صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

هل أن بيوضنا فاسدة؟!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الأمم والشعوب تبيض وتحتضن بيوضها لتفقسها ما أخصبته فيها , ولكل أمة بيوضها وأمهاتها الحاضنات لها , والراعيات لفراخها الحضارية , ولا يمكن لأمة أن تكون حية إذا عُقِمَت أو (مَذَرَتْ) ( أي فسدت) بيوضها.
ويبدو أن بعض الأمم لا تبيض , أو أن ديوكها قد جُزِرت , أو أن بيوضها تؤخذ منها لتوضع تحت أمهات أخريات , أو أنها ترقد على بيوض غير ملقحة " بيضة ما بيها ديج".
وعندما تفقد الأمم الحية بيوضها ويحين وقت تفريخها , فأنها ترقد على ما يُشبه البيض , حتى تذهب عنها رغبة التفريخ وتعيد الكرة تباعا.
وبعض الأمم التي تحرم بيوضها من التخصيب , أو تؤخذ منها بيوضها المخصبة , يتم خداعها بوضع ما يحلو للآخر من بيوض لكي تفقس فتتعهدها بالرعاية , وكثيرا ما يوضع تحت الحمامة بيض دجاج , أو تحت الدجاج بيوض بط وغيرها من البيوض.
وفي عالم الأمم , البعض يضع بيوضا يأتي بها من الأجداث والغابرات ويوهم الأمة بأن عليها أن ترقد عليها , لكنها بيوض (ماذرة) (فاسدة) , وتبقى الأمة راقدة عليها , ولا نتيجة منها , رغم هزالها وقسوتها على نفسها على أمل أن يخرج من تحتها فراخ , وتضعف الأمة , وتخور قواها , وتصاب بالغثيان  والتخبط في سرابات الفراخ المتراكضة خلفها والناشطة حولها.
وبعض الأمم التي لا تبيض تضطر للرقود على بيوض التأريخ التي لا تفقس أبدا , وإنما هي بيوض فارغة , لأنها فقست في حينها وترعرعت فراخها في مكانها وزمانها.
وأمم أخرى لا تبيض لكنها تعرف مهارات سرقة بيوض الأمم الأخرى لتحتضنها وترعى فراخها وتنميها لصالحها , وهذا ما تقوم به الأمم المتقدمة في الدنيا , حيث تستجلب أنواع البيوض والفراخ الفاقسة منها في بيئات أخرى , لتتعهدها بما يستظهر قدراتها ويطلق طاقاتها لتستثمرها لصالح قوتها وعزتها وتقدمها.
وأمتنا من الأمم التي تبيض في أعشاش غيرها , وترضى بما يوضع تحتها من بيوض لموجودات مناهضة للحياة , فترقد عليها وعندما تفقس تحسبها بيوضها , ويُلصق بها ما يظهر عليها ويبدو منها من علامات وتفاعلات وسلوكيات ذات تأثيرات سقيمة وأليمة.
والأمم التي لا تعرف بيوضها لن تتواصل وتتقوى وتكون , فالحمائم التي ترضى بالجلوس على بيوض الدجاج لن تحافظ على تواصل نوعها , وكذلك الدجاج الذي يرضى بالرقود على بيض طيور أخرى أو على ما يشبه البيوض.
ترى هل لنا أن نرقد على بيوضنا المعاصرة , ونأبى البيوض الفاسدة , أو التي تُدحَس تحت أجنحتنا , أو تُدَس في أعشاشنا , فتفقس ونتورط برعايتها وتحمل أخطارها؟!!
وهل أن الأمة راقدة على بيوض لا تفقس أبدا؟!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/21



كتابة تعليق لموضوع : هل أن بيوضنا فاسدة؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net