صفحة الكاتب : ايليا امامي

سؤال هل يوجد مرجع او مجتهد يزاول مهنه معينه ام لا ؟
ايليا امامي

السؤال / كلنا  نعلم ان  كل الانبياء كان عندهم  مهنه يعتاشون منها  .. سؤال هل يوجد مرجع  او مجتهد يزاول مهنه معينه ام لا ؟ 

 الجواب : 

 
الفرق بين المرجع والنبي هو ان النبي علمه من الله لايحتاج لدراسة بينما المرجع يحتاج ان يفرغ وقته بالكامل للدراسة فالعلم ان اعطيته كلك أعطاك بعضه 
 
الاية القرانية عبرت بشكل دقيق فقالت ( فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ) 
 
فالنفور معناه الاستعداد والتفرغ الكامل لهذا العمل .. وهو مايقوم به المجتهدون وطلاب العلوم الدينية .. ولولا تصدي بعضهم للأمر لكان الإثم يلحق الجميع لتركهم تعلم أحكامهم . 
 
وفي المقابل فقد خصص التشريع الاسلامي حصة من اموال الخمس والزكاة لمن يقومون بهذه المهمة الجليلة . 
 
فإذا كانت الدولة تعطي منح ومساعدات للمخترعين والمكتشفين وطلاب الجامعات لأنهم يساهمون في بناء بلدهم بخبراتهم  .. فلماذا لايخصص المشرع الإسلامي من أموال الحقوق الشرعية حصة لمن يتفرغون لترويج الدين ونشره وتربية الاجيال عليه ؟؟ 
 
هل يمكن القول أن ما يقدمه المخترع والمكتشف للتطور المادي والحضاري او حتى الفكري والفلسفي .. أهم مما يقدمه المجتهدون والعلماء من عطاء فكري لخدمة الاسلام ؟؟ 
 
بالتأكيد من يقول ذلك لاكلام لنا معه لانه لايعترف اساساً بأهمية الدين والعلم والعلماء 
كلامنا فقط مع الذين يقدرون قيمة هذا الدين وكم يحتاج من بذل النفوس والأرواح والأموال للدفاع عنه أو تعلمه أو نشره بين الناس . 
 
لأنك ترى من العجب العجاب أن بعض الناس لايعترض على مبلغ ستين مليون دولار لشراء قدم لاعب في أحد الأندية الأوربية بينما يعترض على فتات هذا المبلغ من رواتب العلماء !!! 
 
ليتك تعلم أن قيمة ستين مليون دولار التي لا تستفزهم هي اكثر مما ينفقه عشرة من كبار وزعماء الطائفة الشيعية على نفسهم وعوائلهم من أول حياتهم الى اخرها !! 
 
فهل هناك من مبرر لهذا الإعتراض سوى شيئ واحد وهو أنهم لايرون وظيفة العالم من الاساس لها حاجة او اهمية للدين .. حتى بقدر أبسط لاعب كرة أو مخترع جهاز !! 
 
ألاترى بعضهم .. كلما نشرنا صورة أحد علمائنا وبدا المؤمنون بالتعليق عليها للدعاء له بالحفظ والسلامة .. يأتيك من يقول : ماذا قدم هذا الرجل لتهتموا به هكذا .. هل اخترع جهازاً او قدم خدمة للبشرية ؟ 
 
وهذا أمر عجيب صدوره ممن يدعي الاسلام .. فهل نشرالعالم  لتعاليم الدين ونظريات العلماء  الفكرية في الفقه والأصول و الاقتصاد والفلسفة والاجتماع والتفسير ... لاتستحق ولاتساوي قيمة إختراع بسيط أو علاج لمرض ما ؟؟
 
أليست امراض الروح أكثر فتكاً بالانسان من أمراض الجسد ؟؟ 
 
ألم يقل الله تعالى في وصف قرآنه المجيد (( وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين )) وهذا هو الشفاء المعنوي للأخلاق والنفوس . 
 
بينما قال عن النحل (( يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس )) وهذا هو الشفاء المادي لأمراض الجسد .
 
فهل يمكن القول أن شفاء الروح بالقرآن وعلوم الدين التي يدرسها العلماء .. أقل قيمة من شفاء الأجسام بالعسل والأدوية التي يصنعها المخترعون . 
 
طبعاً هناك أجوبة أخرى تفصيلية ولكننا أكثرنا الكلام فلا حاجة للإطالة أكثر . 
 
ولكن كن على ثقة ليس المعترض مهتماً ببعض دنانير ينفقها العلماء على عوائلهم ويريد محاسبتهم عليها .. وإنما هي حملة التسقيط وزعزعة القلوب بالعلماء التي يمارسها من لايعجبهم وجود علماء محترمين تطيعهم الناس ويفتون بالجهاد والإنتخابات ومحاربة المستعمرين كالامام الخميني والامام الحكيم والامام الخوئي والشهيد الصدر وغيرهم ... أو كسماحة السيد السيستاني دام ظله الشريف . 
 
هل يكفي وجود حالات معدودة على أصابع اليد الواحدة لبعض من ظهر عليه الترف والبذخ من رجال الدين .. ليجعلك تحكم على حوزة ضمت مئات آلاف الطلاب عبر العصور وحتى يوم الناس هذا .. كان منهجهم جميعاً الزهد بالحياة ولاتزال قصصهم عن الزهد والقناعة بالكفاف محفورة في وجدان كل شيعي منصف !! 
 
ألم يكن للكثير منهم الفرصة الكبيرة للاشتغال بالتجارة والصناعة والوظائف العالية التي تدر الذهب .. وكانت لديه مؤهلات عقلية كافية لذلك .. ولكنه اختار تسخير طاقته لخدمة الدين .. ورضي بالقليل الذي يدره عليه مرتبه الشهري ؟!
 
إنه الاختبار ياصديقي .. اختبار هذا الزمان الذي صرنا لاننقم فيه  ولا نزعل على إتلاف الأموال والبذخ والإسراف من قبل الملوك والسلاطين والتجار .. بينما نعترض على بعض الاموال للعلماء أو للقباب الشريفة .. التي هي دون المستوى المتوسط لحال عامة الناس . 
 
الأمر ليس حديثاً عن الأموال .. إنه تصوير العلماء وأولادهم .. كأنهم مافيات تجلس على أكداس الأموال وتخدع الناس بإسم الله تعالى .. والجنة لمن يدفع أكثر . 
 
فقط أذكرك أن من يقول ذلك عن العلماء .. ويصورهم كمخادعين بإسم الله .. هو نفسه من قال عن الحسين عليه السلام عندما وضع رأسه أمامه : 
لعبت هاشم بالملك فلا 
خبر جاء ولا وحي نزل . 
نسأل الله الثبات .. ونعتذر للإطالة .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ايليا امامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/15



كتابة تعليق لموضوع : سؤال هل يوجد مرجع او مجتهد يزاول مهنه معينه ام لا ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : منير حجازي ، في 2016/03/16 .

إذا كان الدينار تسبب في تشويه سنة رسول الله (ص) وتحريف حديثه ، وإذا كان الدينار ساهم في سلب الحكم من علي عليه السلام ، وقتل الزهراء سلام الله عليها ثم الحسن ثم الحسين وهكذا ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فمن يكون المراجع حتى لا يتعرض لهم اولاد الزنا.
المعترضون من الشيعة هم ما اتباع المتمرجعين الغير شرعيين ممن جندتهم المخابرات العراقية ، والان تدعمهم دول الخليج بالاموال من اجل تفكيك النسيج الشيعي المتلاحم .
ولكن الشيعة على وعي تام بما يدور حولهم وهم بالمرصاد لكل من تسول له نفسه النيل من مراجعنا العظام .
تحياتي




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net