صفحة الكاتب : وليد كريم الناصري

مناقشة الجهلاء .. كالنقش على الماء.
وليد كريم الناصري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مهما أبدعت لن يتغير شيء،الحقيقة كالشمس، قد يزاوجها السحاب، فتنجب الأختفاء، الخواتيم بما تشتهي الأنفس، لا فائدة لمن لا يحتمل فكرة إقتناء جناحين، ويفكر بالطيران، الفضاء أمامه محدود، وسكوته أمام إقناعه لا تتعدى فكرة الهروب من الحقيقة، التي كَفرها نبي إدراكه، مقتنياته خام من فطرة، إستحوذت عليها آفة السذاجة، بسطوة التضليل والتغرير، فأوحل عقله بالجهل، وباتت وريقات فكره محدودة، لا تتعدى شجرة الخريف العجوز.
دعني أستفرد بواقع قصة، صبيحة العاشر من محرم (سنة 61 للهجرة)، وبعد إن أزاح الليل لثامه، عن شمس الحقيقة والبصيرة، كان للحسين لسان ينطق بلغة القرآن، ونقاش من رحم صدق وحقيقة ألانبياء، يناقش به تلك الأفئدة التي غلظت على الحق ولانت مع الباطل، فمن أقوى من الحسين حجة بكلامه؟ الجواب لم يكن التفاف على الحقيقة، ولا سذاجة بلون الوقائع، الجواب جاء بمحض إرادة الفكر المنحرف ( ماتقول يبن فاطمة والله أبرمتنا بكثرة كلامك، ولا نفقه مما تقول شيء).
نعم؛ ( إنك صادق فيما تقول) عجبا؛ أولم يلونك النفاق بجوابك يا(شمر)؟ (أنت لا تفقه من قول الحسين شيء)، لأنك أبعد من أن تعرف حقيقة الحسين (عليه السلام) فتدركه،عبادة الضعف لا تفارق قلبك (أنت صورة غول بشري بعقل بهيمة).
(بريراً) أسكت ( شمر) وألجمه؛ فهل إستطاعت المرجعية، أن تلجم أفواه منحرفي السياسة؟ وهل إستطاعت حرق أعشاش الفساد؟ والقضاء على أفراخ ما تبقى منهم بمبدأ الإصلاح.
وأنا أستعد للجواب، إستحضرت مخيلتي، تصريح أحد مؤسسي ومنظري ( حزب الدعوة الاسلامي)، وهو رجل كبير كاتب طاعن بالسن، حيث قال ( كُلفنا من رئاسة الحزب، أنا (وفلان)، بكتابة مقالات تطيح بالمرجعية الدينية) لأنهم (أوهمونا، بأن المرجعية ليس من حقها التدخل بالشأن السياسي)، وماذا وجدت يا(سماحة الكاتب)؟ (وجدت إن المرجعية تنظر العملية السياسة، ولا تتدخل بها)،أليس هذه صورة عن تضليل ومجاراة احمق بما يريد؟، حيث جعلت هولاء أمتعة طعام تسد رمق عيش أهواء شمر ومن مثله.
(برير)أسكت (شمر)،ولكنه لم يغير واقع عدوه، إعلان النتيجة مرهون بمغيب الشمس، (برير) جثة مدماة متربة، لكنه رأس يجر رمح الفساد من نعش الدين بمنحره، وشمرا عربيدا يترنح بأبيات غفلته، وسطوة تجبره،ولكن هل بقية النتيجة على حالها، أين جثة (برير) وعلو رأسه وشأنه من لعنة الاجيال التي رافقت أسم شمر (لعنه الله).
المرجعية كانت وما زالت، تأطر العملية السياسية بالتنظير، والدفع بدفة الحكومة بإتجاه النجاح، ولم تعمل على تجيير وتعميل الحكومة، لصالح جهة دون أخرى هذا ما جاء إستقراء بجواب (سماحة الكاتب) صاحب (التصريح)، لم يلزم جوابه بالنفاق، بل ألزم نفسه بالنفاق، فهل تغير واقع الامر عندهم الآن؟ وهل تدارك أصحاب ألفخامة؟ إن النتيجة عشية ليلة إعلان الإنتخابات؛ أم أن هناك نتيجة أُخرى، مقالاتهم كُتبت، والناس فيهم من صدق ومن لم يصدق، ولكن هل أبحرت السفن بما إشتهت الأهواء.
واقعية كواتم السوء تتحول من الشارع السياسي الى الواقع المرجعي، فبدلاً من أن تعمل بتقويم العملية السياسة، بدعوى إعوجاج الساسة بالفساد والشذوذ، راحت توجه اسلحة الكواتم على المراجع، لتغتال ثقة الناس بهم، وتنتج أرضية، يمكن من خلالها شن هجمات الفكر المقيت ضد الدين، لا أريد أن اقودك الى تساؤل إستفهامي، بقدر ما هو سؤال إستدلالي، ألم يحن الوقت لتشخيص هولاء وتجنبهم؟.
أعشاش الفساد تعج بأفراخها، وخطب الجمعة، عكاز يقلب تلك الأعشاش فيسقط منها ما نَدر، الأغصان الكبيرة، مازالت بالشجرة، تحتضن من يسقط من عشه، فإذا أردنا أن نتخلص منهم، لابد لنا أن نحرق الشجرة بأغصانها، وهذا ما لا تراه المرجعية مناسباً الآن، العدو يتربص بنا، ليعتاش على دخان تلك الشجرة، فلا تلوننا كلمات الخطاب المعسول، والجمل المترفة، والمصطلحات المنمقة، الداعية لقطعها، (لا يعبد الله من حيث يعصى) و( لا إصلاح من حيث فساد) أهمية قتل الفساد تكمن فيما ستؤول اليه نتائج المعالجة...

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وليد كريم الناصري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/01/24



كتابة تعليق لموضوع : مناقشة الجهلاء .. كالنقش على الماء.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net