صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

جوع الفلوجة
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الفلوجة تجوع، والفضل يعود كما يقول صديقي أسامة حسين الذي يسكن في منطقة تسمى عامرية الفلوجة لأصحاب البايسكلات من أعضاء تنظيم مايسمى الدولة الإسلامية داعش الذين يصرون على البقاء في المدينة المنكوبة، ويتحضرون لمعارك تتكرر من حين لآخر ضد القوات العراقية كما كان الحال في أول أيام السيطرة الأمريكية على هذا البلد حين تحصن أكثر من ثلاثة آلاف عنصر مسلح في مدينة المآذن بعد أن تم حرق مقاولين أمريكيين وتم تعليقهم على جسر على الفرات،وكانت المعارك شرسة للغاية بين الأمريكيين والقاعدة في عهد حكومة السيد إياد علاوي، وتكرر المشهد مع جنود عراقيين ومواطنين أتهموا بالخيانة من قبل الجماعات الدينية المتشددة والمقاتلة.
لكن الفضل لايعود فقط لأصحاب البايسكلات، هناك مسؤولية تقع على القوات العسكرية التي سمحت لداعش بالتوغل والسيطرة، ومارست دورا متراخيا، وهناك مسؤولية على الحكومة المحلية في الرمادي التي تنازعت الأموال والمناصب والمكاسب ونسيت الناس العاديين يأكلهم الجوع والحرمان والحصارات والنزوح في الفيافي وفي المدن البعيدة، وشيوخ العشائر ورجال الدين الذين مارسوا المراهقة السياسية والتعصب، ولم يتصرفوا بحكمة فأصبحت المدينة نهبا للمتطرفين القادمين من دول أخرى بشعارات دينية زائفة موهومة، لاتحقق مطلبا حقيقيا، وكل مايترتب عليها إنها تترك المدن خربة مدمرة منهكة ويسيح أهلها في البلاد يبحثون عن ملاذ، بينما ييتم الصغار، وتترك النساء بلاحارس ويكن نهبا لمطامع النفوس الدنيئة، ويتكوم الصبية واليتامى والعاجزون في خيام النازحين بإنتظار من يغدق عليهم بفضل من طعام وشراب ودواء وغطاء.
القوات العراقية تقوم بعمليات عسكرية في مناطق مختلفة من محافظة الأنبار المضطربة، وحققت تقدما طيبا وتمكنت من السيطرة على الرمادي وجزر على الفرات وقرى ونواح عديدة لكن الفلوجة مدينة عثية فهي تضم مقاتلين من تنظيم داعش محصنين في المباني الحكومية ولديهم قدرات عالية، بينما يشكل وجود كثافة سكانية عائقا أمام تقدم تلك القوات التي يترتب عليها فعل الهجوم من أجل طرد المسلحين وإستعادة المدينة، ولكن من غير المعقول تجاهل الحاجة الى عملية نوعية كبرى لتأمين خروج الأسر الفقيرة والشيوخ والمرضى والنساء والأطفال، وتوفير الغذاء لهم، فالتنظيم المتشدد لايؤمن بمانفكر فيه من طريقة للحياة نظنها ناجعة ويراها طالحة وفاسدة ولايعبأ بكل مانقدمه من تلك التصورات وعينه على غاية واحدة هي تحقيق حلم لاأمل فيه على الإطلاق، وهو يمثل نهاية لفكرة الجنون العالي.
كل مانستطيع التفكير فيه الآن هو إنقاذ الفلوجة من داعش وحماية العزل، فهذه مسؤوليتنا جميعا كعراقيين دون التفكير بإنفعالات آنية غير مجدية، أو إتهامات ليست ذات قيمة أمام مسؤوليتنا الإنسانية

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/07



كتابة تعليق لموضوع : جوع الفلوجة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net