صفحة الكاتب : واثق الجابري

وزارة الصحة؛ إجراء صحيح في وقت خطأ
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 تنبري أصوات كثيرة بعد كل قرار حكومي؛ بذريعة الدفاع عن الفقراء؛ لدرجة وصف بعضهم؛ أن زيادة  ألف دينار على قنينة الغاز؛ ستذهب في جيب الوزير.
 فهل أن الوزير مثلاً هو من يبيع الغاز، أو تحت طائلة أيّ حساب نضعها ليتصرف بها لوحده؟! ووزارة الصحة لا تجني أرباح من إستفياء أجور رمزية.
 لا يختلف تشبيه العراق عن بيت محترق، وعلى أبوابه لصوص وقطاع طرق ومجرمين، يُريدون قتل أبناءه، ولن ينفعنا التلاوم والنار ما تزال تحرق واللصوص ينتظرون فرصة النهب، ويستل السلاح على الرقاب، ولدينا جرحى وضحيا لا نجد لهم علاج.
  يتحدث سطحيون عن أهمية الدعم الحكومي، والدولة ملزمة بدفع تكاليف الماء والكهرباء بذريعة المساواة وينسون العدالة، ولا نختلف بوصف العراق من أكثر الشعوب تبذيراً فيها، وقد يكون في العراق مستشفيات كبيرة تفوق كثير من الدول، ولكن هل الخدمة بذلك المستوى؟! وهل أن المواطن على قناعة بالمؤسسة الصحية، ولماذا يتم التجاوز على الأطباء؟!
 الإجراء الأخير الذي أتخذته وزارة الصحة، لا يوازي مطلقاً نظيرتها في العالم، وتكاليفها أكثر بعشرات المرات عن أجور تستقطعها الحكومة، وكشفية الطبيب من 1-3 ألف دينار، والتحليل ألف والأشعة ألفين والمفراس والرنين خمسة آلاف، والرقود مع الأدوية 5 آلاف، والعملية 15 ألف، وعند مقارنة الأرقام نجد التحليل يكلف  2 ألف للشركة المصنعة للجهاز، والرنين عشرات أضعاف، وغذاء يوم واحد 6آلاف، وشراشف العملية الواحدة 25 ألف، ناهيك عن رواتب الموظفين ومستلزمات كل عمل.
نعود للبعد الإستراتيجي ومقارنة التكاليف مع نتائج ما سيحصل عليه المريض، فزخم المرضى سابقاً لا يعطي المجال للطبيب لفحص مرضاه بدقة، ويتطلب العدد الكبير تأجيل كثير من فحوصاتهم الى مواعيد ستغرق أسابيع وأشهر، وهذا ما يكلفه عناء المراجعات ومصاريف التنقل، وتراجع الحالة الصحية، والنتيجة يستدين الفقراء لمراجعة العيادات الخاصة، ونتوقع تراجع أعداد المراجعين الى 40%، ويُعطي للمريضة فرصة في إكمال الفحوصات في يوم واحد، والخروج بنتيجة مقنعة وعلاج كامل.
إن قرار وزارة الصحة صحيح في وقت خطأ،  في زمن يُزايد المزايدون ويتاجر المتاجرون بحياة المواطنيين دون  نظرة بُعد إستراتيجي، وبما أننا في معركة والخطر لا يستثني أحد؛ فعلى جميع المواطنين المساهمة في حماية أهم مؤسسة مرتبطة بالحياة، وقد يعتقد بعضنا أن التكاليف أكثر من قيمة ما يحصل عليه؛ لكن عليه أن يُدرك كمواطن أن هناك حالات مرضية  يستوجب إنقاذ  حياتها؛  بآلاف الدولارات شهرياً، ولدينا جرحى من المعارك المصيرية ملزمون بإجراء عملياتهم، والمستشفيات خط ثاني في معركتنا مع الإرهاب.
بُنيت أسس الدولة العراقية على قوانين داعمة مقلوبة الهرم، ومساواة لا عدالة، وما يزال بعض الساسة يشجعون على سياسة الريع التي تخدم الميسورين أكثر من الفقراء.
 من واجب الدولة أن تكون راعية لمواطنيها، ولكن ليس من العدالة أن يملك مواطناً مصباح واحد وغيره عشرة مكيفات ولا تأخذ من كليهما أجور، كما ليس من الإنصاف أن تخسر الدولة 500 دينار في كل لتر بنزين سيارات، ومواطن لا يملك سيارة وأخر  خمسة سيارات كل واحدة منهم تساوي سعر منزل الأول، وفي مثل هذا الحال لا يُقبل أن يحدد بعض المواطنيين  نوع الفحص الطبي وأن كلف أثمان باهضة؛ بذريعة  المجانية، ونعم لدينا فقراء كثيرون يحتاجون العلاج، ولكن علينا تقنين وتوجيه العلاج بصورة صحيحة؛ لكي يحصل هؤولاء على خدمة بسعر زهيد.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/22



كتابة تعليق لموضوع : وزارة الصحة؛ إجراء صحيح في وقت خطأ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو الحسن ، في 2016/02/24 .

مقالك مليىء بالمغالطات
ساتركها واكتفي بتعليقين
في زمن المليارات والموازنات الانفجاريه وقبل ان يصيبنا القحط والافلاس المفتعل كانت بغداد العاصمه تعاني من تدهور الواقع الصحي وانا اتحداك واتحدى كل اعضاء الحكومه ومجلس الدواب وكل وعاظ السلاطين اذا في مواطن في بغداد يستطيع اخذ مفراس او رنين بدون اعطائه فتره 3 اشهر ومن يجي بعد 3 اشهر يؤجل مره اخرى بحجه عطل الجهاز
مقالك دس السم بالعسل في اوربا وبعض البلدان اسعارهم عاليه للوافدين وليس لمواطنيهم المتمتعين بالتئمين الصحي فعلام هذا الخلط
مانعرف شو جرى للساسه ووعاظ السلاطين هل لانكم ايقنتم ان الشعب جبان وبائس تركتم السارق نوري وبطانته وبدئتم تئنيب الشعب هل الي تعملوه بعد لم يكفيكم
واحد من سياسي الصدفه يقول الشعب دايح
عاهره برلمانيه تقول كنتم مطايا لصدام
شيخنا الصغير يكول بطلوا النستله وعيشوا ب 30 الف دينار
ومو عارف شو راح تطلبون منا يمكن راح تسبون هذا الشعب وتطعنو باعراضهم علنا لانكم امنتم بانهم جبناء
المصلاوي يقولون له تتزوج كال انديه قالو له نزوج اخوك قال ما بحالنه شيىء
الجماعه سياسيي الصدفه عليهم الايفادات والسفرات والعلاج حالال لكن على الشعب حرام صارو انكس من صدام يوميه طياره من فرنسه تدخل العراق مملؤءه بالسيكار والعطور والفواكه لكن الشعب عليه ان يشد حزامين على بطنه بسبب الحصار الجماعه صارو مثله هم وعوائلهم منعمين بالخارج ويسرقون بالملايين وعلى الشعب ما يمرض حتى مايروح للمشفى
بدل ما تكسر رجل الدجاجه قول لها كش رجعو فلوس وزاره الصحه المنهوبه في عهد الهالكي 37 مليار ما راح تحتاجون لكل هذه الاجراءات
كلمه واحده من ابو محمد رضا تؤمرنا بالخروج حتى نزلزل الارض على هؤلاء السفله الساقطين وبلا استثناء فقد طغوا اكثر مما طغى يزيد والرشيد




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net