صفحة الكاتب : صادق غانم الاسدي

من يطبق اصلاحات رئيس الوزراء
صادق غانم الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اشاع في الفترة الاخيرة بين اوساط الكتل السياسية ووسائل الاعلام ان حزمة من الاصلاحات ستصدر قريبا من رئاسة الوزراء لمعالجة تداعيات الوضع الاقتصادي والفساد المستشري في كافة دوائر الدولة دون استثناء وتختلف فجوة الفساد وخطورتها من وزارة الى اخرى , بلا شك ان حجم التحديات كان كبيراَ والضغط من الحكومة على الوزارات وتهديدها بالتقليص واستخدام سياسة التقشف اتجاه صرفياتها وزيادة فعالياتها وحجم تبادلها الاستثماري من اجل الحصول على الاموال واعتماد ذلك في تمشية امور الوزارات , سبب احراجاَ كبيراَ الى البسطاء من المواطنين بجميع شرائحهم من الموظفين والعاملين في القطاعات الخاصة وانعكس ايضا على حركة العمل والقوة الشرائية والتبضع دون تخطيط مسبق وسياسة معلنة يحدد فيها شكل الاصلاحات وانعكاساتها على مستقبل السوق والوضع الاقتصادي ,فبدأت اغلب وزارات الدولة من وضع خطط تحصل فيها على اموال لتصريف شؤونها وسير أعمالها ويكون فيها الموظف البسيط اول من سيشمله ذلك التعديل , كما لاحظنا ذلك بزيادة بدل الايجارات والتي فرضت على موظفي السكك الساكنين في المجمعات السكنية التابعة للشركة العامة للسكك الحديدية حيث اعدت وزارة النقل خطة تحصل فيها على مبالغ من الساكنين بدفع بدل ايجار بإثر رجعي اعتبارا من 1/1/2008 وترتب على ذلك بان كل موظف ساكن في مجمعات السكك سيدفع مبالغ تصل ربما الى 5ــ 6 مليون دينار في ظل الازمة المالية ,علما ان الايجارات كانت تستقطع بنسبة من رواتب الموظفين وجاء هذا القرار منسجما مع اصلاحات رئيس الوزراء العبادي بضرورة الحصول على واردات لديمومة امور الوزارة في الايفادات والصرف على المشاريع الفاشلة وقد تضرر فيها كل الساكنين في المجمعات وهم من الموظفين البسطاء,ولايختلف الامر في وزارة التربية على التقديم للامتحانات التمهيدية فقد حدد مبلغ خمسين الف دينار رسم على كل طالب يرغب بداء تلك الامتحانات بعد ان كان اقل من ذلك مع العلم ان تلك الامتحانات هي فاشلة من حيث الترتيب والدقة وانتشار حالات الغش الجماعي فيها دون رادع او الغائها لفترة لحين استقرار الوضع الامني ,اصلاحات العبادي لم تكن موفقة وقد رفضتها الكثير من الكتل الحاكمة كونها تمتلك احزاب وسطوة كبيرة وتتقايض على المناصب ,هنالك ثلاث ملفات مهمة لو استطعنا ان نذللها على الاقل لوفرنا مبالغ كبيرة للدولة واستطعنا ان نحقق انجازات في جميع الجوانب الامنية والاقتصادية ونبني عراق ديمقراطي, من هذه الملفات الملف الامني الذي يدور في حلقة محكمة ولم نجد له اي بادرة تعزز فيها القضاء على الجريمة وتزيد من ثقة المواطن برجل الدولة والتعامل معه بحس امني , والملف الثاني هو ملف الاموال المهربة والتي تهدر من غير حق ودون أمانة وحرص تصون ثروات البلاد وهنالك مئات المليارات لو استرجعناها لتعزز الموقف الاقتصادي للدولة ولانخشى حالة التقلبات في مجال اسعارالنفط والتي تعصف بخلخلة موازين سياسة التنمية , والملف الاخر هو ملف الفساد والجميع يشكون والجميع يصرحون في الاعلام في الصحف في الندوات في المجالس العامة , رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب ورئيس الجمهورية في كل لقاء يتحدثون عن وجود فساد وهو الذي أخر البنية التحتية واضعف القوات المسلحة ولكن لم يحدد رأس الفساد والجهة المسؤولة عنه , ولم يتمكن اي وزير ان يحاسب ويحيل مدراء عامين الى النزاهة بتهمة الفساد وفي خطوة جريئة اقدم عليها السيد محمد شياع السوداني وزير التجارة على احالة مديري عام الحبوب وسايلو خان ضاري مع 15 موظفا الى النزاهة ونتمنى ان يمتثل بقية الوزراء ويكونون على قدر المسؤولية والشجاعة بتشخيص الخلل ومحاسبة الفاسدين ولايلقون التهم والتصريحات في الاعلام , فالمسؤولية تتطلب التصدي والشجاعة والحق فالكل ينشدون سيرة الامام علي عليه السلام ويتحدثون عن ثورة الامام الحسين عليه السلام ولكنهم ابعد بالفكر والعمل والمنطق ¸على رئيس الوزراء ان يمتثل ويسمع صيحات الجماهير ويستجيب لبعض من مقترحاتهم ولو لمرة واحدة , كأن يعطل ويلغي بعض الجوانب التي يهدر بيها المال العام ويلغي الحمايات الشخصية فالكثير من المدراء العامين يمتلكون سيارات وحمايات كبيرة وتحت مسميات وهمية للتغطية , وتقليل الايفادات وصرف المكافئات ومحاسبة وتغريم المدراء العاملين الاموال التي صرفت على المشاريع المتلكئة والفاشلة, كل ما قمت به يارئيس الوزراء من اصلاحات لم تجد لها نفعا ولم تحد من تعزيز الموقف المالي للدولة وكان اول المتضررين بها هم الطبقة العاملة والموظفين البسطاء واصحاب الدخل المحدود ولم يتاثر بها اي وزير او مدير عام مع حاشيته.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صادق غانم الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/16



كتابة تعليق لموضوع : من يطبق اصلاحات رئيس الوزراء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو الحسن ، في 2016/02/18 .

الكاتب المحترم
الطبقه السياسيه الفاشله وشله الحراميه عملوا نفس اخونا المصلاوي قالو له نزوجك قال انديه قالو له نزوجك اخوك قال مابحالنه شيىء
البرلمان يعقد مؤتمر ب 8 مليار عراقي للبرلمانات الاسلاميه عادي عدنه فلوس
سليم الجبوري يسافر لامريكا عادي عدنه فلوس ماكو مشكله
عندنا مثل عراقي يقول بحجه الوليد وتاكله امه الجماعه دمرو الشعب العراقي بحجه انخفاض اسعار النفط
صولاغ يكول وفرت للموازنه 21 مليار
الماليه تكول وفرنا 500 مليار
عديله حمود ما ندري شكد راح توفر
بعدين وزاره النفط مغلسين على البانزين والغاز الي يبيعونه ما جايبينه بالطاري فلوسه وين تروح
فلوس المنافذ الحدوديه الجماعه غلسو عليها
فلوس الاتصالات الموبايل والانترنيت الجماعه غلسو عليها
استقطاعات الموظفين والمتقاعدين غلسو عليها
كل هذا بطركاعه النفط هبطت اسعاره
هسه الي استلموه وجاي يلفطوه اكثر من العجز واكثر من الميزانيه
المثل العراقي يقول بدل ما تكسر رجل الدجاجه قل لها هش
وحيدوري العبادي بدل هذه الجنجلوتيات وهذه البهلوانيات وهذه المسرحيه الهزيله ما تقليص ودمج الوزارات شغله بسيطه يحل الموضوع يجيب افلوسنه الي بالخارج الي باكوها الجماعه لانهم حرامي الهوش يعرف حرامي الغنم وبدل ما يبيع عقارات الدوله ايروح ايبيع عقاراتهم بلندن وابو ظبي وعمان والقاهره وابوك الله يرحمه
وانا متاكد ما راح يصير اي اصلاح وقصه سياسي العراق كعياره مصر ليش لانهم عرفوا هذا اشعب جبان وما يحرك ساكن والمرجعيه غسلت يدها من هذا الشعب الي باع دينه من اجل حفنه دنانير





حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net