صفحة الكاتب : عدوية الهلالي

مجرد كلام : شدوا الأحزمة !
عدوية الهلالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في مقالي السابق ، قلت بان هناك مسؤولا حكوميا قال بأن على الحكومة مصارحة الشعب العراقي بما ينتظره من أزمة مالية مهما كانت قاسية مشيرا الى ان هناك اياما صعبة بانتظارهم فتصدى لي احد القراء رافضا الفكرة ومتساءلا عن وجود مثل هكذا تصريح..شعرت وقتها بان هناك حتى الآن من يغفر للحكومة خطاياها ويبرر لها اخطاءها وقد يعيد انتخابها في المرة المقبلة ..وقبل يومين ، ظهر وزير المالية مجددا على شاشات التلفاز ليصارح الشعب العراقي بماينتظره في العام الحالي من صعوبات وكيف سيواجه ازمة مالية صعبة ستنعكس على حياته المعيشية بسبب انخفاض اسعار النفط وعجز الميزانية المالية عن مواجهة الازمة طارحا بعض الاقتراحات لمواجهتها كبيع سندات للمواطنين والموظفين لدعم ميزانية الدولة ..

بعد سقوط النظام ، ومع تعاقب الحكومات على هذا البلد الغني بموارده ، توقعنا ان تمسك بعض الايدي المخلصة بتلابيب الاقتصاد الوطني ليذوق العراقي ثمرة موارده وينعم بخيرات بلده وينسى ايام الحصارالاقتصادي  وشد الاحزمة ،لكن قطاعات الانتاج العراقي بدات تحتضر ابتداءا بالصناعة والزراعة ومن ثم القطاع النفطي الذي شكل طويلا الامل الوحيد لبلد يعتبر من اهم الدول المصدرة للنفط ...ربما كان السبب سوء التخطيط او غياب جكومات التكنوقراط وحلول حكومات المحاصصة الطائفية بديلا عنها وقد يكون السبب الحقيقي الذي بانت بوادره مؤخرا بشكل سافر وهو تفضيل المصلحة الشخصية على المصلحة العامة واستشراء الفساد الحكومي والسرقات العلنية لموارد واموال البلد ..وهذا يعني باختصار غياب الايدي المخلصة التي انتظرها العراقيون طويلا ومعها الضمير الحي الساعي الى حماية المنتوج العراقي ودعمه وبالتالي دعم الاقتصاد الوطني وادامة ازدهاره لمواجهة الازمات وتخطيها بدلا من مطالبة المواطنين المقهورين والمحرومين دائما وابدا بشد الاحزمة من جديد...

قبل ايام ، تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي صور مصنع حكومي عراقي لقنابر الهاون والذخائر ترفض وزارة الدفاع الشراء منه ودعمه وتوقع عقود استيراد مع شركات اجنبية يصادق عليها القائد العام للقوات المسلحة الذي لايكف عن الحديث عن تشجيع الصناعة الوطنية بينما يحتوي هذا المصنع على مكائن حديثة تم ايقاف معظمها عن العمل لعدم توفر منفذ لشراء منتوج المعمل بينما يفوز الفاسدون في وزارة الدفاع بعمولات كبيرة من خلال ابرام صفقات مشبوهة..من جهة اخرى ، رفضت وزارة الصحة شراء الادوية من معمل سامراء المعروف بجودة انتاجه الا بمايعادل (0,5) من احتياجاتها بينما تستورد الباقي من الخارج من مناشيء رديئة ومغشوشة احيانا ووفق صفقات فساد بملايين الدولارات بعد الغاء وزيرة الصحة تراخيص الادوية التي تنتجها سامراء منذ ربع قرن للالتفاف على قرار البرلمان بمنع استيراد ماله بديل عراقي ، وهكذا سقط المصنع صريعا واغلقت ابواب الرزق امام العاملين فيه في الوقت الذي تعلن فيه وزيرة الصحة عن بيع المصنع الى مستثمر اردني !!!

لو سألت أي خبير اقتصادي سيقول لك ان الحل يكمن في تشجيع الصناعة الوطنية فهي السبيل الى الاصلاح الاقتصادي ، ولو سالت أي مسؤول حكومي عن كيفية حل الازمة سيشير الى ضرورة تشجيع الصناعة الوطنية ...لكن الواقع يقول صريحا بان هناك من وقف خلف تدمير الصناعة الوطنية وطرح معاملها في مزاد علني ينتفع منه المستثمرون الخارجيون والمستفيدون منهم في الداخل ...فهل تجيب هذه الحقائق على تساؤلات المواطنين حول ماينتظرنا في العام الحالي وربما الاعوام المقبلة ..ينتظرنا شد دائم للاحزمة وتضحيات ابدية مع تواصل ازدهار الفساد والفائدة الشخصية لمغيبي الضمائر ....

 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عدوية الهلالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/01/23



كتابة تعليق لموضوع : مجرد كلام : شدوا الأحزمة !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net