بكل تأكيد ليس أياد السماوي من أشار عليك يا حيدر العبادي ببيان ليلة الهرير الذي أعلنت فيه للشعب العراقي عن عزمك لإجراء تغيير وزاري جذري وجوهري وتشكيل حكومة من الخبراء والتكنوقراط من خارج الكتل السياسية التي تشّكل الحكومة , وبكل تأكيد أنّ من أشار عليك بهذا البيان لم يقصد نصحك , بل أراد توريطك أكثر وأكثر من أجل إسقاطك , ولا استبعد أن يكون للولايات المتحدة الأمريكية دورا فاعلا في هذا السيناريو من اجل إزالتك والمجيء بعماد الخرسان رئيسا للوزراء مدعوما من قبل أمريكا سياسيا وعسكريا وأمنيا , وحتى أكون صادقا معك أنّ الشعب العراقي بات يلعنكم جميعا ومن جاء بكم , ويتمّنى اللحظة التي تنقّض فيها أمريكا على مقاليد الأمور وتزيحكم جميعا أبيضكم وأحمركم وأسودكم .. دون استثناء .
وحين تقدّمت لك بالنصيحة في مقالي السابق ( الخروج من المأزق ) , كانت هذه النصيحة كي تخرج من المأزق الذي وضعت نفسك فيه , وتخرج بماء الوجه , لم تكن هذه النصيحة نابعة من حبي لشخصك , بقدر ما هي نصيحة فرضتها مخاوف عودة العصابات والمليشيات الخارجة عن القانون إلى الشارع العراقي مرة أخرى بعد أن قضي على هذه العصابات في صولة الفرسان التي اعادت الهيبة للقانون والنظام وانقذت الشعب العراقي من محاكم التفتيش سيئة الصيت , لكنّ مقرّبيك لم ينقلوا لك هذه النصيحة التي هي بمثابتة حبل النجاة لك , وبما أنّ الوضع الأمني الحرج والخطير ينذر بحرب شيعية شيعية تسعى لها قوى إقليمية ودولية , خصوصا بعد اقتحام الآلاف من المتظاهرين الحواجز والسواتر التي وضعتها الحكومة ووصولهم لأبواب المنطقة الخضراء , نعيد عليك ما قلناه بمقالنا السابق , وهو أن تقيل كل الوزراء دون استثناء بموجب صلاحياتك الدستورية المنصوص عليها بالمادة 78 من الدستور العراقي , وتشكيل حكومة فورا كالتي وعدت بها الشعب العراقي بموجب صلاحياتك الدستورية في المادة 76 ثانيا من الدستور في قرار واحد تقدّمه لمجلس النوّاب العراقي , وليأتي الرفض من قبل مجلس النوّاب , حينها تكون قد أوفيت بعهدك للشعب العراقي وامتصصت نقمته على هذه الحكومة الفاسدة , ورميت الكرة في ملعب مجلس النوّاب والكتل السياسية , كما وأن مثل هذا القرار سيسحب البساط من تحت أرجل مقتدى الصدر الذي ركب موجة الإصلاحات بسبب وعودك التي لم ينفذ منها وعدا واحدا , وتكون قد اسقطت ورقة مقتدى الصدر التي يلعب بها الآن , وفي نفس الوقت تكون قد أخمدت نار الفتنة التي باتت تطل برأسها علينا والتي ستحرق الأخضر واليابس .
وندائي الأخير لك .. أن تتخلّى عن طاقمك من حزب الدعوة الذي اضاعك وأضاع سلفك من قبلك , وأعلم أن العصابة المحيطة بك ليسوا سياسيين ولا خبرة لهم بعلوم السياسة والاقتصاد والإدارة , وهم لصوص محترفون لا يجيدون سوى النفاق والفساد وسرقة المال العام , وإذا ما تطوّرت الأوضاع الأمنية وسقطت الحكومة , فلا تتصوّر أنّ أحدا من العراقيين سيأسف لرحيلكم يا قادة حزب الدعوة الإسلامية , وربّما هذا هو النداء الأخير لك للنجاة من هذه الورطة التي وضعت نفسك فيها , فلا تضيعها من يدك وتبقى متمّسكا بهذه الشلّة من الحمقى والأغبياء من طاقمك الذي يحيط بك .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat