إعلاميون "دواعش"
سامح مظهر

كثر الحديث في الفترة الاخيرة عن الاجراءات التي اتخذتها وتتخذها السلطات القطرية الخاصة باغلاق القنوات التابعة لشبكة “الجزيرة” القطرية، بعد انتهاء المهمة التي من اجلها تم تاسيس القناة، وبعد عزوف المشاهدين عن متابعة قنوات “الجزيرة” وفقا لمصادر قطرية ومن داخل “الجزيرة” ذاتها.

حاول بعض المدافعين عن قطر وسياستها في المنطقة تبرير اغلاق قناة “الجزيرةـامريكا”، وقناة “الجزيرة الوثائقية”  وتقليص عدد القنوات الرياضية، التي يزيد تعدادها عن عشرة قنوات، وكذلك اغلاق قنوات لها في تركيا والبلقان، بالعامل الاقتصادي الا ان البيان الصادر عن ادارة القناة والذي جاء على خلفية قرار اغلاق محطة “الجزيرة-امريكا”، كشف عن حقيقة الامر بالقول ان “القناة تواجه انتقادات شديدة لتغطيتها الاعلامية التي لم تحقق اي جماهيرية منذ انطلاقتها عام 2013، اذ تراجع عدد مشاهديها في وقت الذروة بين 20 و40 الف مشاهد”، وليس هناك اي اشارة في هذه الخلفية الى دور الازمة المالية في عزوف المشاهدين عن مشاهدة قنوات “الجزيرة”.

بات واضحا ان قنوات “الجزيرة” وخاصة “الجزيرة” الرئيسية، اخذت تفقد مشاهديها بسبب خطابها الطائفي الواضح والفاضح، لحساب قنوات اكثر موضوعية وقربا من خط المقاومة، وهو الخط الذي يشكل القاسم المشترك لاهتمامات اغلب مشاهدي القنوات العربية، ومنها قناة “الميادين” على سبيل المثال لا الحصر، كما ساهم انكشاف التوجهات الطائفية بل والارهابية لبعض من اصبحوا “نجوم” شاشة “الجزيرة” منذ انطلاقاتها عام 1996.

ويمكن الاشارة الى بعضهم امثال احمد منصور وتيسير علوني وفيصل القاسم واحمد زيدان، الذي يتمتعون بحظوة لدى الجماعات التكفيرية الوهابية دون استثناء، وخاصة القاعدة و”داعش”، فهؤلاء لهم مطلق الحرية في التنقل في الاراضي التي يسيطر عليها التكفيريون في العراق وسوريا وباكستان وافغانستان، ويجرون مقابلات مع جميع الارهابيين من اسامة بن لادن وايمن الظاهري ومرورا بقادة طالبان في افغانستان وباكستان، وانتهاء بالجولاني وباقي زعماء الجماعات التكفيرية في العراق وسوريا، دون ان تواجههم اي صعوبة في ذلك، والملفت ان كل ذلك يحدث تحت مرآى ومسمع اجهزة مخابرات امريكية وبريطانية وباكستانية تعمل على مدار الساعة لرصد كل شاردة وواردة يمكن ان تدلهم للوصول الى الارهابيين.

عوامل كثيرة ساهمت في انحسار وفشل “الجزيرة”، منها طائفيتها وتحولها الى بوق لنشر الفتن والخراب في البلدان العربية، ولكن يبقى هناك عامل في غاية الاهمية ساهم في سقوط “الجزيرة” هذا السقوط المدوي، وهو سماح القناة لصحفييها للكتابة والتغريد في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انكشف المعدن الطائفي البغيض لهؤلاء الصحفيين والاعلاميين، ويكفي القارىء الكريم ان يتابع مقالات وتغريدات الذين اشرنا اليهم في مقالنا هذا، وعندها سيصدم من خطابهم “الداعشي” و“القاعدي”، فهي مقالات وتغريدات تزكم الانوف لطائفيتها وتكرارها لمفردات الخطابين الداعشي والقاعدي مثل “الروافض” و”المجوس” والصفويين” و“المشركين” و“المرتدين” و“النصيريين” و“الكفار”، والى هذه المفردات.

على سبيل المثال لا الحصر، سنعرج على بعض مواقف وتصريحات رئيس مكتب “الجزيرة” في اسلام اباد، السوري احمد زيدان، المعروف بطائفيته المقززة والتي لا يحاول حتى اخفائها، لانه لا يستطيع اخفائها لحجم الحقد والكراهية التي يكنها للمسلمين الشيعة، وهي كراهية لا تقاس الا بكراهية التكفيريين من الدواعش والقاعدة، فقبل ايام عندما تعرضت منطقة الزينبية في ريف دمشق، وهي منطقة سكنية مكتظة ، لثلاثة تفجيرات انتحارية تبنتها داعش واسفرت عن استشهاد اكثر من 70 شخصا، بينهم الاطفال والنسائ والشيوخ، وجرح المئات، اصابة الكثيرين منهم خطيرة، والحقت اضرارا مادية هائلة، هذه الجريمة استنكرتها حتى بعض الشخصيات المعارضة المحسوبة على قطر والسعودية وتركيا، لبشاعتها، ولكن مراسل “الجزيرة” وانطلاقا من “موضوعيته وحياديته المهنية”، والتزاما منه بشعار جزيرته “الراي والراي الاخر”، اعرب عن سعادته بالتفجير الارهابي الذي وصفه ب”الاستشهادي”، وكتب في صفحته الشخصية على توييتر ان “العمليات الاستشهادية في الست زينب ضد “القتلة الطائفيين” هذا ما ينكئ العدو “المجرم” وليس استهداف المجاهدين والثوار ومناطقهم”.

هذا القيح الذي افرزه الطائفي المريض السادي احمد زيدان، ليس جديدا على هذا الفتنوي الحاقد على الاسلام والمسلمين، ففي تاريخ 15 / 11 2015، قام بنشر مقطع فيديو على صفحته على فايسبوك “انه لاحتفالات تطلق فيها الالعاب النارية في محلة الطريق الجديدة ببيروت معقل السنة بلبنان (كما كتب الوهابي الطائفي زيدان حرفياً) وذلك بعد سماعهم خبر تفجيرات الضاحية”، رغم ان الفيديو الذي نشره كان لحفلة زفاف ولا علاقة لها بما جرى في تفجيرات الضاحية، ولم يرفع الفيلم من صفحته حتى بعد ان تبينت الحقيقة ، وذلك بهدف بث الاكاذيب والاشاعات لزرع الفتنة بين اللبنانيين بهذا الشكل الرخيص.

بعد ان انهى زيدان مهمته ولم يعد هناك من حاجة له، وضعته المخابرات الامريكية على لائحة الارهاب، وذلك بعد ان كشفت وثائق سربها المتعاقد مع المخابرات الأميركية سابقاً، إدوارد سنودن، عن ان زيدان عضو في تنظيم “القاعدة”، کما جاء فی موقع The Intercept، وبحسب الوثيقة، رصدت المخابرات الأميركية زيدان وصنفته كإرهابي، من خلال جهاز “سكاي نت”، الذي تستعمله لرصد الاتصالات “المشبوهة”، والتي تحدد مكان وزمان الاتصالات، ولا ندري لماذا استيقظت المخابرات الامريكية من سباتها الطويل، بعد ان تركت زيدان وفي اكثر من مرة يتنقل في احضان الجماعات التكفيرية، شأنه شأن رفاقه علوني واحمد منصور رفيق الجولاني، ويلتقي زعماء الجماعات التكفيرية من امثال اسامة بن لادن وبيت الله محسود زعيم حركة طالبان باكستان السابق، وغيرهما، دون ادنى مضايقة؟

نتمنى ان يعلنها احمد زيدان “داعشية” صريحة، بعد ان سقطت الاقنعة وانفضح امره وامر “جزيرته”، وان يمتلك شجاعة رفيقه في “الدعشنة” ، سيىء الصيت فيصل القاسم، والا يكتفي بسب المسلمين على خلفية مذهبية ويفرح بتقطيع اوصالهم ويصف قتلتهم الدواعش بالاستشهاديين، وان يبدأ باطلاق لحيته ، ليكون اكثر اقناعا لخلفيتهم الداعشي ، عندما يتقىء طائفية وحقدا.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سامح مظهر

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/03



كتابة تعليق لموضوع : إعلاميون "دواعش"
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net