صفحة الكاتب : وليد المشرفاوي

حب الوطن وامن الناس غير خاضع للمزاد العلني أو للمكاسب السياسية
وليد المشرفاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  لتشريعات الإلهية التي خص الله تعالى البشرية بها تضمنت كل ما من شانه تقويم حركة الإنسان وتنظيمها باتجاه تكميله وبلوغ الهدف الإلهي من وجوده ,لذلك نجد إن الأصوليين يذكرون مقولة (ليس هناك حادثة إلا ولله فيها حكم) , وهذا دليل على شمولية هذه الرسالة واستيعابها لأدق تفاصيل الحركة الإنسانية.ومن الأحاديث القيمة في هذا المجال حديث الرسول الأكرم(ص) ( لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين) ومعناه إن الإنسان وبما يملك من طاقات فكرية وقدرة عقلية يفترض أن يستفيد من مسيرته و مطباتها ويتعض ويعتبر , وألا كان خلاف ما يملك من الكمالات الفكرية.هذه المسالة ترشدنا إلى قراءة ما عاشه أتباع أهل البيت (ع) بدقة وخصوصا ما تعرضوا له من أصناف الانتهاك والإقصاء والتبعيد , قراءة تنتهي بنا أن نعتبر وان نهتم بحياتنا ومسيرتنا خصوصا بعدما انعم الله تعالى علينا بهذا التغيير العظيم الذي طال السلطة في العراق, وجاء أتباع أهل البيت(ع) إلى سدة الحكم وقيادة الأمة, بل هي فرصة لإظهار عظمة الفكر الشيعي وحلاوة تطبيقه وتنفيذه , إن البعثين زمرة خائبة أذاقت العراق والعراقيين الويلات والدمار وأدخلته في دوامة يصعب السيطرة عليها وتوجيهها.ثمانون عاما ونحن محكومون لمعادلة ظالمة تسلطت من خلالها حكومات باغية وأحزاب كافرة وعصابات للجريمة المنظمة , حيث كانت أعمالهم مصداقا لما كتبوه من إن (الوطن تشيده الجماجم والدم) ولكن أي وطن وأية جماجم , نعم الوطن الذي لا يعرف إلا طائفة ولا ينتهج إلا سياسة الحزب الواحد, والجماجم هي جماجم من خالف , بل هي كل من لا ينتمي إلى الطائفة الحاكمة خالف أم وآلف لذلك كانت المسيرة طويلة مضمخة بالدماء الزكية الطاهرة من علماء ومثقفين وطلبة وكسبة ومن كل الأعمار والمستويات , وقسوة لا يعرف مثيلا لها. كل ذلك يجب أن لا يغيب عن أذهاننا ولا يمكن أن نغض الطرف عنه, فمثلما حفرت هذه الذكريات في أعمق أعماقنا نواقيسها يجب أن يستمر التعامل مع الأرض بما لا يسمح بعودتهم ثانية , فإذا انعم الله تعالى علينا بإدارة الأمور وقيادة الأمة وضرورة تغيير المجتمع وإصلاحه من خلال خدمة أبنائه وإيجاد فرص العيش الكريم للجميع , نعم من ناحية إنسانية لابد من منحهم فرص العيش الكريم والأمن والأمان, لكن العفو عنهم جميعا فضلا عن تنصيبهم في مواقع القرار والمسؤولية ومن دون محاسبة من تلطخت يداه بالجريمة لهو من اخطر الأمور التي ستساهم بعودتهم ثانية وبأقنعة متنوعة لذلك يفترض أن نعي جيدا بان هؤلاء قد جبلوا على هذه الأفكار المنحرفة واستغرقوا فيها حتى عادت جزءا لا يتجزء من حياتهم ومسيرتهم بل لا يجدون العيش بدونها.نقول علينا قبل أن نقدم على اتخاذ أية خطوة سياسية أن نزنها بميزان ومقاييس ما توارثناه من أصول وأسس مستمدة من سيرة أهل البيت(ع) وأحاديثهم , علما إن التاريخ يعيد نفسه وما نعيشه من صور نجد لها صورا في مسيرة التاريخ , وعليه يجب أن يكون كلام المعصوم توجيه قاطع نسير عليه في حياتنا السياسية وعلاقتنا مع أبناء شعبنا , وإكراما لهم أن لا يعود أليهم الجلادون الصداميون وتحت مدعيات هابطة ورخيصة,ونقول ما هي الضمانة أن لا يمارس هؤلاء العائدون ومن خلال المراكز الحساسة التي تقلدوها نفس الأعمال والنهج ,بل ما هي الدوافع التي تدفعهم للإخلاص للتجربة الجديدة وخدمة الوطن ,وهم ألد أعدائه كما أثبتت السنون والتجارب , بل أنهم فاشيون ونازيون ويجب أن لا يترك شئ بأيديهم لأنهم ليسوا موردا للامان والطمأنينة , وإنما هم آلة خراب وإفساد, وما هي الضمانة أن لا يمارسوا القتل وإبعاد وحرمان المؤمنين والمواطنين من تبوء الوظائف والدوائر,وهل من المعقول أن يتركوا ثاراتهم ولا ينتقمون من المؤمنين وباسم القانون والحفاظ على امن البلد!! وما هو الدليل على عدم تآمرهم أو لجوئهم إلى الانقلابات العسكرية الهمجية التي جرت الويلات والمصائب على العراق, إن المؤمنين والوطنيين جميعا مكلفون بحماية هذا الوطن وإبعاد أهله من خطر البعثيين والمتربصين به الدوائر , ليعلموا إن الكثير من هؤلاء اعد مسبقا لهذه  المهمة والدخول في مؤسسات الدولة والعمل على تأسيس ما من شانه أعادتهم أو الانتقام ممن أبعدهم , كما انه يجب الحيطة والحذر من هؤلاء وعدم تعينهم في المراكز الحساسة والخطرة في أجهزة الدولة, بل أن يكونوا في موقع خاضع للنظر والرقابة والمتابعة, والحذر الحذر من أن تتسابق الحركات والأحزاب على كسب وإرجاع هؤلاء فليس حب الوطن وامن الناس خاضع للمزاد العلني أو للمكاسب السياسية. 

 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وليد المشرفاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/09/29



كتابة تعليق لموضوع : حب الوطن وامن الناس غير خاضع للمزاد العلني أو للمكاسب السياسية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net