صفحة الكاتب : صالح الطائي

فقاعة الإقليم السني الكردي قنبلة موقوتة
صالح الطائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

سكان البيت الشيعي المتهالك بفعل السياسيين كانوا يحسدون سكان البيت السني على ترابطهم المصيري ويتوقعون لهم أن يحصلوا على مكاسب تاريخية بانتهاز أعظم فرصة ممكن أن تتاح، ولكن الظاهر أن السياسي هو السياسي، مجرد طفيلي سام مملوء لؤما وحقارة؛ سواء كان على دين موسى أم على دين فرعون. وآخر ما تفتق عنه عقل هؤلاء السياسيين غير النجباء فكرة تشكيل تحالف سني كردي لتشكيل إقليم موحد يقتطع شمال وشمال غرب وشمال شرق العراق ويقسم العراق إلى قسمين: شيعي في الجنوب وسني كردي في الشمال، حيث تتصاعد الأحداث فيبدأ القتال على ترسيم الحدود غير المستقرة والتي تسبب بها النظام السابق يوم اقتطع النخيب ومناطق أخرى من كربلاء وبغداد وأضافها إلى الأنبار، وتبدأ المشاكل حول توزيع المياه وما يتبع ذلك من دسائس دواهي. 

فإلى أين يريد الإخوة السنة الذهاب باجتماعهم مع مسعود البارزاني وطرحهم مشروع الإقليم السني والوحدة معه؛ وهم يعلمون أنه قاتل أهله الكرد جماعة مام جلال من أجل المكاسب الفئوية، وتحالف مع صدام لإبادتهم، وسلم حزب العمال الكردي إلى مقصلة الأتراك من أجل مصلحته الشخصية، فهل يأمنون أن لا يسلمهم إلى جهنم طائعين؟

وهل سيجدون الحضن الذي طلقوه يرحب بهم بعد مصيبتهم الكبرى؟

إن العقل والمنطق والتجربة التاريخية أثبتت أن حضن ابن عمك مهما كان ضيقا يسعك، ويوفر لك الأمان والدفء أكثر من حضن أي الغريب مهما كان حضنه واسعا.

وفي هذا الحراك الخطير والغريب أين صوت الشعب السني والجماهير السنة مما يحدث؟ هل سلموا مصائرهم إلى سياسييهم دون قيد أو شرط، أم أنهم مسلوبي الإرادة ولا صوت لهم، ولا قدرة لهم على الاعتراض؟

إن السياسي حينما يرمي نفسه في أي حضن مفتوح أمامه تاركا حضن أخيه وابن عمه يتحول إلى داعرة سرعان ما يلتقط مرضا يقتله ولكن بعد أن يصيب أشخاصا آخرين تورطوا بآرائه وفتاواه الباطلة.

وحينما يأمن بعض السياسيين على أنفسهم من ائتمنا العراق لديه ولم يحفظه وتآمر ضد أهله العرب، فهم لا يضيعون أنفسهم وأهلهم فحسب إنما يضيعون العراق كله، عراق الآباء والأجداد والمصير المشترك.

إن السياسيين الذين يهرولون إلى مسعود البارزاني؛ الذي تربطه علاقات أخاء ومحبة مع الصهاينة، إنما يهرولون إلى حضن إسرائيل، ويتركوا حضن الوطن وحضن إخوتهم الذي يحرصون على أمنهم وسلامتهم؛ من أهلهم وأبناء عمومتهم وأبناء عشائرهم.

إن الاختلاف المذهبي لم يكن في أي يوم مانعا بين الأهل والإخوة والأقرباء أن يتزاوروا ويتعايشوا ويتحابوا، وما من عشيرة في العراق إلا وتجد فيها السني وفيها الشيعي وفيها العلماني، بل وتجد فيها البعثي والشيوعي والقومي، وكانت الأمور حينما تتأزم، وحينما تبدأ مطاردة الحكومة لأحد الأحزاب المحظورة كان أفراد الحزب يهربون إلى أهلهم يختبئون لديهم حيث كان الشيوعي يختبئ عند السني، والبعثي يختبئ عند الشيعي، فلماذا لا نتقبل هذه الحقيقة ونبدأ بالتأسيس لقواعد جديدة لا ضمانة لنجاحها؟

وأخيرا لماذا لم يتعظ السنة بما حدث للبيت الشيعي الذي مزقه السياسيون وحولوه إلى مجاميع على استعداد لمقاتلة بعضها البعض الآخر؟ وهذا يدفعنا لنسأل: هل ستؤدي خلافات البيت السني إلى تشظيهم مثلما تشظى البيت الشيعي على يد السياسيين الشيعة؟

وإذا تشظت بيوت العراق ماذا ستكون النتيجة؟

هل نحلم ببقاء العراق شاغلا هذا اللوح التكتوني الفريد من الأرض أم أن الأجيال القادمة سوف تدرس في كتب التاريخ قصصا عن بلد كان اسمه العراق لم ينجح رجاله بالدفاع عنه مثل الرجال؟.ّ


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح الطائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/01/12



كتابة تعليق لموضوع : فقاعة الإقليم السني الكردي قنبلة موقوتة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net