ماذا وراء زيارة نيجرفان بارزاني إلى بغداد ؟؟
اياد السماوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قد يعتقد البعض أنّ زيارة وفد إقليم كردستان إلى بغداد برئاسة رئيس حكومة الإقليم نيجرفان بارزاني , تهدف إلى حل المشاكل العالقة بين بغداد وأربيل , فبالرغم من ادعاء الطرفين تشكيل لجنة مشتركة لمتابعة الحوار المتعلّق بالمشاكل العالقة بين المركز والإقليم , إلا أنّ مثل هذا الادعاء لا يعدو أكثر من كليشة تخفي ورائها الهدف الحقيقي من هذه الزيارة , فهذه الزيارة مهمة لحكومة العبادي من أجل الاتفاق مع حكومة الإقليم حول التغييرات التي تنوي الحكومة إجرائها ضمن ما يسّمى بالإصلاحات السياسية والاقتصادية , وبالنسبة لحكومة الإقليم هي الأخرى تريد من خلال هذه الزيارة أن تضرب عصفورين بحجر واحد , فهي من جهة تريد أن تضمن وجودها القوي في حكومة بغداد , ومن جهة أخرى تعتبر موافقتها على إجراء هذه التغييرات فرصة لابتزاز حكومة المركز ونهب ما يمكن نهبه منها كثمن للموافقة على هذه التغييرات السطحية , وهذا المبدأ ينطبق أيضا على كل الكتل السياسية المشاركة في الحكومة , فهي الأخرى تعتبر موافقتها على هذه التغييرات فرصة لابتزاز الحكومة الضعيفة جدا .
فالحكومة تريد أن تظهر أمام الشعب والمرجعية الدينية العليا أنّها جادة وسائرة في طريق الإصلاح السياسي والاقتصادي , ولا بدّ من الاتفاق مع الكتل السياسية التي تشّكل الحكومة الحالية على كيفية إجراء هذا التغيير بعد الضغط الشعبي والمرجعي الكبير للمطالبة بالتصدّي للفساد والقيام بالإصلاحات السياسية والاقتصادية الواجبة والحتمية , فالحكومة تعلم جيدا أنّ مثل هذه التغييرات المزمعة غير ممكنة ما لم يتم الاتفاق مسبقا مع الكتل السياسية من أجل تمرير هذه التغييرات في مجلس النوّاب العراقي , وزيارة نيجرفان إلى بغداد هي للاتفاق مع رئيس الوزراء حيدر العبادي على هذا التغيير ومعرفة الثمن الذي سيعود على حكومة الإقليم , وما ورد في بياني حكومتي بغداد وأربيل حول هذه الزيارة هو جزء من ( شفافية ) الحكومتين بطرح الحقائق أمام الشعب .
وقد قلنا مرارا وتكرارا إنّ الحرب على الفساد تبدأ من الحرب على المحاصصات الطائفية والقومية والحزبية , وقلنا أن الحكومة الحالية قد تشّكلّت على أساس هذه المحاصصات , والتعويل عليها بتحقيق الإصلاح السياسي والاقتصادي المنشود هو ضرب من ضروب المستحيل , لأنّ الكتل السياسية التي تشّكلّت منها الحكومة هي الفساد بعينه وهي البلاء الذي حلّ بالبلد , فليس من المعقول أن نطلب من الفاسد أن يحارب الفساد , فالفساد يا عقلاء قومي لا يحارب بالفاسدين , والإصلاح المنشود لا يأتي من خلال تغيير بعض الوجوه والأسماء , أو من خلال دمج بعض الوزارات , فما لم يتمّ إزالة السبب الحقيقي لهذا الفساد وهو المحاصصات اللعينة , فلن يكون هنالك إصلاح قط , فكفى ضحكا على الشعب المسكين , ولا خير في حكومة تنشد الإصلاح من فاسد وديكتاتور كنيجرفان بارزاني سارق نفط العراقيين هو وعمه وعائلته التي تسيطر على مقدّرات شعبنا الكردي .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
اياد السماوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat