداية الربيع العربي حتى ربيع داعش..كان مرسي المخلوع قد عزم على الزّج بالجيش المصري في حرب ضدّ سوريا غريبة الأطوار في الوقت الذي ملأ رسالته لبيريز بكثير من السجع والتمنّي ودعا لإسرائيل بالرغد..مورسي الذي تصفه المراهقة توكّل كرمان بمانديلاّ العرب يعطينا من خلال رسالته الرسمية لشيمون بيريز صورة عن مزاج الربيع العربي ورموزه وكيف أنّهم يفقدون مروءتهم بمجرد ما يتعلق الأمر بإسرائيل..لقد كانوا دائما أقزاما أمام إسرائيل وعدوانيين ضدّ الممانعة..ستبقى رسالة مرسي إلى بيريز وثيقة تاريخية تتناقلها الأجيال عن رجل كان فاعلا في مجال مناهضة التطبيع في عهد حسني مبارك ولكن ما أن حلّ محلّه حتى أظهر المستور..قال مورسي في رسالته الشهيرة مخاطبا صديقه بيريز:
بسم الله الرحمن الرحيم
محمد مرسي رئيس الجمهورية
صاحب الفخامة السيد شيمون بيريز رئيس دولة إسرائيل
عزيزي وصديقي العظيم..
لما لي من شديد الرغبة في أن أطور علاقات المحبة التي تربط لحسن الحظ بلدينا، قد اخترت السيد السفير عاطف محمد سالم سيد الأهل، ليكون سفيرا فوق العادة، ومفوضا من قبلي لدي فخامتكم، وإن ما خبرته من إخلاصه وهمته، وما رأيته من مقدرته في المناصب العليا التي تقلدها، مما يجعل لي وطيد الرجاء في أن يكون النجاح نصيبه في تأدية المهمة التي عهدت إليه فيها.
ولاعتمادي على غيرته، وعلى ما سيبذل من صادق الجهد، ليكون أهل لعطف فخامتكم وحسن تقديرها، أرجو من فخامتكم أن تتفضلوا فتحوطوه بتأييدكم، وتولوه رعايتكم، وتتلقوا منه بالقبول وتمام الثقة، ما يبلغه إليكم من جانبي، ولا سيما إن كان لي الشرف بأن أعرب لفخامتكم عما أتمناه لشخصكم من السعادة، ولبلادكم من الرغد.
صديقكم الوفي
محمد مرسي
تحريرا بقصر الجمهورية بالقاهرة
في 29 شعبان 1433
19 يوليو 2012
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1/1/2016
الموضوع السابققناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat
.jpg)
