صفحة الكاتب : عمار جبار الكعبي

العامل الصامت
عمار جبار الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يتحدث بعض المفكرين حول أيهما أولى ، الفكرة المجردة ام العمل الفوضوي ، وكل يميل الى حيث يهوى ، فدعاة الفكرة يكفرون بالعمل الفوضوي الذي لا يستند الى رؤية واضحة ، ودعاة العمل يعتبرون ميدان الفكر هو ترف محض .
وبين هذا وذاك يمكن استنتاج امر واضح هو ان ما ينقصنا ليس منطق الفكرة ، وانما منطق العمل والحركة التي تحمل في طياتها بعداً استراتيجياً لما يجب ان يكون عليه الامر ، فأغلبهم لا يفكرون ليعملوا ، وانما ليقولوا كلاماً مجرداً ، غايته إثبات ذات ، وليس تقديم منتج يمكن تلمسه في الواقع المعاش ، وإسكات الاعلام بالكلام المنمق ، وبأسلوب التبرير الذي يرمي بالاخطاء على الآخرين ، وهذا ابرز ما موجود في الساحة السياسية العراقية ، ولم يكن احد ينتظر ان يرى غير ذلك او يسمع ، وهو حتى غير مستعد لسماع ما يوحي بعكس ذلك 
وفي زمن الاضطراب السياسي ، والانشغال بالتكنوقراط الوزاري ، يقدم لنا عادل عبد المهدي معزوفة تطرب الاقتصاد العراقي الريعي ، الذي اعتاد الشجن ، من المديونية الى العجز الى التضخم الى الركود ...... الخ ، وسط المناكفات السياسية والإعلامية التي تقرع طبول الحرب ، نراه يعمل صامتاً بدون ضجيج ، حتى انتقده اقرب المقربين عليه لانه لا يدافع عن نفسه ، كان شعاره ( دع عملك يتكلم ) ، وقد تكلم عمله فعلا ! 
كل متتبع للاقتصاد العراقي لم يكن يحلم بأن يتجاوز انتاج النفط ما وصل له الانتاج في الحكومة السابقة ، حيث كان يعتبر انجازاً كبيراً ، يرافقه الضجيج الإعلامي والسياسي حيثما جلسوا وحيثما تحدثوا ، نحن من أنتج ٢،١ مليون برميل في اليوم !!! ، بينما نرى عبد المهدي قد أوصل انتاج النفط الى ٤،٣ مليون برميل يومياً ولا نسمع له صوتاً ، وكأنه لا يعلم بذلك ! ، فَلَو كان هذا عند غيره فهل كان سيتركنا ننام الليل بهدوء ؟! 
وفي الوقت الذي يستورد فيه العراق كل شيء ، أفكاره ، مشاكله ، حلوله ، احتياجاته الحياتية ، لا نراه يصدر شيئاً يذكر ، مجرد مستور ، يستورد كل شيء ، حتى بات ينظر لنا ويشبهنا البعض بالمقبرة التي تأخذ ولا تعطي ، وزارة النفط ولأول مرة في تاريخ العراق تصدر الغاز السائل الى الخارج ، بعدما كان يحرق في زمن الحكومات السابقة ، فهل سيشمل التغيير من تحدث عمله ، ويتغاضى عمن نراه في شاشات التلفاز اكثر من المقدمين انفسهم ، لانه ليس لديه ما يعمله ؟! 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار جبار الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/22



كتابة تعليق لموضوع : العامل الصامت
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net