صفحة الكاتب : علي الزاغيني

التغيير الحكومي وتكهنات المنجمين
علي الزاغيني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 في بداية العام الجديد طل علينا من خلال أحدى القنوات الفضائية احد مقدمي البرامج المختصة بعلم الفلك والأبراج متوقعا ان يكون هناك تغيير كبير سيطرأ في الحكومة العراقية يقوم به السيد ألعبادي في تشكيلته الوزارية وهذا يقودنا الى مدى صدق هذا  التنبوء من عدمه ام هي تخمينات سياسية اراد من خلالها  ان يثير الجدل حول توقعاته الفلكية , ولكن على ما يبدو جزء من الحقيقة قد لاح بالأفق عندما اعلن السيد العبادي عزمه على اجراء  تغيير كبير في كابينته الوزارية  وهذا ما يسعى اليه من خلال كسب ودعم البرلمان والشعب ولكن على كل حال  لازال الامر في بدايته رغم ان اغلب الكتل السياسية على علم بالتغيير المرتقب وقد اعدت الخطط له وهذا واضح جدا في خطب وأحاديث رؤساء الكتل والمتحدثين باسماؤهم وكذلك أعضاء برلمان من خلال تصريحاتهم في البرامج السياسية منقسمين فيما بينهم مابين مؤيد ومعارض للتغيير.

في حقيقة الامر ان التغيير يجب ان يكون   وليس مجرد تصريحات اعلامية يراد بها رمي الكرة بملعب الاحزاب   والكتل السياسية واذا ما تدخلت الكتل بفرض وزراء يمثلون احزابهم وان كان المرشحين تكنوقراط  كما اراد السيد العبادي  فان التغيير سيكون مصيره الفشل ولا يحقق شئ  ويبقى مجرد حبر على ورق ويكون تبديل وجوه فقط  وهذا الفشل بعينه ونعود الى حيث بدأنا دون تحقيق اي نجاح  , كما يجب ان يرافق  التغيير تقليص واضح وصريح بعدد الوزارات التي هي مجرد هيكل وزاري دون فائدة وتكلف ميزانية الحكومة ملايين الدولارات ارضاء للكتل والاحزاب السياسية ومن خلال هذا التقليص بعدد الوزارات قد تم تخفيض الانفاق  الى الحد المقرر .

ليس من السهل ان تتخلى الاحزاب عن وزارات ومناصب  تعدها من استحقاقها الانتخابي نتيجة المحاصصة ولكن يجب ان تكون هناك تنازلات ومنح  الدكتور العبادي فرصة لإثبات وجوده وان لا تكون شماعة نحن من  أتى بك الى رئاسة الوزراء هي التي يتحدثون بها ويمكن ان نرفع الثقة عنك اذا ما تضررت مصالحنا ولم نحصل على مكاسبنا الانتخابية  من وزارات ومناصب , واذا ما فشل بهذا التغيير المرتقب فهو فشل ذريع لهم لأنهم وضعوا العصا بعجلة التغيير وبالتالي سوف لا يمكن  ان يلومه احد على ذلك .

يجب ان يكون التغيير عراقي في كل شي ولا يجوز ان يكون هناك تأثير خارجي مطلقا بفرض ما يمكن فرضه من وزراء او تباع تلك الوزارات بملايين الدولارات بالوقت الذي نحن فيه الى كل دينار من اجل ان تصرف رواتب المواطنين في هذه الأزمة  المالية التي لا يعلم سوى الله متى تنتهي وكيف تنتهي  اذا ما استمر سعر النفط بالنزول وعدم وجود موارد اخرى يمكن من خلالها سد النقص الحاصل بالميزانية .

نحن بحاجة ثورة حقيقة للتغيير الوزاري وليس فقط تحشيد أعلامي  لا فائدة تجنى من وراءه وخطاب يراد به لفت انظار الناس عما يجري في الساحة العراقية من أحداث ويجب ان نكون صادقين في عملية التغيير وان نكف عن لغة التلاعب بمشاعر المواطنين ومحاولة ان نجعلهم الضحية بعدما انتخبوا من ظنوا انهم الورقة الرابحة لبناء العراق .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي الزاغيني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/14



كتابة تعليق لموضوع : التغيير الحكومي وتكهنات المنجمين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net