صفحة الكاتب : علي جابر الفتلاوي

حزب العدالة والتنمية التركي حذار من الوقوع في فخ (الطائفية )
علي جابر الفتلاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

حزب العدالة والتنمية التركي حزب اسلامي معتدل ، يحظى بشعبية كبيرة عند الشعب التركي المسلم ، كما انه فاز في انتخابات شعبية تجري الان في تركيا ، وتوجهه الاسلامي المعتدل هو موضع ترحيب في الاوساط الاسلامية خارج تركيا ، خاصة عند طبقة المثقفين الاسلاميين ،هذا الحزب هو سليل حزبين اسلاميين في الساحة السياسية التركية اجهزت عليهما المؤسسة العسكرية التركية ذات التوجه العلماني المتصلب والمتطرف في تحسسه من أي توجه اسلامي حتى لوكان هذا التوجه معتدلا ، ويتطلع اليه الشعب التركي المسلم ،تصدت هذه المؤسسة للحزبين اللذين سبقا حزب العدالة والتنمية واوقفت نشاطهما عن طريق المحكمة العليا في تركيا ، كذلك اوقفت النشاط السياسي لقادة الحزبيين الاسلاميين اللذين كانا في الساحة السياسية التركية ، ثم انبثق حزب العدالة والتنمية التركي ، وتصدت له المؤسسة العسكرية التركية ايضا لكن التأييد الشعبي الواسع ، وحنكة وشجاعة ادارة الازمة مع المؤسسة العسكرية من قبل قادة حزب العدالة افشلت هذه المرّة الهجوم الذي ستكون نتائجه لو نجح تصفية الحزب من الساحة السياسية التركية ،وهذا هو هدف المؤسسة العسكرية حيث تسعى لاسقاط الحكومة التي شكلها الحزب ذو التوجه الاسلامي حتى لو كان هذا التوجه معتدلا ومؤمنا بالعلمانية المعتدلة ، لكن ليست العلمانية العسكريه المتصلبه ،حزب العدالة اليوم هو المسيطر على الساحة السياسية التركية ،وعلى الحزب ان يقوم باصلاحات لصالح الشعب التركي ، خاصة فيما يتعلق بمشاعر ووجدان الشعب التركي المسلم ،التي حوربت على مرّ سنين طويلة من قبل المؤسسة العسكرية التركية ،وتظهر الحكومة التركية اليوم بشكل نشط في الساحة الدولية خاصة فيما يتعلق بقضايا العالم الاسلامي والعربي ،وتحاول الحكومة التركية ان تتدخل في كل مشكلة في الشرق الاوسط خاصة ،لاثبات وجود تركيا واظهار ثقلها في المنطقة والساحة الدولية ،ونحن كشعوب عربيه مسلمة لا نخشى من نشاط الحكومة التركية خاصة اذا كان في الاتجاه الايجابي الذي يخدم المنطقة ،لكن الذي نخشاه وقوع الحكومة التركية في فخ( الطائفية ) المقيتة ،الذي تديره دول في المنطقة خاصة السعودية ودول اخرى في الخليج ،وهذه الدول ظهر نفسها الطائفي واضحا من خلال موقفها من التغيير السياسي في العراق ، ودفعها باتجاه خلق نزاع طائفي بين فئات الشعب العراقي ، وجاءت دعوة اسامة النجيفي لاقامة اقليم سني متناغمة مع الجهود الخليجية العربية ، ومجئ الدعوة من امريكا له دلالة ورسالة سيئة يريد السيد النجيفي ايصالها الى المعنيين في الامر ، اما الحكومة التركية فلا نقول ان موقفها سلبي من العملية السياسية في العراق ، لكن لم يكن بمستوى ما يطمح اليه الشعب العراقي ، حيث عقد في تركيا عدة مؤتمرات لاعضاء في حزب البعث الدموي ، كما عقدت مؤتمرات طائفية كان من ابطالها عدنان الدليمي وغيره من الطائفيين ،وهذا الموقف من الحكومة التركية يجلب الشبهة ، كذلك موقف الحكومة التركية من ازمة المياه ، وهي تعلم ان صدام كان يدفع الحكومة التركية باتجاه حجب المياه عن العراق خاصة عندما اراد تجفيف الاهوار بدوافع طائفية ،لكن عندما تغير الوضع في العراق ، بقيت الحكومة التركية على موقفها ولم تغير شيئا ذي قيمة في هذا المجال ، وان حصل تغيير فهو جزئي ،واخيرا موقفها من ثورات الشعوب العربية ، نأمل ان يكون بدوافع الانتصار للمظلومين من ابناء هذه الشعوب ، وعدم الوقوع في فخ الطائفية الذي ينحاز لجهة على حساب جهة اخرى بدوافع الطائفية ، مثل مايحصل الآن في ساحة الثورات العربية ، حيث لم نر موقفا واضحا وصريحا من ثورة شعب البحرين ، اذ موقف الحكومة التركية المتغاضي عن العدوان الشرس الذي يتعرض له الشعب البحريني الاعزل  لم يرق  الى مستوى مواقفها ازاء الثورات الاخرى ، مثل ثورة الشعب الليبي ، او السوري ، هذا الموقف الباهت يوحي رضينا بذلك ام لم نرض ، بان تركيا لا تتعامل بميزان واحد مع ثورات الشعوب ، انما بصورة انتقائية وبذلك تتناغم مع الموقف السعودي والخليجي الطائفي ، الذي تباركه امريكا ، عليه نطمح بموقف تركي واضح من ثورة شعب البحرين وبقية الثورات الشعبية الاخرى في البلاد العربية ، بعيدا عن الانتقائية والطائفية ، ونتمنى ان تبقى الصورة المشرقة لحزب العدالة والتنمية ، التي تعكس الايجابية في نفوس الشعب العراقي ، وبقية الشعوب العربية ، كما نطمح نحن كمواطنين بناء علاقات ايجابية مع الشعب التركي والحكومة التركية ، ومع حزب العدالة والتنمية ، ونتمنى له ان يتغلب على من يريد اسكات صوته الاسلامي المعتدل ، بدوافع عنصرية متحجرة ومتطرفة بحجة المحافظة على علمانية الدولة التركية التي هي اصلا لم يتعرض لها احد ، لكن العلمانية العسكرية تتحسس من أي اسم او ظاهرة اسلامية حتى لو كانت معتدلة ومقبولة من الشعب التركي المسلم ، ونتمنى ان يعرف حزب العدالة والتنمية ان السير في ركاب الخطط السعوية معناه الوقوع في فخ الطائفية المقيتة والمدعومة من امريكا والكيان الصهيوني ،بغية تفتيت العالم الاسلامي واضعافه والسيطرة على ثرواته وتأمين الحماية للكيان الصهيوني ، وهذا هو الهدف الاكبر .
    علي جابر الفتلاوي
    A_fatlawy@yahoo.com

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي جابر الفتلاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/07/01



كتابة تعليق لموضوع : حزب العدالة والتنمية التركي حذار من الوقوع في فخ (الطائفية )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net