صفحة الكاتب : عدوية الهلالي

مجرد كلام : الشعب أم الحكومة ؟
عدوية الهلالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من جديد ، سنحاول ان نناقش القضية الشائكة التي تحتل احيانا مساحة النقاش بين المواطنين العراقيين في مختلف الاماكن والاوقات ..انها قضية " على من تقع مسؤولية ماآل اليه حال العراق ..الشعب أم الحكومات ؟" ...فكلما اثير هذا الموضوع يتصدى البعض لانتقاد الشعب العراقي الذي تقبل الظلم والهوان طوال عقود دون ان يتصدى للحكم الديكتاتوري لدرجة ان تخرج نائبة من نساء دولة القانون على الفضائيات لتصفه ب(مطية ) صدام حسين وانه كان يسوقها الى أي اتجاه يريد دون ان تعترض او تثور ، ثم يتغير اسلوب الحكم وكذلك الحكام ويظل الشعب العراقي خاضعا لامزجتهم وطغيانهم وفسادهم الذي فاق كل التصورات ...أما البعض الآخر فيجد ان الحكومات التي تعاقبت على قيادة الشعب العراقي هي المسؤولة فلم تكن أي منها مخلصة ولديها احساس وطني لتهتم بالشعب وتنصفه كما انها استخدمت اساليبا ترهق أي شعب وتجعله مشلولا عاجزا عن النهوض من جديد فالتخويف والترهيب كان اسلوب الدكتاتور السابق والتجويع والتهميش صار اسلوب الحكام الجدد ...
في دول الغرب ، تتعاقب الحكومات لتنفذ نفس البرنامج السياسي وتكمل مابدأه غيرها فالاساس هو نفسه ..بناء البلدان وتطويرها والاهتمام بالشعب وحتى ان تغير شيء في البرامج السياسية فالتغيير يشمل السياسة الخارجية تجاه الدول الاخرى لكن عيون الحكومات تظل مسلطة على شعوبها وعلى رفاهيتهم وتقدمهم وتعليمهم ورعاية ابداعهم اما الحكومات التي تعاقبت على العراق فقد اعتادت ان تهدم مابدأه غيرها وقد لاتعاود اعماره او تشيده بطريقتها المشوهة الفاسدة ...من هو المسؤول اذن في رأيكم ؟ هل هو الشعب الذي جرب ان يصرخ ضد الظلم الدكتاتوري فملأت اشلاء ابنائه المقابر الجماعية والمعتقلات ، ثم حاول ان يجرب الاساليب الديمقراطية في زمن آخر فخرج ليصرخ في تظاهرات سلمية ليجد صدى صوته يرتد اليه فآذان المسؤولين مغلقة وافواههم تطلق تصريحات مخدرة وعيونهم تعرض عن متابعة هموم المواطنين وتتجه الى خارج حدود العراق حيث تقف الدول المجاورة على أهبة الاستعداد للتدخل في شؤون العراق الداخلية مادام قادته يدينون لها بالولاء الكامل ...
ولاء حكوماتنا اذن ليس للوطن أو الشعب بل لمصالحها الخاصة ومصالح من تدين لهم بالولاء ، وشعبنا ليس (مطية ) تسوقها الحكومات الى أي اتجاه تريده كما ترى نائبة دولة القانون التي كان عليها احترام شعبها وانتقاء الفاظ افضل ، فهو يحاول الحفاظ على هويته وارضه ويرفض الظلم بكل اشكاله ويثور عليه لكن المؤامرات التي تحاك ضده من حكوماته وحلفاؤها اكبر من قدرته على انقاذ نفسه بنفسه ..انه بحاجة الى النظر اليه ولو بعين واحدة من قبل الحكومات وسيمكنه وقتها ان يجد له مكانا بين الشعوب التي تسعى الى البناء والتقدم ، ففي المكسيك يطلق على جهاز تكييف الهواء (السياسي ) لأنه يصنع الكثير من الضجيج ولكن لايعمل بشكل جيد ، وقضيتنا الشائكة لن تشغل بال أحد بعد الآن اذا ماتوفر للشعب حكومة وطنية تعمل بشكل جيد ولاتصدر ضجيجا فقط ....

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عدوية الهلالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/01/14



كتابة تعليق لموضوع : مجرد كلام : الشعب أم الحكومة ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net