صفحة الكاتب : احمد البحراني

عجِّلوا بإصلاحاتكمُ قبلَ أن تحِلَّ عليكُمْ لعائن الله والشعب و التاريخ !.
احمد البحراني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ما اشبه المخادعین المنافقین ببعضهم. فما اِن خرجت الحشودُ الملیونیة و هزَّت ارکان جبابرة العراق الجدید، حتی بدأت حملاتُ التنکیلِ و التسقیطِ و التشویهِ ضدَّها، ذلك من قبل السیاسیین الفاسدین و المستفیدین الإنتهازیین و المنظرین الفاشلین . هؤلاء -کلُّهُم- سقطوا من اعیُن الشعب الفقیر المسکین. صدَّقهم لبساطته و طیبته، لكنه اكتشف خطأه بل خطیئته بعد صبر طويل . 

 

ساسةُ الخضراء ببغداد، نموذجٌ فریدٌ في عالم السیاسة، نکثتهم مرجعیتهم في النجف، هذا مایخصُّ الشیعة، و مراجعهم في عمّان و الریاض و انقرة، بالنسبة للسُنة. حتی جماهیرهم المخدوعة، الصبورة، و تلك اللا ابالیة منها، لم تَعد تُطیقهم. و مع هذا لایبدو علی ملامح وُجوههم آثار التأثُّر قید شعرة.

 

و في محاولة لتشویه الحقائق و تشویش الأفکار و حَرْفِ الأنظار، يحاول هؤلاء الساسة تصوير هَبَّة الجماهیرُ علی انها لطرف دون آخر، لا تبحث إلّا عن تأمین مصالح فئویة حزبیة ضیِّقة.. لا هي لیست کذلك !!.

 

صرخةُ الشعب الأخیرة، جاءت تلبیة لنداءٍ صدريٍ، هذا صحیح، لکنها خلقت متنفَّسا لکلِّ مَن ضاق صدره من جیفة قاذورات اصحاب السلطة علی مدی ثلاثة عشرعاما. و کثیرٌ ممَّن نزلوا الشوارع في الجمعتین الماضیتین، لاتربطهم صلةٌ بالصدر، لا بل من معارضیه.

 

تفلسُفِ المتفلسفین بأنَّ المرحلة تتطلب صبرا، و حذرا من الإنجرار وراء مخططٍ غربيٍ عبريٍ عربيٍ خطیرٍ یُحاك ضد العملیة السیاسیة في العراق برمتها، لیس ولید الیوم. انها خدیعة کبری اطلقتها السلطة الظالمة منذ سنین وابواقها و تکررها کل عام، و صدَّقها الشعب المقهور حتی الماضي القریب، لکنها لم تعد تنطلي علیه. المؤامرات کانت و ماتزال و ستبقی تحاك ضد العراق من کل صوبٍ و حدب، لا انکار لذلك ابدا، لکنها لاتُضاهي خطورة فساد القابضین علی مقالید الحکم داخل البلد و عنجهیتهم و تماديهم في استهتارهم.

 

رغم اشکالنا علی تذبذُبِ مواقف التیار الصدري و جملة من سیاساته المتسرعة غیر المدروسة و هيَ لیست ببعیدة عن نهج باقي الکتل، إلّا اننا لابد لنا من الإعتراف بحجمه الجماهیري -لذا- فإن اي مخرج للمأزق الحالي لابدَّ و ان یُلبّي جانبا من رغبات هذا التیار، کجزءٍ اصیلٍ من المجتمع، هذا إن اردنا ابعاد العراق عن تخوم حرب داخلیة ستقضي علی مستقبل البلد و بصیص الأمل المتبقي. 

 

إن لم یَعي المتقاتلونَ السیاسیونَ    

-زُعماء الأحزاب المتصارعة- و یستوعبوا الغضب الجماهیري المتصاعد، لا استبعدُ انهیارا مدویا للدولة العراقیة لاسامح اللّه، سوف لن تستقیم مجدَّداً إلّا بعد ان تغرق بأنهرٍ من الدماء. انه لیس سیناریو ظلامي من نسج الخیال، اذا ما اخذنا بنظر الإعتبار ماتواجهه الحکومة المرکزیة من ازمة اقتصادیة خطيرة يُتوقع لها ان تتفاقم خلال اشهرٍ -لامحال- حسبَ تقاریر رسمیة.

أضِف الی ذلك، تردَّي الخدمات في کلِّ القطاعات تقریبا بعد 13 عاما من سقوط صدام، وهو مازاد من الیأس و الإحباط الشعبي العام.

 

نقول لصُناع القرار في العراق و بعیداً عن الشعارات و المجاملات و محاولة البعض تبسيط الوضع الحالي حدَّ استغباء الآخرين، سیروا في اصلاحکم الموعودة و بعُجالة وجدية، فأيِّ إضاعة للوقت -الآن- يعني تجنیا، علی انفسکم و الملایینَ من ابناء جلدتکم .

عندها سیلعَنُکُمُ اللهُ و یلعَنُکُمُ اللاعنونْ.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد البحراني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/08



كتابة تعليق لموضوع : عجِّلوا بإصلاحاتكمُ قبلَ أن تحِلَّ عليكُمْ لعائن الله والشعب و التاريخ !.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net