صفحة الكاتب : احمد علي الشمر

الناقد الدكتورعبد الله الغذامي من السمنه إلى محاربة السنة..كيف..!!
احمد علي الشمر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
  يعدالدكتورعبدالله الغذامي بلا منازع أحد أضلاع وأركان الثقافة التنويرية فى هذه البلاد، وهو كذلك محسوب على قوائم الليبراليين القلائل فى بلادنا، رغم أنه ينفي عن نفسه هذه الصفة، ويعتبره البعض من الشخصيات المثيرة للجدل بسبب طروحاته الفكرية الحداثية، التى أثارت الكثيرمن اللغط  والنقد والجدل الحاد من قبل بعض خصومه، الذين يرون فى فكر وتوجهات الدكتور الغذامي، تجاوزا وخروجا عن طبيعة المألوف، بالنسبة للفكروالثقافة السائدة بنمطها وأسلوبها القليدي المعروف، وهذا بطبيعة الحال، جاء نتيجه للرؤية الفكرية المتميزة، التى غلفت أدبيات الدكتور الغذامي فى خطه الفكري والنقذي ومجمل طروحاته وأعماله الفكرية والنقذية والأدبية التى يلتزم بها، والتى لاشك تعتبرمن بين أهم وأبرز الأعمال الفكرية التى تضاهي الكثير من أعمال النخبة الأدبية فى الوطن العربي.
ومن هنا جاء تفرد الدكتورالغذامي بهذه المكانة الرفيعة فى نهجه العلمي والأدبي والفكري، كأكاديمي متمكن أولا وكمفكربما حققه وأنجزه خلال تاريخ مسيرته الفكرية الحافلة ثانيا، والتى أوجدت له هذه المكانة المتميزة، ليس فقط بين المثقفيين والمفكربن فى داخل بلاده فحسب، وإنما على مستوى المثقفين والمفكرين العرب فى أنحاء كثيرة من وطننا العربي.
 أقول هذا الكلام إحقاقا للحق فيما أنجزه الدكتور الغذامي دون مجاملة ولا مغالاة، فهكذا عرفنا الدكتورالغذامي مفكرا وناقذا وروائيا كبيرا فى توجهه وطرحه الفريد، وأيضا تعاليه على الكثيرمن الصدامات الجدلية النقدية الحادة، التى مسته، بسبب نمط خطه الفريد؛ الذى يتناول به موضوعاته الفكرية والنقذية.   
غيراننا فى هذا المقال الذى نشره بالجزيرة يوم السبت الماضي، تحت عنوان (محاربة السنة) وجدناه شخصية أخرى مختلفة لاتنتمي بصلة لشخصية الدكتور الغذامي، الذى عرفناه من قبل..!!
   فى هذا المقال الذى بدأه متوازنا وهويحاول معالجة تصحيح شكوكه عن الخبر الذى نقله حول محاربة السمنة، قبل أن ينتقل فجأة من محاربة السمنة إلى محاربة السنة، ومن ثم لينتقل بردة الفعل هذه بعد ذلك وبمقياس (180) درجة الى السياسة والقضايا الطائفية، خصوصا باعترافه وتأكيده، على أنه يعيش أزمة ضمير، حتى صار كل شئ لديه طائفيا..!!
  وبالتالي توصله الى نتيجة هذه الحالة بحسب كلامه التى عمت الأمة، والتى أصبحت تتحكم فيها الطائفية، وبما فى ذلك علاقاتنا العامة كما يقول أصبحت أيضا تخضع تحت سلطة المعنى الطائفي، فلم نعد بشرا بمقدار مانحن طوائف..!!
واقعا هذه التداعيات الطارئة فى أفكارالغذامي فى استدلالاته السياسة التى أسقطها على بعض صورالمشهد السياسي العام الذى تعيشه الأمة، كشف جوانب من الأزمة النفسية التى يعيشها مفكرنا الغذامي، والتى خلط فيها فيما يبدووللأسف وتحت طائلة هذا التأثير لبعض قراءاته للمشهد السياسي، والذى انتقل فيه من الرؤية النقذية الصرفة إلى الرؤية الطائفية المقيتة، فانتقل من رؤاه العامة تجاه  تلك المواقف والقضايا، إلى مواقف وقضايا أخرى لاعلاقة لها بواقعه الذى يعيشه، وأدت به إلى هذا الخلط بين رؤاه الإنسانية وحتى علاقاته الشخصية، ومنها على وجه التحديد علاقاته التى تربطه، خاصة ببعض مكونات وشرائح مجتمعه من ذوي التوجهات المذهبية الشيعية، وتلك هي الطامة الكبرى فى تداعي هذا التحول المفاجئ والصادم فى رؤيته التى أجملها فى هذا المقال..!! 
  وبالطبع أنا هنا غيرمعني، ولا يهمني فى هذا التعقيب على فحوى إشاراته السياسية، بقدر مايعنيني ويهمني رؤيته الإنسانية، التى طالت للأسف بحسب قوله علاقاته مع بعض زملائه وأصدقائه وحتى طلبته من المكون الآخر، الذين هم من جل أصدقائه الذين أصبحوا اليوم يتحاشون الحديث معه أو حتى ذكرإسمه، كما يقول وإلى حد أنه أصبح بينه وبينهم حاجزمرعب، هذا قطعا، بعد أن صاروكما ذكرتحول خبر السمنه عنده إلى خبر كارثي..!!
  ولا شك أن هذا يأتي كما نستشف ونستنتج من سياق روايته، ما يعيشه من أزمه نفسية، خصوصا بعد التراكمات المتتابعة لصورالمشهد المتوترلأحداث المنطقة، وهوما أدى به إلى دخوله فى نوبة تلك الشكوك والظنون التى ترجمت مغزى هذا التحول..!!
وهي كما يقول ذات الشكوك والظنون نفسها التى كانت السبب فى تغييرالخارطة  الذهنية لكل شئ فينا، وهوبالطبع يقصد هونفسه..!!
وهذا لاشك اعتراف خطيرفى تراجعه عن خطه ورؤيته التنويرية الملتزمه التى عرف وتميزبها، وهواعتراف وتراجع كنا وتمنينا من أن لايصدرمن مفكر بحجم الغذامي كأكاديمي بارزأولا وكمفكرتنويري متميزله مكانته وإسهاماته العلمية والفكرية البارزة داخليا وخارجيا ثانيا.
 وهذا فى واقع الأمركان السبب الحقيقي الذى أذهلني ولفت نظري ودفعني للمداخلة فى هذا التعقيب على هذا المقال، وهوربما قد أذهل الجميع أيضا، بما ذكره تحديدا حول أسباب تحوله وشكوكه وظنونه، ومنها مما طالت أصدقائه الشيعة الذين تبذل موقفه منهم أوموقفهم منه كما قال..!!
  لكن الشئ الذى لم نستوعبه ولم يوضحه ولم ويعلمنا به، هولماذا تغيرت مواقفهم منه وماهي مبرراتهم والأسباب والدواعي الحقيقية إن كانت فعلا حدثت،  هذا إن لم تدخل فى دائرة ذات الشكوك والظنون التى إنتابته فعلا بسبب خلطه فى فحوى قراءاته لدوامة الأحداث التى تشهدها الساحة، وما دونه بالتالي مخزون ذاكرته من قراءة عكس سلبياتها على الوضع العام، ومن ثم قام بإسقاط حصيلة تلك القراءة بهذا  الموقف الغريب من أصدقائه..!!
  وهذا أيضا رغم أن تلك الأحداث قد وقعت خارج الوطن، ولاعلاقة للمواطن فى الداخل بمختلف مكوناته بها من بعيد أوقريب، وإذن فتلك مسوغات غيرمنطقية وغيرمبررة ولاتسوغ بأي حال من الأحوال، الشكوك والظنون فى إعراض بعض من شرائح ومكونات وطنه باتخاذهم موقفا معاديا منه.  
 وبالخصوص بأن شخصية الدكتورالغذامي شخصية معروفة للجميع وله توجهاته العلمية الفكرية الصرفة، كما أن سجله الفكري العام، سجل ناصع والحمد لله، ولم تسجل له أي مواقف مناوئة ولا أية تجاذبات فى الشأن الطائفي.
  فما الذى غيريا ترى مواقف أصدقائه الشيعة منه، وجعلهم يعرضون عنه اليوم، فهل فقط لأنه سني كما حاول أن يقنعنا من خلال إشاراته، وهل كانوا يالأمس يجهلون توجهه المذهبي ولم يعرفونه غيراليوم..؟!!
   أجزم بأن الدكتورالغذامي قد قفزعلى الحقيقة وظلم أصدقائه بهذه الشكوك والظنون، التى قادته لهذا الإستنتاج غيرالواقعي، فما أعرفه وأنا من ذوي التوجه المذهبي الشيعي ان مجتمعنا الشيعي فى عمومه بهذه البلاد، ليس من شيمه الحقد على إخوانه من مختلف المكونات ولا يضمرلهم إلا الحب والوفاء، فما بالك من أن يكون هذا المكون هومن أمثال الدكتورالغذامي، المعروف لديهم بطبيعته وعلاقاته الطيبة مع الجميع، فضلا عن تخصصه المعروف فى الدراسات البحثية التى تتناول شئون الأدب والثقافة والفكر، وهومما يعمق ويوطد علاقة الجميع به، فما الذى يجعلهم فى أن يقفوا منه تلك المواقف الغريبة، وهذا بالتالي أيضا ما يفند أية مزاعم تحاول تشويه هذه الصورة..؟!!
  وهنا أرى أيضا أنه ليس من شأن أي مواطن ومهما كانت الأسباب، بأن ينحى باتخاذ مواقف سلبية تجاه وطنه ومواطنيه، بل أن مانلمسه هوالإنسياق الفطري فى ألود والحب لمواطنيه والعلاقة الطيبة مع الجميع،  والولاء للأرض والوطن، ومايردده البعض عن تجييرالولاءات والإنتماءات لخارج الوطن، فلاشك بأنه ضرب من الأوهام والتخيلات الجوفاء التى لاتختمر إلا فى عقول وأذهان المغرضين، الذين يريدون زعزعة الإستقرارالذى تنعم به بلادنا، وتشويه الحقيقة وتخريب العلاقة والنسيج الإجتماعي المتماسك الذى يربط العلاقة الحميمة بين كافة شرائح المجتمع فى هذا الوطن العزيز. 
أخيرا آمل من استاذنا الكبيرالغذامي أن يعود لطبيعته ويبتعد عن شكوكه وظنونه وتشاؤماته، التى جثمت فيما يبدوعلى أفكاره، نتيجة لنظرته التشاؤمية التى تمخضت عنها قراءاته السياسية، حول التداعيات التى تشهدها المنطقة، وأن يعود مختارا وراغبا لأصدقائه ومحبيه وطلابه وهوراضيا وسعيدا وقريرالعين.
alsahafee@Gmail.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد علي الشمر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/08



كتابة تعليق لموضوع : الناقد الدكتورعبد الله الغذامي من السمنه إلى محاربة السنة..كيف..!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net